رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تمديد الهدنة

نظريًا، تنتهى فى السابعة من صباح اليوم، الثلاثاء، هدنة الأيام الأربعة، التى تم الاتفاق عليها بين إسرائيل وحركة حماس. غير أن المفاوضين المصريين والأمريكيين والقطريين يقتربون من اتفاق على تمديد الهدنة، ليوم أو يومين أو لأربعة أيام إضافية. وقيل إن الولايات المتحدة تضغط على إسرائيل، وطلبت من مصر وقطر ممارسة الدور نفسه على حركة «حماس». ومن المتوقع أن تنجح مساعى الدول الثلاث، إذا لم تكن هناك عقبات لدى «حركة حماس» فى الوصول إلى المحتجزين الإسرائيليين.

كل الأطراف تريد تمديد الهدنة، بحسب التصريحات المعلنة. إذ أعرب الرئيس الأمريكى، جو بايدن، عن أمله فى أن تستمر إلى «ما بعد» يوم الإثنين. وفى كلمة من ولاية ماساشوستس، أمس الأول الأحد، قال إنه يريد الإفراج عن «رهائن آخرين» وإيصال المزيد من المساعدات إلى قطاع غزة. وقال بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلى، إنه أبلغ الرئيس الأمريكى، خلال اتصال تليفونى، بأنه سيرحب بتمديد الهدنة إذا تم إطلاق سراح ١٠ رهائن إضافيين كل يوم، على النحو المتفق عليه. كما أكدت حركة «حماس»، فى بيان، أنها تسعى إلى تمديد الهدنة، وتحاول بجدية الإفراج عن المزيد من المحتجزين.

قيل، أيضًا، إن «حماس» تريد تمديد الهدنة لمدة أربعة أيام، بينما تريد إسرائيل تمديدها يومًا بيوم. ولقناة «الحرة»، قال ساميويل وربيرج، المتحدث الإقليمى باسم الخارجية الأمريكية، أمس الإثنين، إن بلاده «تنظر بجدية إلى دعوات تمديد الهدنة الإنسانية لما لها من فوائد بالنسبة لإيصال المساعدات الإنسانية للمدنيين فى غزة وتسهيل خروج الرهائن». وأشار «وربيرج» إلى حديث أنتونى بلينكن، وزير الخارجية الأمريكى، مع نظيره المصرى، سامح شكرى، وإعرابه عن شكره لمصر على شراكتها فى الوصول إلى اتفاق الهدنة، وعلى جهودها القيادية ومساعيها الجادة لتوسيع وصول المساعدات الإنسانية.

فى المكالمة التليفونية التى تلقاها، مساء أمس الأول الأحد، من نظيره الأمريكى، شدد سامح شكرى على ضرورة البناء على الهدنة للوصول إلى وقف شامل لإطلاق النار، وإنفاذ المساعدات الإنسانية والإغاثية بشكل كافٍ ومستدام، ودعم الجهود الدولية الرامية لتحقيق هذا الهدف، بما فى ذلك تنفيذ قرار مجلس الأمن الصادر فى ١٥ نوفمبر الجارى. كما أحاط شكرى نظيره الأمريكى بالاتصالات والجولات التى تقوم بها اللجنة الوزارية العربية الإسلامية، مشيرًا إلى الدور المهم المنوط بالأعضاء الدائمين فى مجلس الأمن فى وقف الحرب، ووضع حد للانتهاكات الإسرائيلية غير المسبوقة للقانون الدولى والقانون الدولى الإنسانى. وكالعادة، أشاد وزير الخارجية الأمريكى بالجهود المصرية فى احتواء الأزمة والحد من تداعياتها.

على خلاف كل ما سبق، نقلت «وكالة الأنباء الفرنسية» عن مسئولين عسكريين إسرائيليين أنهم يخشون أن تؤدى هدنة أطول إلى إضعاف الجهود الإسرائيلية للقضاء على حركة حماس. وخلال زيارة للقوات الإسرائيلية فى قطاع غزة، يوم السبت، شدّد يوآف جالانت، وزير الدفاع، على أن الهدنة «لن تستغرق أسابيع، بل ستستغرق أيامًا»، وقال إن «أى مفاوضات أخرى ستجرى تحت النيران». وفى اليوم التالى، كرر نتنياهو المعنى نفسه تقريبًا، خلال زيارة شبيهة لقوات جيش الاحتلال، وقال: «لن يوقفنا شىء، ونحن على قناعة بأن لدينا القوة والقدرة والإرادة والإصرار لتحقيق كل أهداف الحرب».

.. وتبقى الإشارة إلى أن وزير خارجيتنا شدد أمس، الإثنين، على أهمية أن يكون اتفاق وقف إطلاق النار المؤقت، الذى تم تيسيره بجهود مصر والولايات المتحدة وقطر، حافزًا للمجتمع الدولى، خاصة الأمم المتحدة ومجلس الأمن، للعمل بجدية للوصول إلى وقف دائم وغير مشروط لإطلاق النار. وخلال مشاركته فى اجتماعات المنتدى الإقليمى الثامن لـ«الاتحاد من أجل المتوسط»، الذى تستضيفه مدينة برشلونة الإسبانية، دعا «شكرى» الدول الأعضاء بالاتحاد إلى اتخاذ مواقف قوية لدعم تنفيذ وقف فورى لإطلاق النار، باعتباره السبيل الوحيد لاحتواء تداعيات الأزمة الكارثية على غزة، والحيلولة دون اتساع رقعة الصراع، كما دعا دول الاتحاد، أيضًا، إلى الاعتراف بدولة فلسطين، دون شروط مسبقة أو معوقات إضافية، والضغط من أجل تنفيذ حل الدولتين على أساس مقررات الشرعية الدولية.