رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ربط الأسواق الإفريقية

تحت عنوان «الربط بين الأسواق الإفريقية»، انطلقت النسخة الثالثة من «المعرض الإفريقى للتجارة البينية»، الخميس الماضى، بمركز المنارة للمؤتمرات الدولية فى التجمع الخامس. وصباح أمس، الإثنين، افتتح الرئيس عبدالفتاح السيسى «يوم مصر»، الذى هو نفسه يوم «القمة الرئاسية»، بحضور إيمرسون منانجاجوا، ولازاروس شاكويرا، رئيسى زيمبابوى ومالاوى، والرئيس النيجيرى السابق أولوسيجون أوباسانجو، رئيس المجلس الاستشارى للمعرض، وبنيدكت أوراما، رئيس البنك الإفريقى للتصدير والاستيراد، وكبار مسئولى الاتحاد الإفريقى والمنظمات والبنوك الإفريقية متعددة الأطراف. 

المعرض، الذى تنتهى فعاليته غدًا، الأربعاء، يقام تحت رعاية «البنك الإفريقى للاستيراد والتصدير» و«مفوضية الاتحاد الإفريقى»، وسكرتارية «منظمة منطقة التجارة الحرة للقارة الإفريقية»، ويهدف إلى زيادة معدلات التجارة البينية بين الدول الإفريقية، وفتح وتعميق الوصول إلى أسواق القارة، من خلال تسخير منطقة التجارة الحرة القارية، وتوفير قنوات فعالة لحركة البضائع، إضافة إلى عرض الفرص والمقومات الاستثمارية الكبيرة المتاحة بالقارة السمراء، وإيجاد حلول غير تقليدية لدفع اقتصاداتها المحلية، والتغلب على التحديات القائمة من خلال الشراكات الإقليمية. 

بكل أسف، تمثل التجارة البينية بين دول القارة ١٦٪ فقط من إجمالى التجارة الإفريقية. وانطلاقًا من انتمائها للقارة السمراء، أطلقت مصر النسخة الأولى من «المعرض الإفريقى للتجارة البينية»، سنة ٢٠١٨، أى قبل سنة من دخول اتفاقية منطقة التجارة الحرة القارية حيز التنفيذ، ثم استضافت جنوب إفريقيا النسخة الثانية، سنة ٢٠٢١، وجرى خلال النسختين توقيع اتفاقيات قيمتها ٤٧ مليار دولار.

فى كلمته، شدد الرئيس السيسى على ضرورة دعم التجارة البينية بين دول القارة الإفريقية للاستفادة من القدرات الاقتصادية الهائلة والموارد الطبيعية الضخمة جدًا، لافتًا إلى أن هذا الأمر لا ينقصه سوى التنسيق والتعاون الإيجابى بين الدول، ومساعدة ودعم الشركات التى يمكنها القيام بهذا الدور. كما أشار الرئيس إلى أن مصر حريصة على أن تقوم بدور إيجابى فيما ينفع الناس، وأكد أن القارة الإفريقية لديها القدرات والإمكانات، لكن ربما توجد بعض المعوقات والمشاكل التى تعوق هذا الأمر، مشيرًا إلى أن الدولة المصرية حريصة على القيام بالبناء والتنمية والتعمير والتعاون وإطفاء الحرائق كلما أمكنها ذلك.

تعتز مصر بانتمائها الإفريقى، وتسهم فى تعزيز الثقل الذى تتمتع به القارة الإفريقية، وتأثيرها فى كل القضايا على المستويين الإقليمى والدولى. وفى «القمة السعودية الإفريقية» الأولى، التى استضافتها الرياض، يوم الجمعة الماضى، قدم سامح شكرى، وزير الخارجية، رؤية مصر بشأن الأولويات التى ينبغى التركيز عليها لتحقيق الاستفادة المثلى من أطر التنسيق القائمة وتعزيز الشراكات الاقتصادية الاستراتيجية، ودعم الاستقرار والأمن فى القارة السمراء ومنطقة الشرق الأوسط. كما أكد أن الدولة المصرية تتفاعل بشكل جاد مع كل التحديات الأمنية والسياسية والتنموية على الساحة الإفريقية، وتحمل لواء الدفاع عن المصالح الإفريقية فى كل المحافل. 

فى هذا السياق، تسخر مصر، أيضًا، رئاستها الحالية للوكالة الإنمائية للاتحاد الإفريقى، النيباد، لدراسة جميع السبل الممكنة لتحقيق تطلعات الشعوب الإفريقية، وتنفيذ أهداف أجندة ٢٠٦٣ التنموية، مع التركيز على قائمة المشروعات ذات الأولوية فى مجال البنية التحتية، التى تتضمن ٦٩ مشروعًا، خلال الفترة الواقعة بين عامى ٢٠٢١ و٢٠٣٠، وأبرزها مشروع الربط الملاحى بين بحيرة فيكتوريا والبحر المتوسط، الذى يتولى الرئيس السيسى ريادته، وطريق القاهرة كيب تاون. وفى هذا السياق أيضًا، تأتى ريادة مصر لملف إعادة الإعمار والتنمية فيما بعد الصراعات، وتعمل على تنفيذ عدد من البرامج الرائدة. كما لم تدخر جهدًا فى تنفيذ المشروعات الواعدة بالدول الإفريقية الشقيقة بالاستفادة من إمكانات شركات القطاع الخاص المصرى، التى أثبتت قدرتها على تنفيذ مشروعات عملاقة بمواصفات دولية، من بينها، مثلًا سد «جوليوس نيريرى» فى تنزانيا.

.. أخيرًا، وبعد مراجعة الطلبات التى تلقاها المجلس الاستشارى للمعرض الإفريقى للتجارة البينية، أعرب الرئيس النيجيرى السابق أولوسيجون أوباسانجو، الرئيس الحالى للمجلس عن سعادته باختيار الجزائر لاستضافة النسخة الرابعة لمعرض التجارة البينية الإفريقية المقرر عقدها سنة ٢٠٢٥.