رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

32 يومًا على عدوان الاحتلال .. جهود الرئيس السيسى لوقف نزيف الدم الفلسطينى

غزة
غزة

دائمًا ما تقف مصر بجانب أشقائها العرب، وتحمل معها قضاياها سعيًا في الحصول على حلول جذرية لعالم نحو الأفضل دون صراع، ومن أهم القضايا التي تحاول مصر مساندتها منذ الأمد، ولم ولن تتوقف لوهلة في الوقوف بصفها، هي القضية الفسطينية التي اعتبرها جميع الزعماء المصريين منذ 1948 جزءًا من الأمن المصري، وليست مجرد قضية فلسطينية.

وفي اليوم الـ32 على استمرار العدوان الإسرائيلي الغاشم على قطاع أهل غزة، والذي أسفر عن الآلاف من الضحايا والمصابين، وكان أكثرهم من النساء والأطفال، عقد الرئيس عبدالفتاح السيسي العديد من المباحثات والجولات والاستقبالات للزعماء والشخصيات العامة لمحاولة وقف نزيف الدم لأهالي غزة، وكان أهم ما قدمته مصر هي دعوتها إلى قمة السلام في العاصمة الإدارية.

مصر دائمًا وأبدًا فى صدارة الدفاع عن الأمة العربية مقدمة الدماء والتضحيات

قال الرئيس السيسي، في كلمته خلال حفل تخريج دفعة جديدة من طلاب الكليات العسكرية، إن حكم التاريخ وقواعد الجغرافيا قد صاغا ميثاق الشرف العربي في وجدان الضمير المصري، ما جعل مصر دائمًا وأبدًا في صدارة الدفاع عن الأمة العربية مقدمة الدماء والتضحيات، باذلة كل ما تملك من أجل الحق العربي المشروع، حين كانت الحرب فكنا مقاتلين، وكان السلام فكنا له مبادرين، لم نخذل أمتنا العربية، ولن نخذلها أبدًا، واليوم ونحن في قلب تطورات شديدة الخطورة، وسعي دءوب من أطراف متعددة للحيد بالقضية الفلسطينية عن مسارها الساعي لإقرار السلام القائم على العدل- أؤكد بشكل واضح أن سعي مصر للسلام، واعتباره خيارها الاستراتيجي يحتم عليها ألا تترك الأشقاء في فلسطين الغالية، وأن نحافظ على مقدرات الشعب الفلسطيني الشقيق، وتأمين حصوله على حقوقه الشرعية، فهذا هو موقفنا الثابت والراسخ، وليس بقرار نتخذه بل هو عقيدة كامنة في نفوسنا وضمائرنا، آملين بأن تعلو أصوات السلام، لتكف صرخات الأطفال، وبكاء الأرامل ونحيب الأمهات، ولن يتأتى ذلك إلا بتوفير أقصى حماية للمدنيين من الجانبين فورًا، والعمل على منع تدهور الأحوال الإنسانية، وتجنب سياسات العقاب الجماعي، والحصار والتجويع والتهجير.

التأكيد على رفض مصر المواجهات العسكرية بين الجانبين الإسرائيلى والفلسطينى

وفي 18 أكتوبر، بحث الرئيس عبدالفتاح السيسى مع المستشار الألمانى، أولاف شولتس، المواجهات العسكرية بين الجانبين الإسرائيلى والفلسطينى، والتصعيد العسكري فى قطاع غزة، الذى أودى بحياة آلاف من المدنيين من الجانبين، وينذر أيضا بمخاطر جسيمة على المدنيين وعلى شعوب المنطقة.

وأوضح السيسي أن استمرار العمليات العسكرية الحالية سيكون له تداعيات أمنية وإنسانية يمكن أن تخرج عن السيطرة، بل تنذر بخطورة توسيع رقعة الصراع، فى حالة عدم تضافر جهود كافة الأطراف الدولية والإقليمية للوقف الفوري للتصعيد الحالى، مؤكدًا ضرورة التعامل مع القضية الفلسطينية بمنظور شامل ومتكامل، يضمن حقوق الفلسطينيين، بإقامة دولتهم المستقلة على حدود ١٩٦٧، وعاصمتها "القدس الشرقية".

وجدد الرئيس رفض مصر تصفية القضية الفلسطينية بالأدوات العسكرية، أو أي محاولات لتهجير الفلسطينيين قسريا من أرضهم، أو أن يأتى ذلك على حساب دول المنطقة. 

