موقف القانون الدولي الإنساني مما تفعله إسرائيل بحق المدنيين بغزة.. دراسة توضح
أوضحت دراسة أعدها المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية موقف القانون الدولي الإنساني مما تفعله إسرائيل بحق المدنيين في غزة، مشيرة إلى أن ما يحدث في القطاع الآن هو فضيحة إنسانية تتحدى ضمير الإنسانية جمعاء ومؤكدة على أن المدنيين في القطاع يعانون من أزمة إنسانية عميقة إثر حرمانهم من الطعام والمياه والكهرباء وكافة الإمدادات التي تعينهم على المعيشة.
تناسب الهجمات على الأهداف العسكرية
وأشارت الدراسة بعنوان " جريمة حرب: كارثة إنسانية في قطاع غزة في ظل العدوان الإسرائيلي" إلى أن قانون النزاعات المسلحة الذي يضم معاهدات معاملة المدنيين والجنود وأسرى الحرب يُلزم الدول المتنازعة بأن تكون الهجمات على الأهداف العسكرية متناسبة، هذا الأمر يؤكد ضرورة ألا تؤدي هذه الهجمات إلى خسائر فادحة في أرواح المدنيين، أو حتى إلحاق الضرر بالممتلكات المدنية مقارنة بالمكاسب العسكرية المباشرة المتوقعة.
وأكدت الدراسة التي أجرتها الباحثة سلمى عبد المنعم أنه وفقًا للقانون الدولي الإنساني، فما تفعله القوات الإسرائيلية من استهداف متعمد للمدنيين في غزة بالإضافة إلى الهجمات العشوائية عليهم ترقى إلى جرائم حرب.
وأشارت الدراسة إلى أن العدوان الإسرائيلي نفذ هجمات متلاحقة على المستشفيات ومخيمات اللاجئين والمدارس ومجمعات الأمم المتحدة وجميعها تضم المدنيين من النساء والأطفال وكبار السن.
حظر التهجير
وأبرزت الدراسة أيضًا أن القانون الدولي الإنساني ينص بشكل صريح على حظر التهجير أو الترحيل أو النقل القسري للأشخاص المحميين في الأرض المحتلة. ويظهر ذلك جليًا في المادة 49 من اتفاقية جينيف الرابعة فيما يخص حماية الأشخاص المحميين وقت الحرب للعام 1949، (وهي مادة ملزمة لإسرائيل) التي تؤكد حظر النقل القسري الفردي أو الجماعي للمواطنين أيًا كانت الدواعي.
وأشارت الدراسة إلى أن القوات الإسرائيلية قد خرقت هذه المادة أيضًا من خلال دعوة جيشها في بيان له إلى ضرورة إخلاء سكان مدينة غزة منازلهم والتوجه جنوبًا لحمايتهم مع عدم السماح لهم بالعودة إلى المدينة إلى بعد صدور بيان يسمح بذلك، فضلًا عن اضطرار ما يقرب من مليون مواطن فلسطيني إلى النزوح بحسب وكالة الأونروا الفلسطينية التي أكدت أن أكثر من 400 ألف شخص منهم يعيشون في منشآت المنظمة غير المجهزة لاستقبالهم.
كما دمرت القوات الإسرائيلية أكثر من 800 مبنى بالكامل وما يزيد عن 5000 مبنى تعرضوا لأضرار جسيمة منذ بداية الحرب. وفقًا لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية (أوتشا).