رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مهاترات جديرة بالرد

على خلاف بيان الرئاسة الفلسطينية، نرى أن مهاترات بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلى، جديرة بالرد، وكذا مهاترات وزرائه، ونواب حزبه فى الكنيست، ونواب الأحزاب المتطرفة، المتحالفة معه، والمشاركة فى ائتلافه الحاكم، مع تسليمنا بأن «العالم جميعه يشاهد المجازر الوحشية التى يقوم بها جيش الاحتلال فى قطاع غزة باستهدافه الأطفال والنساء والشيوخ والمستشفيات ودُور العبادة، إضافة إلى جرائم جيش الاحتلال والمستعمرين الإرهابيين فى الضفة الغربية والقدس».

فى بيان نشرته وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية «وفا»، أمس الإثنين، قال نبيل أبوردينة، المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية، إن جهود الرئيس محمود عباس «تنصبّ حاليًا على وقف العدوان الإسرائيلى الهمجى ضد الشعب الفلسطينى ومقدساته فى غزة والضفة الغربية والقدس». وأضاف أن «الأولوية الآن وقبل كل شىء هى وقف حرب الإبادة على الشعب الفلسطينى التى يشنّها نتنياهو وحكومته، وليس الدخول فى مهاترات وقضايا ثانوية غير جديرة بالرد»، فى إشارة إلى هجوم رئيس الوزراء الإسرائيلى، مساء أمس الأول الأحد، على الرئيس عباس، ووزارة الخارجية الفلسطينية، على خلفية بيان نفت فيه الوزارة هجوم حركة «حماس» على حفل «مهرجان الطبيعة» فى جنوب إسرائيل، فى السابع من أكتوبر الماضى. 

ما يستوجب الدهشة هو أن بيان الخارجية الفلسطينية، الذى هاجمه نتنياهو، استند إلى تقرير نشرته جريدة «هآرتس»، يوم السبت، جاء فيه أن مروحية عسكرية إسرائيلية انطلقت من قاعدة «رمات دافيد»، وأطلقت النار على المشاركين فى المهرجان الموسيقى، الذى أقيم بالقرب من «كيبوتس راعيم» فى غلاف قطاع غزة يوم هجوم حماس، فى السابع من أكتوبر الماضى. كما نقلت الجريدة عن مسئول كبير فى الشرطة الإسرائيلية أن «نحو ٤٤٠٠ شخص كانوا حاضرين فى الحدث، وتمكنت الغالبية العظمى منهم من الفرار بعد قرار تفريق المهرجان الذى تم اتخاذه بعد ٤ دقائق من إطلاق رشقة صاروخية»!.

جريدة «يديعوت أحرونوت» تحدثت أيضًا عن هجوم مروحيات الجيش الإسرائيلى على الحفل. وذكرت الجريدة الإسرائيلية أن القوات «وجدت صعوبة فى التعرف على مقاتلى حماس»، مضيفة أن طيارى المروحيات «استخدموا المدفعية» ضد المدنيين الإسرائيليين فى المهرجان. واتفقت الجريدتان على أن تقديرات المؤسسة الأمنية الإسرائيلية أشارت إلى أن المشاركين فى إطلاق النار، خلال عملية «طوفان الأقصى»، لم يكونوا على علم مسبق بالمهرجان، وعلى أن غالبية قتلى المهرجان، المقدر عددهم بـ٣٦٤ شخصًا، قتلهم جيش الاحتلال. كما جاء فى تقرير نشرته شبكة «TRNN» الأمريكية، أن قيام جيش الاحتلال بقتل المواطنين الإسرائيليين لم يتم بالخطأ، بل نتيجة قاعدة أو توجيه بات الجيش الإسرائيلى يتبعه اسمه «توجيه هانيبال»، الذى بدأ العمل به سنة ١٩٨٦، ويهدف إلى منع وقوع القوات الإسرائيلية فى أيدى العدو، من خلال الاستخدام الأقصى للقوة، حتى لو أدى ذلك إلى قتل جنود أو مدنيين.

لم يلتفت رئيس الوزراء الإسرائيلى إلى ما نشرته الجريدتان الإسرائيليتان، أو الشبكة الأمريكية، وهاجم الرئيس الفلسطينى، بزعم أن «رجاله»، أى رجال الخارجية الفلسطينية، يقومون بإنكار ما وصفه بـ«المجزرة الرهيبة»، وقال إن «مُنكر المحرقة ينكر الآن أيضًا المجزرة التى ارتكبتها حماس». وكرّر نتنياهو عدم موافقته على تسلم السلطة الفلسطينية إدارة قطاع غزة بعد نهاية الحرب ضد حركة «حماس»!

.. وتبقى الإشارة إلى أن المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية رأى أن تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلى، منذ بدء الحرب على غزة، «تثبت أن هذا الاحتلال يسعى إلى تكريس احتلاله جميع الأراضى الفلسطينية، اعتقادًا منه أن سياسة الإبادة والقتل تجلب الأمن والاستقرار»، وشدّد على أن «الحل الوحيد لتحقيق السلام والأمن هو الاعتراف بحقوق الشعب الفلسطينى وفق الشرعية الدولية والقانون الدولى، وإنهاء الاحتلال الإسرائيلى للأراضى الفلسطينية بعاصمتها القدس الشرقية». كما أكد، فى البيان المشار إليه، أن غزة جزء لا يتجزأ من الأرض الفلسطينية كالقدس ورام الله وبقية الأراضى الفلسطينية، والشعب الفلسطينى، وليس أى طرف آخر، هو من يقرر مستقبله ومستقبل الأرض الفلسطينية.