رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ما السر وراء خجل "رجاء عبده" وكيف ساعدها جمهورها في التغلب عليه؟

رجاء عبده
رجاء عبده

رجاء عبده، هي واحدة من أوائل الممثلات اللائي شاركن موسيقار الأجيال، محمد عبد الوهاب، أفلامه السينمائية، تحديدا فيلم “ممنوع الحب”، واشتهرت بأغنيتها “البوسطجية اشتكوا من كتر مراسيلي”، إذ تميز صوتها بالرخامة والعذوبة ذات الرنة المميزة.

رجاء عبده تروي قصة كفاحها ضد الخجل

في عددها الــ 280، والصادر بتاريخ 11 ديسمير 1956، نشرت مجلة الكواكب الفنية. مقالا للفنانة المطربة رجاء عبده، تحدثت فيه عن الخجل الذي لازمها طويلا في بدايات حياتها وكيف تغلبت عليه. 

وحول نشأتها وتلازم الخجل والحياء بها تقول رجاء عبده: "كنت بحكم نشأتي المصرية فتاة خجولة جدا، ولا تستطيع أن تتكلم في مجلس يضم بعض الرجال، ولا تستطيع أن تجيب عن أسئلة شاب حتى لو كانت تربطه بها صلة القرابة، وفجأة أصبح من أطماعي في الحياة أن أكون فنانة، بل أن أكون مطربة، تواجه الجماهير وجها لوجه، وتغني لهم وتحاول أن تكسب إعجابهم وتقديرهم. 

سر خوف رجاء عبده من الزحام

وتضيف “رجاء عبده”: “وكنت في مستهل حياتي كثيرة الاضطراب والخجل، لا أحب الأماكن التي يكثر فيها الناس، ولا أحب استقبال الضيوف، بل أنني لا أذكر أنه كان لي صديقات في الطفولة إلا قلة قليلة جدا من الأقارب الأطفال، وفي المدرسة كان مكاني المفضل هو المكان الذي لا تقربه زميلاتي التلميذات، وكنت أجلس وحدي في فترات الاستراحة من الدراسة فلا أتبادل التحية مع واحدة من زميلاتي”.

وتلفت رجاء عبده إلى أنه: “ولم تفلح جهود الأسرة في علاج هذا المرض، ولما أبديت رغبتي في تعلم الموسيقي، وتوقع الجميع لي الفشل، فإن أول شروط النجاح في الحياة الفنية هو الشجاعة عند مواجهة الجمهور”. 

أولى خطوات التخلص من الخجل

وتمضي الفنانة المطربة رجاء عبده في حديثها حول قصتها مع الخجل وكيف تغلبت عليه، مضيفة: “قال لي مدرس الصوت الذي تعهد بتدريب صوتي علي الغناء إنه يخشى من الخجل على مستقبلي الفني، فقررت بينة وبين نفسي أن يكون هو الدواء الذي أعالج به نفسي من الخجل، فتعودت على محادثته ومناقشته وكنت أختار المواضيع التي يكثر حولها الجدل والنقاش لأعالج الخجل، وكان صوتي يرتفع كثيرا أثناء المناقشة ويشترك فيها أفراد أسرتي، وهم يتعجبون لصوتي المرتفع وطريقتي في الجدل وهو أمر غريب عليهم”.

رجاء عبده تواجه الجمهور بشجاعة

وعن أول لقاء بينها وبين الجمهور تشدد رجاء عبده: “وأعلن عن الحفلة الأولى، وقيل لي إن الجماهير لا ترحم، ومصيري كمطربة متوقف على نجاحي في تلك الحفلة، ورفع الستار وقوبلت بعاصفة من التصفيق، وأحسست أن الأرض تدور تحت قدمي، وأن الجمهور الذي صمت لأغني قد استعد للاعتداء علي إذا فشلت، وانتهت المقدمة الموسيقية، وحاولت أن أفتح فمي بغير جدوي، وأشرت إلى التخت بأن يعيد المقدمة الموسيقية مرة ثانية.. وتكررت الإعادة مرة رابعة وخامسة وبدأ الجمهور يصفق وهنا استجمعت كل شجاعتي وبدأت أغني، وانتهيت من المقطع الأول وسط عاصفة من التصفيق والهتاف: أعد.. أعد وكان هذا الهتاف إنقاذا لي، فقد نسيت المقطع الثاني من الأغنية، فأعدت مطلع الأغنية حتى تذكرت المقطع الثاني، وأسدل الستار وسط عاصفة من التصفيق وأحسست ليلتها أنني شفيت تماما من مرض الخجل”.

وتختتم الفنانة المطربة رجاء عبده روشتتها لمعجبيها لكيفية التخلص من الخجل والتغلب عليه، لافتة إلى: “ومرت الأيام، وإذا بالاختيار يقع علي لدور البطولة في فيلم وراء الستار، وكنت قد سمعت الكثير من قصص الفشل التي صادفت بعض الفنانات حين واجهن الكاميرا لأول مرة، وقلت لنفسي إن التي نجحت في مواجهة الجمهور شخصيا، لا يجب أن تفشل في مواجهة آلة صماء ولم أحس بما أحست به زميلاتي من متاعب أمام الكاميرا لأول مرة، وهكذا كتبت لي الأقدار البرء من الخجل وكتبت لي معه النجاح”.