رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

المخرجون المعتمدون فى «نوادى المسرح»: «سنعيد الجمهور لأبو الفنون»

المسرح
المسرح

نجحت ٦ تجارب إخراجية جديدة فى الحصول على الاعتماد من الهيئة العامة لقصور الثقافة، خلال المهرجان الختامى لنوادى المسرح فى دورته الـ٣٠، وهو تطور كبير يبشر بمستقبل باهر لهؤلاء الشباب.

واعتمدت «الثقافة» المخرج محمد رأفت عن عرض «الأبواق والتوت البرى»، ومادونا هانى عن عرض «صندوق سوناتا»، وعمر الحسينى عن عرض «مَنْ القاتل؟»، وأحمد عمارة عن عرض «فتوات بولاق»، ومحمود فايد عن عرض «رصد خان»، ومحمد بهجت عن عرض «أحفاد دافنشى».

«الدستور» استمعت إلى آراء هذه الوجوه الإبداعية الجديدة، حول مستقبل العمل المسرحى، ودور نادى المسرح فى تطوير الحراك الفنى، وغيرها من التفاصيل.

محمد رأفت: «الأبواق والتوت البرى» كوميديا إيطالية بنكهة مصرية

قال المخرج محمد رأفت، من قصر ثقافة غزل المحلة، إن المهرجان الختامى لتجارب نوادى المسرح من أهم المهرجانات التى نفذتها الثقافة الجماهيرية، وتعد المشاركة فيه إنجازًا كبيرًا.

وأضاف: «كان لى عظيم الشرف أن أكون ممثلًا لفرقة قصر ثقافة غزل المحلة، بل ولمحافظة الغربية كلها، فهو يضم عددًا كبيرًا جدًا من المواهب والطاقات الإبداعية ما بين ممثلين ومخرجين ومؤلفين وملحنين ومصممى أزياء وديكور وموسيقيين من مختلف الأقاليم والمحافظات».

وأشار إلى أن المشاركة فى المهرجان جاءت على عدة مراحل، أولاها موافقة لجنة المشاهدات على إنتاجية العرض، ثم تقييمه فنيًا بواسطة لجنة العرض الإقليمى، ثم التصعيد إلى المهرجان الختامى الذى احتضن كل العروض التى حازت أعلى التقييمات كل فى إقليمه، حيث نحصد هذه الثمار تحت ظل ذلك المهرجان الذى شهد الدعم والرعاية من كل القائمين عليه، فلهم منا كل الشكر والتقدير.

وواصل: «شاركت فى المهرجان بعرض مسرحى للمؤلف الإيطالى داريو فو (الأبواق والتوت البرى) الذى يعد من أروع النصوص التى كتبها المؤلف بأسلوبه الساخر المعروف، الذى دومًا ما كان يوصل رسائله من خلال الكوميديا، ما يحقق لدى المتفرج المتعة أيضًا مستخدمًا عناصره الملحمية التى تعمل دائمًا على إيقاظ عقل المتفرج لما يود أن يوصله إليه».

وذكر أنه قدم الكوميديا الإيطالية بنكهة مصرية ما كان لها الصدى الواسع والقبول من قِبل الجمهور الذى أثنى على العرض كثيرًا، ونال استحسانًا عظيمًا منه ومن قِبل لجنة التحكيم، حيث تم اعتماده مخرجًا بهذه التجربة لدى الثقافة الجماهيرية، وحصول العرض على شهادة تقدير من لجنة التحكيم، وفوز سارة أحمد بجائزة أفضل ممثلة مركز ثانٍ.

أما بالنسبة لأعماله القادمة، فقال: «أتمنى أن أكون على قدر هذه الثقة والمسئولية، وأن أقدم أعمالًا هادفة وممتعة لجمهورنا الحبيب المحب للفن بكل أشكاله، فطالما كانت مصر بلد الحضارة والفن الأصيل».

مادونا هانى: «صندوق سوناتا» يواجه الفكر المتطرف والعادات البالية

مادونا هانى، من قصر ثقافة أسيوط، كانت متدربة فى ورشة «ابدأ حلمك» بمحافظة أسيوط، حين اكتشف الفنان أحمد طه إجادتها الإخراج، فتولى تدريبها مع بعض المتدربين الذين تم اختيارهم للمشاركة فى الورشة، ثم رشحهم للحصول على ورشة إخراجية مع المخرج عصام السيد، لتؤدى بعدها أول عرض مسرحى من إخراجها.

