رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مجازرهم مستمرة فى لبنان

سيارة على الطريق الرئيسى، الواصل بين منطقتى عيناتا وعيترون فى بلدة بنت جبيل، على حدود لبنان الجنوبية، كانت تقودها سيدة، بصحبتها والدتها وبناتها الثلاث، ١٠ و١٢ و١٤ سنة، أمس الأول الأحد، واستهدفها قصف إسرائيلى، أدى إلى انقلابها، واشتعال النيران فيها، واستشهاد الجدة وحفيداتها الثلاث، وإصابة الأم، وآخرين فى سيارات أخرى. ومع ذلك، قال دانيال هاجارى، المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلى، إنهم يقصفون «بناء على معلومات المخابرات»، ويفحصون جميع المواقع اللبنانية بدقة!

فى اليوم نفسه، يوم الأحد، ذكرت وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية أن أربعة مسعفين أصيبوا بجروح متوسطة، فى قصف نفذته مسيّرة إسرائيلية على سيارتى إسعاف فى الجنوب اللبنانى، وأشارت إلى أن مدفعية قوات الاحتلال قصفت أطراف بلدات مروحين والضهيرة وعلما الشعب الحدودية. كما تحدثت الوكالة، صباح أمس الإثنين، عن تحليق طيران الاستطلاع الإسرائيلى، فوق قرى القطاعين الغربى والأوسط، من الحدود، وصولًا إلى مدينة صور، ومجرى نهر الليطانى. وكانت وسائل إعلام لبنانية قد أكدت، يوم السبت، استهداف وإسقاط «منطاد تجسس إسرائيلى» على حدود لبنان الجنوبية.

القصف الإسرائيلى مستمر على مناطق فى الجنوب اللبنانى، منذ ٨ أكتوبر الماضى. وتشهد الحدود اللبنانية الإسرائيلية، قصفًا متبادلًا، ومتقطعًا، بين جيش الاحتلال الإسرائيلى من جهة، وحزب الله وفصائل فلسطينية فى لبنان من جهة أخرى. وفى حسابه على شبكة «إكس»، كتب ناصر ياسين، وزير البيئة فى حكومة تسيير الأعمال «أن قذائف العدو الإسرائيلى حرقت ٤.٦ مليون متر مربع بقذائفها وأسلحتها الفسفورية على البلدات الحدودية، التى أشعلت أكثر من مائة حريق، امتدت على مساحات شاسعة، ذات أهمية بيئية عالية وأراض زراعية وعشرات الآلاف من أشجار الزيتون». وأشار إلى أنهم سيتقدمون «بشكوى موثقة ضد سياسة الأرض المحروقة، واستخدام الفسفور، التى ينتهجها العدو الإسرائيلى».

فى بيان، وصف نجيب ميقاتى، رئيس حكومة تسيير الأعمال اللبنانية «استهداف العدو الإسرائيلى المدنيين فى عدوانه على لبنان» بأنه «جريمة نكراء تضاف إلى سجل جرائم الاحتلال». كما أدان نبيه برى، رئيس مجلس النواب اللبنانى، استهداف قوات الاحتلال الإسرائيلى المدنيين فى سياراتهم والمسعفين أثناء قيامهم بواجبهم الإنسانى. وقال إن «آخر بنك أهداف الاحتلال الإسرائيلى الجريمة التى ارتكبها بحق الأطفال على طريق عيترون عيناتا». وقال عبدالله بوحبيب، وزير الخارجية اللبنانى، إنهم بدأوا «تجميع المعلومات»، وسيقدمون شكوى إلى مجلس الأمن بشأن استهداف المدنيين، فى جنوب لبنان! 

لوكالة «رويترز» قال حسن فضل الله، القيادى فى «حزب الله»، إن «هذه الجريمة تطور خطير فى العدوان الإسرائيلى على لبنان»، مشددًا على أن «العدو سيدفع ثمن جرائمه ضد المدنيين». ولعلك تتذكر، أن الأستاذ أو «السيد» حسن نصرالله، الأمين العام للحزب اللبنانى، أو الإيرانى، كان قد أكد فى خطاب، أو خطبة الجمعة، أن «تطور الأمور فى الجبهة الشمالية مرتبط بمسار وتطور الأحداث فى غزة وسلوك العدو الصهيونى تجاه لبنان». وقال «بكل شفافية ووضوح وغموض»، إن كل الاحتمالات مفتوحة، وكل الخيارات مطروحة، و«التدحرج إلى حرب واسعة» ممكن، وقد يذهبون إليها فى أى وقت من الأوقات. وطالب «من يريد منع قيام حرب إقليمية»، بأن يسارع إلى وقف العدوان على غزة.

.. وتبقى الإشارة إلى أن مقطع فيديو، نشرته هيئة البث الحكومية الإسرائيلية، وجرى تداوله فى الساعات الماضية على شبكات التواصل الاجتماعى، أظهر ضابطًا إسرائيليًا وهو يقول لعدد من جنوده إن «أرض إسرائيل تشمل غزة ولبنان»، فى حفل موسيقى تم تنظيمه لرفع معنويات الجنود. بالنص قال: «شىء آخر نحتفل به هذه الأيام، وهو شىء مهم للغاية، بلادنا، أرضنا كل البلاد، بما فى ذلك غزة، بما فى ذلك لبنان، الأرض كلها لنا»، مؤكدًا أن «جيش إسرائيل» سيدمّر «حماس والأعداء والجميع»!