رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بنك زهور

قعماد مجاهد
قعماد مجاهد

فى ردهات البنك أناقة، إبهار، تراهما أعين العملاء المحاسبون، بحلل أنيقة أدوار، انتظار، كل فى دوره، كثيرون، بصالة تمتد بمقاعد، زحام، توتر، هى جميلة. 

التقت عينه عينيها، وقفت.. وقف، نبههما موظف الأمن بزيه الرسمى، أن اجلسا.. سقط الموظف والزمان والمكان من ذاكرة الاثنين.

صوت النداء الآلى المسجل للأرقام تحول إلى أغنية عذبة، أنا وأنت، تنظر له، تقابلنى فى ظرف غير ملائم، تمامًا.. زحام بنكى.

سأسألك أسئلة زائفة عن رقم انتظارك، وكم تبقى، أتلذذذذذذذ بصوتك، تقفز ذاكرًا اسمك، لا أعرف كيف بحت لك بكل ما تريد؟!!!!!! مكان بيتى، اسمى، وما أحب، ورقم هاتفى.

هذا اللقاء لقائى بك خاصية فريدة، تبديل الأشياء، وتغيير صفات الناس والبشر، فأنا تبدلت من أثر صوتك، وكلماتك ثقة واطمئنان دخلانى، فاستسلمت!!! 

هذا عكس طبيعتى، هذا غير رفضى للرجال، ونعتهم بصفات وتهم قبيحة، بعدما أفقت من تأثيرك علىّ. 

لاحظت أن البنك كأنه تبدل، وأنت رأيت ذلك التبدل، أصبح مكانًا بشجر ملون، وأحواض أسماك بألوان رائعة، لا أصدق، مناضد موسيقى، مكانًا للعشاق، كما بدلت شكى وتخوينى للرجال، أصبح المكان حديقة، نلتقى فيها، هل ارتبكت عيناى وعيناك؟!!!!!!

نسيت أوصاف وتصنيف الأشياء، وخلطت الأمور، فتشابهت حديقة للحب لذيذة ممتعة، مع بنك قاس، حركة أموال، أرصدة، هذا يحدث فى قصيدة شعر، أو فى الأحلام فقط.

أصبح الناس يعرفون أننا إذا دخلنا أى بنك حولناه إلى شجر، مناضد عشاق، أثرك مبدل لذاكرتى، من حديدية لذاكرة نصف مشوشة، ربما كنت بوسامتك الحراقة خطيبى، غزوت روحى، عشقتك لكنك هجرتنى من أجل ثانية غيرى، ولكى أداوى جروحى، أتخيل لقائى بك هذا، وأرسم تفاصيل العشق، ورود، وجعلت مكان اللقاء، كما أتمنى، يمكن أن تكون زوجى الذى أبغضه، لأنه احتل بقوة جاهزيته للزواج بالمال موضع حبيبى، فشوشت ذاكرتى، لأستبدل وجهك بوجهه، حتى يرف فؤادى لك، حاولت إضافة بعض رتوش بسيطة من ملامح حبيبى. 

إلى ملامحك، بالتأكيد أنت موغل فى حياتى، فى أنفاسى وكيانى، أراك فجأة، تخرج من البنك والحديقة، تتجول فى ذاكرتى، وأنا أفتش فى ذاكرتك لعلنى أعثر على حقيقة علاقتى بك.