رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

فتح المجال

فتحت مصر المجال من جديد لأفق سياسي يعيد مطلب حل الدولتين للواجهة بفضل قوتها الدبلوماسية.. وهذا ما أكد عليه وزير خارجيتنا السيد ( سامح شكري ) والذي طالب دولة الكيان الصهيوني بشكل صريح بالعودة لحدود ٦٧ ووقف الاعتداء الفوري على غزة ووقف التصعيد الخطير واستطاعت مصر رغم كل العراقيل فرض إرادتها ومررت المساعدات الإنسانية لغزة ووصلت اليوم الدفعة الرابعة من المساعدات لغزة والتي تشتمل على ٢٠ قافلة أرسلت مصر فيهما معدات طبية تحتاجها المستشفيات هنالك ووصلت بالفعل ٣٤ طائرة لمطار العريش في محاولة لانقاذ اهل غزة وإمدادهم بالمستلزمات اليومية التي يحتاجونها لإعانتهم على ما هم فيه الان بعد أن توحش الاحتلال وجاوز وتجاوز كل الخطوط الحمراء انسانيا ودوليا فحتى الحروب لها قوانينها وأعرافها الدولية المتعارف عليها وقد ضرب الكيان الصهيوني بكل ذلك عرض الحائط ! وأظهرت مصر قدرتها على التفاوض والصمود ومن ثم ظهر ثقلها الاقليمي وتأثيرها على المنطقة والذي لا يستطيع أحد إنكاره وبات واضحًا وجليًا واسهمت وساطتها الناجحة وعدم تنازلها عن حقوق الشعب الفلسطيني وتصديها لمخطط التهجير في دخول المساعدات لأهلنا في غزة وبقاء أصحاب الارض على أراضيهم فتلك هي أبسط حقوقهم المشروعة 
و مصر أمة رشيدة.. دوما ما تصبر على المعتدي وتمنح فرصًا وهدنة وتتخذ من التفاوض والدبلوماسية منهاجًا حتى وان واجهها الاخر بالاعتداءات السافرة واستفزها او حاول جرها لحرب ستكون إسرائيل ايضا هي الخاسرة فيها.. ففي مثل تلك الحروب المجانية التي تختلقها وتفتعلها دولة الكيان الصهيونى لا يربح احد ولا ينتصر أحد ودوما ما تتتصر الانسانية وتشتد المقاومة وتتجرأ وتتشرس 
فالمقاومة وقودها غباء المعتدي ووحشية اعتداءاته 
الاحتلال الصهيوني وعلى مدار تاريخه الدموي إستطاع أن يستعدي العالم كله ضده وكذلك المجتمع الدولي حتى وان سار البعض كالقطيع وراء ذلك الكيان اتقاءً لشره وتهوره وانتهاجه لسياسات العقاب الجماعي !
فالكيان اكتسب كراهية الجميع واحتقارهم وان بدى لهم عكس ذلك 
و تكتسب فلسطين يوما بعد يوم مناصرين من كافة انحاء العالم وتعاطفًا دوليا شعبيًا وتتدخل دوما المنظمات الدولية الاهلية لنصرة الشعب الذي تجرع الكثير ومازال يتجرع ودوما ما يصمد ويشتد ايمانه بالمقاومة والتشبث بالارض.. فالشعب الفلسطيني يرفض ولا يريد ولم يطلب تهجيره عن ارضه تهجيرا قسريا لانه يعلم جيدًا خطة الكيان الغاشم في تصفية القضية عن طريق تفريغ الاقليم والارض من أهلها ليسهل احتلالها والسيطرة عليها 
و جاء الموقف المصري داعما لمطالب الشعب الفلسطيني معريًا نوايا الاحتلال والتصدي لما يحيكه ومنذ قديم الازل ليس فقط لفلسطين بل ولمصر ولمنطقتنا بأسرها.. فالصهاينة عيونهم على سيناء.. وحرب السادس من اكتوبر مازالت عارًا موجعًا وصفعة قوية خسروا فيها هم الحرب واسترد الشعب المصري ارضه بالقوة ورويت ارض سيناء من دماء شعبنا الطاهر لذلك فلا يمكن أن يكون هناك تفريط في شبر واحد من اراضينا وترفض الدولة المصرية ذات السيادة على أراضيها ومقدراتها تهجير اهل غزة لسيناء وجر الامة المصرية لصراع وحرب مفتعلة مع الكيان المحتل ومن ثم تصفية القضية الفلسطينية وهي قضية حق وعدل وارض تم اغتصابها من اهلها منذ اكتر من ٧٠ عاما وتتوالى النكبات على فلسطين وشعبها ويتمادى العدو في جبروته ويرتكب المجازر في حق الاطفال والمدنيين متذرعًا بحماس والموضوع اكبر من ذلك بكثير فالامن الاقليمي مهددًا بتلك الحرب الملعونة والامن القومي المصري ايضا مهدد وتحاول الدولة المصرية حمايته من كل عادٍ او آثم لتوقف المعتدي عند حده فيلزم حدوده ويثبت محله ولا يعتدي على الغير ولا يأمل في تنفيذ مخططاته الامبريالية الشيطانية.