رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

إيلون ماسك فى إسرائيل!

مالك موقع التواصل الاجتماعى «إكس»، تويتر سابقًا، يزور إسرائيل اليوم، الإثنين. وذكرت جريدة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية، أمس الأحد، أنه من المقرر أن يزور إيلون ماسك، «كيبوتس بئيرى»، الذى هاجمته «حركة حماس»، فى ٧ أكتوبر الماضى، قبل أن يلتقى بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلى، الذى كان قد أجرى محادثات مباشرة معه، فى سبتمبر، داخل مصنع «تسلا» فى كاليفورنيا، تطرقت إلى معاداة السامية على وسائل التواصل الاجتماعى وتأثيراتها على حرية التعبير!.

الملياردير الأمريكى الكندى، المولود فى جنوب إفريقيا، الذى لا يخفى دعمه لإسرائيل وتعاطفه معها، اتهمه البيت الأبيض بـ«الترويج البغيض لمعاداة السامية»، لمجرد أنه رد بعبارة «لقد قلت الحقيقة بالفعل»، على منشور يقول إن «اليهود يستخدمون ضد البيض الكراهية نفسها التى يطلبون من الناس التوقف عن استخدامها ضدهم». ثم أثار جدلًا أكبر حين قال فى حوار مع أليكس فريدمان: «إذا كنت ترتكب إبادة جماعية ضد شعب كامل، فإنك ستترك كثيرًا من الأشخاص الأحياء الذين سيكونون كارهين لإسرائيل». 

لم يوقف هذا الجدل، أو ذلك الاتهام، إعلانه، الثلاثاء الماضى، عن تبرع شبكة «إكس» بكل إيرادات الإعلانات والاشتراكات المرتبطة بالحرب فى قطاع غزة، إلى المستشفيات الإسرائيلية، والصليب أو الهلال الأحمر فى القطاع. وقيل إن زيارته لإسرائيل تهدف إلى تحسين سمعته بعد اتهامه بمعاداة السامية، غير أن الأرجح هو أن «ماسك» يحاول إيقاف نزيف الخسائر، الذى تتعرض له شبكة «إكس»، وباقى شركاته، خاصة بعد تهديد الإدارة الأمريكية بوقف اعتمادها على الشركات التكنولوجية التى يملكها.

البيان شديد اللهجة، الذى أصدره أندرو بايتس، المتحدث باسم البيت الأبيض، طالب بـ«عدم السكوت عن أى شخص يهاجم كرامة مواطنيه الأمريكيين ويقوّض سلامة مجتمعاتنا». ثم قالت المفوضية الأوروبية إنها شهدت زيادة مثيرة للقلق فى المعلومات المضللة وخطاب الكراهية فى شبكة «إكس»، وفى العديد من شبكات التواصل الاجتماعى، خلال الأسابيع الأخيرة. مع أن كل هذه الشبكات، كما لعلك تعرف، تلاحق «المحتوى الفلسطينى» وتقوم بتعليق أو تعطيل أو حظر الحسابات، التى تنتقد المجازر الإسرائيلية. 

مع مطالبة «رابطة مكافحة التشهير» الصهيونية للشركات بإيقاف إعلاناتها على الشبكة، استجابت فورًا عدة شركات من بينها «والت ديزنى» و«وارنر براذرز ديسكفرى». وذكرت جريدة «نيويورك تايمز»، فى تقرير نشرته الجمعة، أن شركة «إكس» قد تخسر ما يصل إلى ٧٥ مليون دولار من إيرادات الإعلانات، بحلول نهاية العام الجارى، مع وقف العشرات من العلامات التجارية الكبرى حملاتها التسويقية على المنصة. وذكر التقرير أن «وثائق داخلية»، اطلعت عليها الجريدة، أظهرت قيام أكثر من ٢٠٠ وحدة إعلانية، لشركات مثل «أمازون» و«كوكاكولا» و«مايكروسوفت»، بوقف الإعلانات مؤقتًا على الشبكة.

فى بداية اشتعال الجولة السابقة من الصراع، اجتمع وزير العدل الإسرائيلى بينى جانتس، الذى كان يشغل أيضًا منصب وزير الدفاع، فى مايو ٢٠٢١، مع مديرين تنفيذيين ومسئولين فى تلك الشركات، عبر تطبيق زووم، وطالبهم بحذف ما قال إنه «محتوى يحرض على العنف أو يشجع على الإرهاب وينشر معلومات مضللة». وطبقًا لما نشره موقع «بوليتيكو»، فقد شدّد جانتس على ضرورة الاستجابة لشكاوى مكتب شئون الإنترنت الحكومى، وأشار إلى أن مثل هذه الإجراءات ستمنع ما زعم أنه تحريض عمدى تقوم به عناصر متطرفة للإضرار بإسرائيل. وبحسب الموقع الأمريكى، تعهد المسئولون والمديرون التنفيذيون بالتعاون وسرعة التصرف بفاعلية. وحدث ما أكد أنهم استجابوا لمطالب أو أوامر الوزير الإسرائيلى، سواء بحظر الحسابات أو الاكتفاء بحذف التدوينات أو التغريدات المؤيدة للقضية الفلسطينية.

.. وأخيرًا، لم نسمع، إلى الآن، أن شركات عربية، عامة أو خاصة، قامت، لوّحت أو هدّدت، بوقف إعلاناتها فى شبكات التواصل الاجتماعى، التى لا تقوم بتطبيق معاييرها، سياساتها وقواعدها، على المحتوى الإسرائيلى، أو على ما يطالنا من «هبد» الهابدين الإسرائيليين، العملاء أو الإرهابيين.