رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كنيسة البيزنطية تحتفل بتذكار القدّيسَين الشهيدَين برامونوس وفيلومينوس

كنيسة البيزنطية
كنيسة البيزنطية

تحتفل الكنيسة البيزنطية بتذكار القدّيسَين الشهيدَين برامونوس وفيلومينوس، واستشهد القدّيس برامونوس في عهد الامبراطور داكيوس (249-251) أما القدّيس فيلومينوس فقد استشهد في عهد الإمبراطور أوربليانوس (270-275).

العظة الاحتفالية

وبهذه المناسبة القت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها: 

لقد أرادَ الله خلاصَ الجنسِ البشريِّ بكاملِهِ وأَعَدَّ ذلك بمحبّتِهِ الفائقةِ وعنايتِهِ الساميَةِ. فاختارَ لنفسِهِ، بتصرّفٍ فريدٍ، شعبًا يُوكلُ إليهِ المواعيدَ... وأمّا تدبيرُ الخلاصِ الذي سَبَقَ فأعلنَهُ الكُتَّابُ القدّيسون وأخبروا بهِ وفسرَّوه، فإنّنا نجدُهُ في أسفارِ العهدِ القديمِ ككلمةِ الله الحقيقيّة. ولذلك تحتفظُ هذه الكتبُ المُوحى بها من لَدُنِ الله بقيمةٍ ثابتةٍ لأنّ "كُلَّ ما كُتِبَ قَبْلاً إِنَّما كُتِبَ لِتَعْليمِنا حتَّى نَحصُلَ على الرَّجاء، بِفَضْلِ ما تأتِينا بِه الكُتُبُ مِنَ الثَّباتِ والتَّشْديد" 

لقد كانَ تدبيرُ العهدِ القديمِ يهدِفُ بنوعٍ خاص إلى تهيئةِ مجيء الرّب يسوع المسيحِ مخلّصِ الكلّ وإلى الإِعدادِ للمُلكِ المسيحانيّ، ويُعلنُ ذلك على لسانِ الأنبياء  ويُرمَزُ إليه بصورٍ مختلفةٍ . أمَّا أسفارُ العهدِ القديمِ، فإنَّها تُظهِرُ للجميعِ معرفةَ الله والإنسانِ والطُرُقِ التي يتبعُها الله، في عدلِهِ ورحمتِهِ، للتعاملِ مع البشرِ، وذلك حسب أوضاعِ الجنس البشري التي سَبَقَتْ الأزمنةَ التي فيها أَنشَأَ الرّب يسوع المسيحُ الخلاصَ. وإنَّ هذه الأسفارَ، وإِنْ احتَوَتْ أمورًا غير كاملة وزمنيَّة، فإنّها تُطلعنا على أسلوبٍ تربويٍّ إلهيٍّ حقيقي. ولهذا، فعَلى المسيحيينَ أنْ يَقبَلوها بورع. فإنَّها تُعبِّرُ عن المعنى الحيّ لله، وتكمُنُ فيها تعاليمُ سامية عن الله وحكمة خلاصيّة عن حياة البشر وكنوز رائعة للصلوات. فيها أخيرًا يحتَجِبُ سرُّ خلاصِنا.

فالله إذًا الذي أَلْهَمَ أسفارَ العَهدين وألَّفَها، قد رَتَّبَ الأمورَ بحكمتِهِ، كي يحتَجِبَ الجديدُ في القديمِ ويَتَّضِحَ القديمُ في الجديدِ. فمع أنَّ الربّ يسوع المسيحَ قد أسَّسَ في دمِهِ العهدَ الجديدَ ، غير أنَّ أسفارَ العهدِ القديمِ كلّها، وقد دخلت في صلب البشارةِ الإنجيليّةُ، تكتَسِبُ كمالَ معناها وتُظهره في العهدِ الجديدِ ؛ وبدورها هي تُنيرُهُ وتشرحُهُ.