وأكد فى هذا الصدد أن مصر ستظل على موقفها الداعم للحق الفلسطينى المشروع فى أرضه، ونضال الشعب الفلسطيني.

يجب على العالم ألا يقبل استخدام الضغط الإنسانى للإجبار على التهجير

وفي 21 أكتوبر، قال الرئيس السيسي، من العاصمة الإدارية خلال كلمته في قمة السلام، إن العالم لا يجب أن يقبل استخدام الضغط الإنساني للإجبار على التهجير، وقد أكدت مصر، وتجدد التشديد على الرفض التام للتهجير القسري للفلسطينيين، ونزوحهم إلى الأراضي المصرية في سيناء.. إذ إن ذلك ليس إلا تصفية نهائية للقضية الفلسطينية.. وإنهاءً لحلم الدولة الفلسطينية المستقلة.. وإهدارًا لكفاح الشعب الفلسطيني، والشعوب العربية والإسلامية، بل وجميع الأحرار في العالم، على مدار ٧٥ عامًا، هي عمر القضية الفلسطينية.

مصر عبر تاريخها القديم والحديث لم تتجاوز حدودها وكان كل أهدافها الحفاظ على أرضها وترابها دون أن تمس

كما أكد الرئيس السيسي، في مداخلة خلال اصطفاف تفتيش حرب الفرقة الرابعة المدرعة بالجيش الثالث الميداني، احتفالات اليوبيل الذهبي لانتصارات أكتوبر، أن أكتوبر له معنى كبير كونه عبورا من حالة يأس إلى أمل ومن حالة إحباط إلى فخر ومن حالة هزيمة إلى حالة نصر وبالتالي في كل عام نتذكر الجهد والتضحية التي قدمتها مصر والقوات المسلحة من أجل تحقيق ذلك"، لافتًا إلى أنه بعد 50 عاما من المهم أن نستخلص الدروس والعبر والاستمرار في ذلك.

وأوضح أن الحديث عن الأمن القومي والحفاظ عليه هو ما يتردد بشكل كبير وهو دور أصيل ورئيسي للقوات المسلحة وهو حماية الحدود المصرية وتأمين الأمن القومي المصري ومصالح مصر، فمصر عبر تاريخها القديم والحديث لم تتجاوز حدودها وكان كل أهدافها الحفاظ على أرضها وترابها دون أن تمس، وهذا يعني أن الجيش المصري بقوته ومكانته وقدرته وكفاءته هدفه حماية مصر وأمنها القومي دون تجاوز.

وشدد الرئيس على أن الأمن القومي والحفاظ عليه هو دور أصيل ورئيسي للقوات المسلحة بهدف حماية الحدود دفاعا عن الأمن القومي ومصالح مصر، وقال "مصر لم تكن أبدا تتجاوز حدودها وأهدافها وتحافظ دوما على أرضها وترابها دون أن تمس".

رسائل السيسى لنظيره الفرنسى

وفي 25 أكتوبر، أكد الرئيس السيسي، خلال المؤتمر صحفي مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، بقصر الاتحادية،  ضرورة بذل الجهود لاحتواء الأزمة في غزة، وتجنب اتساع نطاق التصعيد، والعمل على ألا يكون لها تداعيات أكثر من ذلك، مجددا موقف مصر الرافض لـ النزوح أو التهجير القسري لسكان القطاع.


ونبه الرئيس إلى خطورة الأزمة في قطاع غزة؛ حيث إنها تؤثر على المنطقة والعالم أجمع، مؤكدًا على ضرورة منع اتساع الأزمة الحالية في قطاع غزة، بحيث "لا تشمل عناصر أخرى أو مناطق أخرى".


وحذر السيسي، من خطورة الاجتياح البري لقطاع غزة، وما ينتج عنه من ضحايا مدنيين كثيرين، مشيرا إلى أنه اتفق مع نظيره الفرنسي، على أهمية السعي من أجل عدم الاجتياح البري للقطاع، مضيفًا أن 6 آلاف من المدنيين سقطوا - حتى الآن - نصفهم من الأطفال؛ وهو ما يجب وضعه في عين الاعتبار، حال استمرار الأزمة وعدم وضع سلامة المدنيين في الحسبان، عند التعامل مع "الفعل العسكري" الإسرائيلي في قطاع غزة.

ونبه السيسي إلى مخاطر تغذية حالة الكراهية والغضب التي نحتاج إلى تفريغها من أجل إحياء عملية السلام وحل الدولتين، وما يحدث الآن هو ناتج عن فقدان الأمل في إقامة الدولة الفلسطينية.