رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

سياسيون فلسطينيون: المجازر هدفها دفع الأهالى إلى الحدود المصرية

غزة
غزة

قال كتاب وسياسيون فلسطينيون إن جيش الاحتلال الإسرائيلى يكثف من الغارات التى تشنها طائراتها على عموم قطاع غزة، خاصة مدينة خان يونس فى الجنوب، إضافة إلى تكثيف القصف المدفعى لآلياته العسكرية البرية وقواته البحرية التى تحاصر القطاع، بهدف تحقيق هدف من اثنين؛ أحدهما دفع السكان إلى الجنوب باتجاه الحدود مع مصر، والآخر الإبادة الجماعية وقتل أكبر عدد ممكن من سكان القطاع.

جهاد أبولحية:  فشلوا فى الشمال ويبحثون عن نصر فى الجنوب 

ذكر الدكتور جهاد أبولحية، أستاذ القانون والنظم السياسية، أن إسرائيل مستمرة منذ ٦٠ يومًا فى جريمة إبادة الشعب الفلسطينى فى قطاع غزة، بمختلف المناورات العسكرية والهجمات المتعددة برًا وبحرًا وجوًا، حيث يتعرض قطاع غزة بالكامل للقصف والقتل.

وأضاف أن إسرائيل لم تحقق أى إنجاز عسكرى على الأرض يمكن أن يعزز موقف مجلس حربها أمام الجمهور الإسرائيلى حتى هذه اللحظة، لأن العملية البرية فى شمال غزة لم تسفر إلا عن قصف المستشفيات والسيطرة عليها، وقتل آلاف المدنيين وإبادة كل مقومات الحياة.

وتابع: «مجلس الحرب الإسرائيلى يبحث عن تحقيق أى إنجاز فى الجنوب، خاصة فى محافظة خان يونس، التى تشهد موجات قصف لا تتوقف مع تقدم للدبابات الإسرائيلية فى المناطق الشرقية من المحافظة، أملًا فى تحقيق أى نجاح عسكرى، سواء كان القضاء على قيادة حماس فى غزة، أو الإفراج عن المحتجزين الإسرائيليين لدى المقاومة الفلسطينية، الذين يتجاوز عددهم ١٣٠ محتجزًا».

وعن أبرز السيناريوهات المتوقعة خلال الفترة المقبلة، قال «أبولحية» إن معظمها خطير، لكن السيناريو الأقرب للواقع حاليًا هو نزوح مئات الآلاف من أبناء الشعب الفلسطينى تحت وطأة نيران القصف الإسرائيلى الشديد باتجاه الحدود المصرية.

وتابع: «سنكون أمام وضع خطير جدًا، وأيضًا هذا ما يسعى إليه الاحتلال الإسرائيلى منذ بدء عدوانه على قطاع غزة فى السابع من أكتوبر الماضى، وهذا ما حذرت منه مصر بشكل رسمى، ولكن من الواضح أن إسرائيل ماضية فى مخططها بتهجير الشعب الفلسطيـــنى من غزة».

تمارا حداد: بنيامين نتنياهو يسعى لإطالة أمد الحرب لإنقاذ مستقبله السياسى 

أكدت الكاتبة والباحثة السياسية، تمارا حداد، أن الاحتلال يسعى إلى الدخول البرى لمنطقة شرق خان يونس وشمالها لأكثر من هدف، إذ يعتبرها مركز الثقل العسكرى والميدانى والسياسى لفصائل المقاومة الفلسطينية، وبالتحديد حركة «حماس»، ويعتقد أن قيادات حماس البارزة أمثال يحيى السنوار ومحمد الضيف ومروان عيسى، موجودون هناك.

وأضافت: «إسرائيل تعتقد أن حماس تحتفظ بالأسرى فى خان يونس؛ لذلك تسعى لدخولها بريًا للضغط على المقاومة من خلال القصف الجوى العنيف والمكثف واستهداف مقومات الحياة الأساسية لتعميق الأزمة الإنسانية».