وقالت «مادونا»: «قبل أن أبدأ فى هذا المشروع جلست مع الفنان فادى نشأت- وهو أحد مدربى (ابدأ حلمك) بأسيوط، ومعيد بقسم النقد والدراما بالمعهد العالى للفنون المسرحية- وشجعنى كثيرا بقوله إن الشىء الصادق حتمًا سيصل رغم أى صعوبات أو معوقات، ومن هنا أشعر بالامتنان الشديد لرده على تخوفاتى وقتها بكل حكمة».

وواصلت: «هذا جعلنى أمضى قدمًا فى هذا المشروع حتى النهاية، غير مبالية بما يمكن أن يحدث فى آخر الأمر، وبالفعل لمس العرض الجمهور، سواء حين تم عرضه فى الصعيد بأسيوط أو عندما عرضناه فى روض الفرج، وأوصت اللجنة فى نهاية الأمر باعتمادى كمخرجة بالهيئة العامة لقصور الثقافة».

وعن أعمالها المقبلة، أشارت إلى أنها ستكون دائمًا مستلهمة من المجتمع وموجهة إليه، وستعمل وتتحرك بها للأمام، قائلة: «كما كان فى عرض (صندوق سوناتا)، الذى كان ينادى بنبذ الفكر المتطرف والعادات والتقاليد البالية والترحيب بالفن، ما زال لدىّ الكثير لأطرحه، فقد قلت وسأقول إن الفن فى مجتمعنا خاصة فن المسرح ليس برفاهية، وإنما نحن بحاجة ماسة إليه فى كل وقت، حتى يتقدم المجتمع والشعوب، وتذبل كل جذور الفكر المتطرف والفساد».

عمر الحسينى: عالجنا ضعف الميزانية بالخيال

أعرب المخرج عمر الحسينى، من مركز ثقافة الجيزة، عن سعادته باعتماده كمخرج، مؤكدًا أن المهرجان ساعده كثيرًا فى ذلك الأمر، وهو من أهم المهرجانات التى تسهم فى تطور المخرج واعتماده.

وأشار إلى أنه اكتسب خبرة كبيرة جدًا من المهرجان، رغم أنها التجربة الأولى له كمخرج، إضافة إلى الورش التى حصل عليها خلال المهرجان، كما أن المهرجان ساعده فى تحقيق صورة جيدة جدًا رغم قلة الميزانية.

وذكر أن «نوادى المسرح» تتميز بالتجريب والابتكار وإيجاد الحلول رغم الميزانية البسيطة، فهى تحفز الفكر والخيال وتعتمد بشكل كبير على المخرج، لافتًا إلى أن الخيال قادر على سد عجز الميزانية، لكن المخرج هو القادر على إيصال فكرته بما يتناسب معها، شريطة أن يكون واعيًا بما يقدمه وكيفية تقديمه وإيصاله إلى الجمهور.

وتابع: «العنصر الأهم لنجاح أى عرض أن يكون المخرج وجميع فريق العمل يؤمنون بما يقدمونه، وأن تظهر روح العمل الجماعى فى العرض، وذلك على مستوى التمثيل والموسيقى والسينوغرافيا ومساعدى الإخراج، وأن يعمل الجميع من أجل الفكرة التى يسعون لإيصالها».

محمود فايد:أعمالى المقبلة ستراعى الاختلاف على مستوى اختيار النصوص

كشف المخرج محمود فايد، من قصر ثقافة طنطا، عن أنه يسعى للاعتماد منذ ثلاث سنوات، وهذا العام تم تصعيده للمهرجان الختامى، وتم اعتماده كمخرج بالهيئة العامة لقصور الثقافة، معربًا عن سعادته بهذا الأمر.

وأضاف أن القادم سيكون مختلفًا عما فات، لأنه خلال الفترة المقبلة سيعمل على الإخراج فى الشرائح الكبيرة، وسيختلف ذلك من حيث اختيار النصوص والميزانيات، لأن عروض الفرق تكون أكبر وأضخم من عروض النوادى.

