رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

حزام النار.. الاحتلال يركز العدوان على المستشفيات للمضى قدمًا فى مخطط التهجير

جريدة الدستور

اتخذ هجوم الاحتلال الإسرائيلى على غزة منحنى جديدًا، خلال الساعات القليلة الماضية، عبر استهداف المستشفيات بشكل مباشر، من أجل إخراج النظام الطبى من الخدمة تمامًا، بالتوازى مع إبقاء ممر وحيد شبه آمن، لدفع المدنيين إلى الخروج قسريًا من شمال القطاع إلى جنوبه.

وأكد مسئولون فى قطاع غزة أن إسرائيل شنت غارات جوية متزامنة على ٣ مستشفيات على الأقل أو بالقرب منها، أمس، ما يهدد النظام الصحى الذى يواجه صعوبات جمة بعد تدفق آلاف المصابين والنازحين الفلسطينيين عليه.

وقال أشرف القدرة، المتحدث باسم وزارة الصحة فى غزة، إن إسرائيل استهدفت ساحة مستشفى «الشفاء»، الأكبر فى مدينة غزة، ما أدى لوقوع إصابات. ونشرت وسائل إعلام فلسطينية لقطات مصوَّرة للمستشفى، تظهر آثار هجوم إسرائيلى على موقف للسيارات كان يحتمى به النازحون.

وأفادت مصادر فى قطاع غزة بأن قوات الاحتلال قصفت مبنى العيادات الخارجية فى مجمع «الشفاء» بالصواريخ والقذائف المدفعية، ما أدى لاستشهاد وإصابة عشرات الأشخاص، بينهم أطفال ونساء. وأضاف «القدرة» أن مستشفيى «الرنتيسى» و«النصر» للأطفال شهدا سلسلة من الهجمات والقصف المباشر، لافتًا إلى أن الغارات على أرض مستشفى «الرنتيسى» أدَّت إلى اشتعال النيران فى سيارات، ولكن جرى إخمادها جزئيًا.

وذكرت وزارة الخارجية الإندونيسية أن انفجارات وقعت بالقرب من مستشفى الإندونيسى خلال الليل، ما ألحق أضرارًا بأجزاء من المستشفى الواقع فى الطرف الشمالى من القطاع الساحلى الضيق، مضيفة فى بيان: «إندونيسيا تدين مرة أخرى الهجمات الوحشية على المدنيين والأهداف المدنية، خاصة المنشآت الإنسانية فى غزة».

واستهدفت قوات الاحتلال بوابة مستشفى «النصر» للأطفال غرب مدينة غزة، ما أدى لتوقف جميع خدماته، كما استهدفت محيط مستشفى «أصدقاء المريض»، ودمرت سيارة إسعاف بعد القصف العنيف على محيط مستشفى «العودة» شمال القطاع. فيما اندلع حريق كبير فى الطابق السفلى بمستشفى «الرنتيسى» للأطفال غرب مدينة غزة، بعد استهدافه من طيران الاحتلال.

وقصفت طائرات الاحتلال محيط مستشفى «القدس»، فى ظل تواجد الطواقم الطبية والمرضى وأكثر من ١٤ ألف نازح داخله.

وقالت وزارة الصحة فى غزة إن ١٨ من أصل ٣٥ مستشفى فى غزة و٤٠ مرفقًا صحيًا آخر خارج الخدمة، إما بسبب الأضرار الناجمة عن القصف أو نقص الوقود.

وذكرت منظمة «هيومن رايتس ووتش» على موقع التواصل الاجتماعى «إكس»: «مع استمرار الضربات والقتال بالقرب من مستشفى الشفاء، نشعر بقلق بالغ إزاء سلامة آلاف المدنيين هناك، ومن بينهم كثير من الأطفال، الذين يبحثون عن الرعاية الطبية والمأوى».

وأدانت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، بأشد العبارات، حرب الإبادة الجماعية التى ترتكبها إسرائيل، والتى تركز من استهدافها حاليًا على المستشفيات وطواقم الإسعاف ومركباتها، وتعرض حياة المرضى وآلاف المدنيين لخطر الموت والقتل.

وطالبت الوزارة، فى بيان، بموقف دولى إنسانى حازم يجبر إسرائيل على وقف عدوانها الغاشم على قطاع غزة فورًا، ووقف استهداف المستشفيات، وضمان حماية المدنيين وتوفير جميع احتياجاتهم الإنسانية الأساسية، وحماية الطواقم الطبية والمرضى والنازحين فى المستشفيات.

وحذر المتحدث باسم مستشفى «شهداء الأقصى»، الدكتور خليل الدقران، من وقوع كارثة صحية ووبائية داخل المستشفى، مع نفاد المستلزمات الطبية والأدوية والوقود، وسط حالة من الاكتظاظ والنزوح الجماعى، وارتفاع عدد الإصابات الخطيرة جراء استمرار العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة. 

وقال «الدقران» إن «هذا التحذير يأتى عقب انتشار الأمراض المعدية والأوبئة، خاصة بين الأطفال داخل مستشفى شهداء الأقصى فى مدينة دير البلح، وارتفاع عدد الإصابات بالنزلات المعوية والالتهاب الرئوى بصورة كبيرة»، مشيرًا إلى عدم استطاعة المستشفى استقبال أعداد أخرى من المصابين فى ظل استمرار العدوان على غزة.

وأشار إلى استشهاد وإصابة أكثر من ٣٤٠ شخصًا من العاملين فى القطاع الصحى فى غزة، ما يؤثر بشكل كبير على تقديم الخدمة الطبية والعلاجية للمصابين، مؤكدًا وجود أزمة حقيقية فى غزة مع ارتفاع أعداد الشهداء والمصابين فى كل لحظة جراء تصاعد العمليات الحربية على القطاع.

وطالب المسئول الفلسطينى بضرورة إرسال المزيد من المساعدة الإنسانية والغذائية والطبية والوقود إلى القطاع ومستشفيات غزة، فى ظل الأضرار الجسيمة التى لحقت بالمواطنين والبنية التحتية جراء العدوان الإسرائيلى، الذى وصفه بـ«الغاشم»، مستنكرًا بشدة عمليات الاستهداف التى تلحق بمستشفيات غزة، التى من شأنها أن تحدث إبادة جماعية وتحول كل المصابين إلى شهداء.