وأشارت «حداد» إلى أن فصائل المقاومة تتصدى بكل قوة للآليات العسكرية التى تحاول التوغل وتعوق تقدمها، إضافة إلى أن الاكتظاظ السكانى الكبير فى خان يونس والشوارع الضيقة يعرقل تقدم الآليات العسكرية، ما يعنى أن إسرائيل تحتاج إلى تجريف مساحات كبيرة من الأراضى ليتسنى لآلياتها العسكرية دخول المنطقة، وهذا يعنى ارتكاب مزيد من المذابح بحق الأبرياء».

وتابعت: «حاليًا الاحتلال لفشله فى تنفيذ الأهداف الأمنية والعسكرية يعمل على قتل المدنيين وتدمير البنية التحتية للمدارس والجامعات والمستشفيات حتى ينهى مقومات الحياة فى قطاع غزة ليدفع السكان إلى النزوح خارج القطاع، وهو مخطط بدأ بإجبار سكان الشمال على النزوح إلى الجنوب ثم إجبار سكان خان يونس إلى النزوح باتجاه رفح؛ بهدف تهجير السكان وتقليل الكثافة السكانية فى القطاع».

وأوضحت «حداد» أن إسرائيل ما زالت موجودة على ٤٠٪ من القطاع، وأن قوات الاحتلال تناور بالتقدم ثم التراجع بسبب ضربات المقاومة الفلسطينية المستمرة والمؤلمة.

وأكدت أن المواجهة فى الجنوب ستكون صعبة جدًا وأكثر شراسة من الشمال؛ نظرًا لأن تنفيذ الأهداف فى الجنوب أصعب من الشمال بسبب الكثافة السكانية العالية ووجود ثقل المقاومة فيها، مع ما يتطلبه التوغل البرى من عمليات معقدة تستغرق وقتًا طويلًا.

وقالت إن رئيس الوزراء الإسرائيلى، بنيامين نتنياهو، يسعى لإطالة أمد الحرب من أجل إنقاذ مستقبله السياسى الذى يقترب من نهايته.

جهاد الحرازين: اللجوء إلى الإبادة الجماعية بعد فشل التهجير

ذكر الدكتور جهاد الحرازين، القيادى بحركة فتح، أن الاحتلال الإسرائيلى يكثف غاراته الجوية على خان يونس وباقى المناطق الفلسطينية، خاصة فى قطاع غزة وتحديدًا المناطق الجنوبية التى كان يزعم أنها مناطق آمنة ويدعو المواطنين للانتقال إليها، الأمر الذى يوقع المزيد من الخسائر البشرية ويهدم المبانى السكنية والمستشفيات والمدارس، وغيرها من الأماكن التى أصبحت عرضة للدمار والاستهداف.

وأوضح أن هذا يأتى فى سياق المخطط الاحتلالى الذى يذهب باتجاه إما إبادة الشعب الفلسطينى أو التهجير القسرى، وبعد أن فشل مخطط التهجير القسرى لجأ إلى الإبادة والقتل الجماعى.

وتابع «الحرازين»: «وفقًا لهذا الأمر، ستواصل دولة الاحتلال مخططها الإجرامى الكبير بحق الشعب الفلسطينى، مستغلة الوقت بتوجيه أكبر قدر من الضربات وإيقاع عدد أكبر من الخسائر بالمدنيين».

وأكد أن المواجهة بين قوات الاحتلال والمقاومة فى جميع مناطق قطاع غزة ستكون قوية وكبيرة، وهذا يعرض المدنيين الأبرياء لعمليات القتل، وأن القصف العشوائى الإسرائيلى سياسة عقاب جماعى وحصار وتجويع وتدمير هدفها تحويل قطاع غزة إلى منطقة مدمرة بشكل كامل.