وأكد أن نوادى المسرح تجربة فنية ذات طابع خاص ومختلف، فهى تدفع المخرجين إلى التفكير والبحث كثيرًا عن أفكار إبداعية جديدة، وابتكار رؤى تشكيلية مغايرة فى تنفيذ العروض، تعتمد على التجريب وتقديم الحلول وانتقاء النص المسرحى المناسب للفكرة التى يؤمن بها المخرج، ويسعى بها إلى الخروج عن المألوف، مضيفًا: «نهتم بالتنفيذ الجيد رغم الإنتاج الفقير، وهو ما يدفع إلى الابتكار من خلال المناقشة والإعداد الجيد مع عناصر العرض ومنفذيه وفقًا للميزانية».

وتابع: «نوادى المسرح، مشروع عظيم له لائحته وفلسفته الخاصة التى تهتم بنا وبتجاربنا، وتوفر لنا لجانًا متخصصة وأكاديمية لمتابعتنا، وسعدنا بزيادة الميزانية هذا الموسم، رغم أنها غير كافية فى ظل ارتفاع الأسعار، ولكن التجربة تعتمد على تحقيق المتعة البصرية وإسعاد الجمهور وفقًا للمتاح».

محمد بهجت:لا أقف عند ضعف الإمكانات بل أجعلها دافعًا للإبداع والابتكار

عبر المخرج محمد بهجت، من قصر ثقافة الأنفوشى، عن سعادته باعتماده كمخرج بالهيئة العامة لقصور الثقافة، لافتًا إلى أن «نوادى المسرح» هى النافذة لإظهار مواهب جديدة فى الإخراج المسرحى، والجميع يقدر تجربة النوادى التى تخرج منها كثير من الفنانين، خاصة أنه من أقدم المهرجانات المسرحية والمنفذ الحقيقى لمرور الهواء.

وأضاف «بهجت» أن كل مخرج ينظر إلى المسرح بشكل مختلف، خاصة أن المسرح فى تطور، ويجب أن يواكب المخرج هذا التطور ويكون سببًا فيه، وهناك عدة عوامل يتوقف عليها الحصول على عرض جيد، من بينها الميزانية فى بعض الأحيان وليس دائمًا، بدليل وجود عروض غير جيدة رغم ميزانيتها المرتفعة.

وتابع: «لا أقف عند ضعف الإمكانات بل أجعلها دافعًا للإبداع والابتكار، وتحفيز الخيال لخلق حلول لإظهار الجماليات بأقل التكاليف».

أحمد عمارة:أسعى للاستمرارية.. وأبحث دائمًا عن التجديد فى الحركة المسرحية

أكد المخرج أحمد عمارة، من قصر ثقافة كفرالشيخ، أن ما دفعه للمشاركة بالمهرجان هو بحثه عن طريق يضمن له الاستمرارية فى مجال الإخراج المسرحى، مشيرًا إلى أن مسابقة نوادى المسرح تعد البوابة الأهم للهاوى لاستكشاف نفسه وقدراته. ولفت إلى أن اعتماده من المرة الأولى من مشاركته بالمهرجان يحفزه لتقديم أفضل ما لديه فى التجارب المقبلة بفرق الهيئة العامة لقصور الثقافة، ويحمله مسئولية أمام نفسه لإثبات أنه يستحق هذا الاعتماد، وهو ما سيؤثر على جدية العمل وعلى تقديم المنتج الفنى بالجودة التى يرتضيها الجمهور. وذكر أن المسرح له مدارسه وأساليبه، وله أيضًا من يجددون فيه، و«فى رأيى أن مخرج نوادى المسرح يجب عليه البحث دائمًا عن التجديد، لصنع بصمات جديدة سيكون لها تأثير واسع فى الحركة المسرحية». وواصل: «كلما تحسنت الميزانية تحققت إضافة لعناصر العرض، وكلما أتيحت للمخرج فرصة أفضل لتنفيذ تصوراته الإبداعية، صب ذلك فى بناء العرض بشكل أفضل»، متابعًا: «الفن يطرح ولا يعالج، فعلاج مشاكل المجتمع لا يقع على عاتق العرض المسرحى، ولكن طرحها يكون فى قوالب متعددة، أما المتعة فهى شق رئيسى فى تقديم أى عرض مسرحى».