رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الرئيس التركى: سنبذل قصارى جهدنا من أجل إحياء وبناء غزة

الرئيس التركي
الرئيس التركي

قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أتمنى أن تكون هذه القمة وسيلة الخير للفلسطينيين وللعالم الإسلامي برمته، ونحن نبدي من هنا موقفنا بشكل واضح على مستوى العالم الإسلامي حيال القضية الفلسطينية، وسنقوم بتعزيز موقفنا من خلال القرارات التي سنتخذها وسنقوم بتنفيذها.

وأضاف الرئيس التركي، اليوم السبت، خلال كلمته بـ القمة العربية الإسلامية الطارئة حول غزة، أن الآن وقد باتت الكلمات عاجزة عن وصف ما يجري في غزوة ورام الله منذ 7 أكتوبر الماضي، حيث تم استهداف المستشفيات والمعابد والمدارس والمخيمات وسيارات الإسعاف بشكل وحشي وبربرية لا مثيل لها في التاريخ، ورأينا جثث الأطفال الأبرياء مصطفة في ممرات المستشفيات، ورأينا أمهات حاضنات أولادهن وهن فارقن الحياة، وآباء يبحثون عن أفراد عائلاتهم بين الركام والحطام، منذ 36 يوما هي مشاهد قد بدأت وتسجلت في ذاكرتنا.

الانتقام من أحداث 7 أكتوبر

وأكد الرئيس التركي، أن إسرائيل تحاول أن تنتقم من أحداث 7 أكتوبر التي لا يؤيدها ربما كثير منا، وذلك بقتل الأبرياء والأطفال والنساء، مشيرًا إلى أننا لا يمكن هنا أن نقبل بذلك بأعمال قوات إسرائيل والمستوطنين أيضًا.

وتابع: "لا شك أن إخوتنا في الضفة يتأثرون سلبًا بما يجري في غزة، فبحسب تقارير الأمم المتحدة، فإن من فقدوا أرواحهم من الفلسطينيين البالغ عددهم أكثر من 12 ألف في غزة ورام الله 73% منهم من النساء والأطفال، فإن حالة الجنون هذه لا يمكن أن نفهمها ولا يمكن اعتبارها ذريعة لأي فعل كان، وبقاء العالم أمام هذه الوحشية صامتًا أمر يخجلنا جميعًا، وقد تم هدم غزة تقريبا كليًا وبينما الدول الغربية لم تناشد حتى بوقف إطلاق النار".

وأوضح الرئيس التركي، أنه لو نظرنا إلى حادثة شارلي إيبدو التي وقعت في باريس، والذي قتل جراءها عدد قليل من الناس، خرج قادة الدول بمسيرة وسط باريس، بينما الآن يقتل الآلاف في غزة، ولا أحد منهم يحرك ساكنًا، مؤكدًا أن هذا ليس عجزًا فحسب، بل هو حالة حجب وفقدان للضمير، ولا شك أن من يسكت عن الظلم هو شريك في ممارسة الظلم على قدر المساواة.

وأكد، أن هؤلاء الذين يدافعون عن أمريكا والغرب للأسف كانوا يدّعون حقوق الإنسان قد نسوا ذلك أمام ممارسات إسرائيل.

وأشار، إلى أننا رأينا في التصويت الأخير للجمعية العامة للأمم المتحدة بالقول نعم بنسبة 121 صوتًا، كيف أن إسرائيل والدول الداعمة بقيت معزولة، نحن أيضًا ننتظر من الدول الداعمة لإسرائيل أن تصغي لهذه النداءات.

وتابع: "العالم الإسلامي يبدي موقفًا موحدًا حيال هذا الحدث الجلل، وما علينا إلا أن نبذل جهودنا، وأهنئ الدول التي بذلت جهودًا من أجل إيصال المساعدات هناك، وبالتعاون مع إخوتنا المصريين، فقد أرسلنا 10 طائرات محملة بالمساعدات إلى العريش، وأمس انطلقت سفينة مدنية محملة 660 طنا من المساعدات الإنسانية، واليوم ستصل إلى العريش".

وقف إطلاق النار نهائيًا

وأكد الرئيس التركي، أن الأساس هو وقف إطلاق النار نهائيًا وليس مؤقتا، والقرار القائل بإيقاف النار أربع ساعات هو قرار ظالم، وليس عادلًا، ونحن موقفنا كذلك ويجب أن تكون المساعدات الإنسانية مستمرة دون توقف، بدءًا بالمستشفيات، ولا بد من إيصال الوقود إلى المؤسسات وخاصة المستشفيات.

وتابع: "نجد أن وكالة المساعدات تصف شمال غزة التي حرمت من المساعدات بأنها تشبه جهنم، ولا بد من بذل الجهود لإبقاء البوابات مفتوحة دائمًا، وكذلك يجب أن نبذل جهودًا من أجل محاسبة إسرائيل على جريمتها الإنسانية ولا بد من النظر في ذلك من قبل مجلس حقوق الإنسان بالأمم المتحدة والمحكمة الجنائية الدولية وبدأ التحقيق اللازم".

البحث عن الأسلحة النووية

وأكد، أنه يجب على الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن تبحث في الاسلحة النووية ولا بد من الكشف عنها، والتي تمتلكها إسرائيل، فلا يمكن المرور مرور الكرام على هذا الموضوع الحساس الذي يهدد أمن ومستقبل المنطقة، مشيرًا إلى أنه لا شك أن العامل الذي يجعل إسرائيل تتصرف بلا مبالاة هو عدم دفع التعويضات على ما تقوم بارتكابه من جرائم وتسببها في إراقة الدماء وقتل الأرواح.

دفع تعويضات

وأوضح، أنه لا بد على إسرائيل أن تدفع التعويضات؛ لأننا نرى أن إسرائيل هي الولد المدلل غير المحاسب على تصرفاته، ولا يمكن أن نترك فلسطين وإخوتنا وحدهم، فلا بد من إحداث صندوق تحت سقف منظمة التعاون الإسلامي من أجل إعادة إعمار غزة.

وتابع: "سنبذل قصارى جهدنا في تركيا من أجل إحياء وبناء غزة، ونحن نولي أهمية كبيرة لذلك، ولا يمكن أن نتحدث عن محاولات التطبيع في المنطقة بغض النظر عن القضية الفلسطينية ودون إيجاد حل لها، والمشكلة الأساسية هي كما نعلم تكمن في الحقوق الفلسطينية وتأسيس دولتهم على حدود 67 ذات السيادة والوحدة الترابية وعاصمتها القدس الشرقية".

وأشار، إلى أننا نعتبر أن مؤتمر السلام الدولي أرضية مهمة، ومن أجل حماية السلام لا بد من بذل الجهود، بما في ذلك مقترح الدولة الضامنة لفلسطين، لتوفير الأمن والرفاهية للفلسطينين وشعوب المنطقة برمتها بما فيها الشعب الإسرائيلي.

يجب أن نكون على حذر في حماية القدس الشريف، لأن إسرائيل تحاول فرض الأمر الواقع على الحرم الشريف؛ لتنفيذ خطتها، فإن كثيرا من الدول، بما فيها تركيا، وغيرها في المنطقة نعلم بأنها تسمع، ونجد أن المقولة المزعومة المنتشرة بالأرض الموعودة، ونحن نقول دائمًا بأن القدس خط أحمر بالنسبة إلينا، ونتمنى أن تصل القدس وفلسطين إلى أيام السلام والهناء السابقة في الماضي، ونتمنى أن يكون ذلك.