"شعره كيرلي وأبيضاني وحلو".. قصة استشهاد الطفل "يوسف" تُبكي ملايين
"يوسف ٧ سنين شعره كيرلي وأبيضاني وحلو" تلك هي كلمات الأم المكلومة التي ظهرت في فيديو أشعل وسائل التواصل الاجتماعي، وهي تصف ابنها المفقود لممرضي إحدى المستشفيات في غزة.
ظهرت الأم وزوجها الطبيب في حالة من الارتباك والخوف وهم في رحلة للبحث عن ابنهما يوسف داخل المستشفى، وسط آهات مكتومة للأم التي بدت وكأن فؤادها فارغًا من خوفها على طفلها، ومن سماعها خبر يصدمها عنه، فدارت هي والزوج يجوبان المستشفى يصفا ملامح طفلهما للجميع لعل أحد يتعرف عليه "شعره كيرلي وأبيضاني وحلو" ويستدلا عليه.
ظلا الأم والأب يبحثان هنا وهناك بين صور وجثث الأطفال إلى أن كانت الصدمة عندما ذهب الأب بعيدًا بخطوات خائفة ليجد ابنه بالفعل في الوضع الذي كان يخشاه، وجد يوسف فلذة كبدة بملامحه الجميلة تمامًا كما وصفته أمه من لحظات، جثة هامدة راقدة متأثرًا بقصف المحتل الإسرائيلي منعدم الضمير والنخوة.
لم يستطع الأب تحمل رؤية ابنه في هذا الوضع، وما كان منه إلا أن حبس أنفاسه ودموعه، وحاول التماسك مستسلمًا لقضاء الله وقدره، وردد كلمات هذا التسليم له.
ولكن الفاجعة الكبرى كانت عندما جاء الدور على الأم لرؤية ابنها الذي كان يوما ماكثًا في رحمها ٩ أشهر حتى صار رضيعها إلى أن كبر على يديها وصار بعمر السبع سنوات.
سألت الأم بدموعها إحدى السيدات قائلة “شوفتيه؟” “بدي أشوفه” فأجابتها السيدة بهزة رأس خفيفة تدل على الإيجاب ولكنها قد ملئت بالحزن، فكانت الكاشفة عما حدث ليوسف دون كلمات.
ترفض السيدة في البداية أن تراه الأم خوفًا عليها من الصدمة ولكن صرخات أم يوسف بدأت تعلو “بدي أشوفه بدي يوسف” ويصرخ معها شقيقه بعنف “خليها تشوف يوسف”.
تمشي الأم مع السيدة بأقدام لا تكاد تحملها متسائلة كمن جن جنونه لقيتوا حبيبي؟ وكأنها لا تريد أن تصدق الإجابة التي بدت على وجه السيدة حين سألتها أول مرة، حتى رأت أخيرًا طفلها الأبيض الحلو ولكن رأته هذه المرة جثة أفقدها الموت البياض الحلو، فتعلو صرخاتها المستشفى حزنًا وانفطارا على ابنها الصغير الذي راح ضحية الاحتلال الغاشم.
وشقيق يوسف الطفل هو الأخر جوارها لايصدق ما حدث لأخيه يمسك في رقبة أبيه صارخًا بقوله بدي يوسف بدي يوسف يابابا بدي يوسف، وقد أبى الصراخ في أم يوسف وشقيقه أن يتوقف، من كسرة قلبهما عليه.
تفاعل جمهور السوشيال ميديا من جميع أنحاء العالم مع فيديو الطفل “يوسف” ما جعله يتصدر "التريند" وعلق المتفاعلون عليه بعبارات شديدة التعاطف مع الأم والأب المكلومين في مصابهم الأليم.
صاحب الفيديو نشر صورة للطفل بنفس الملامح الجميلة التي وصفتها وهو بزي التخرج من حضانته.
وفي “الدستور” رصدنا تفاعل المتابعين مع فيديو الطفل يوسف من خلال استخدام أداة تحليل البيانات social searcher وفيها تبين أنه تم تداول الفيديو بمعدل 257 مرة في الدقيقة.
وتعددت تعليقات المتابعين على فيديو الطفل يوسف الذي أثار دموع المتفاعلين بين عدة عبارات مثل ربي يقويكم ويكون معكم اللهم نستودعك إخواتنا في غزة يارب ياكريم ياحي ياقيوم ندعوك باسمك الأعظم أن تحفظ شعب غزة وأرضها وجوده لله الأمر من قبل ومن بعد لطفك بعبادك يارب العالمين.
كما علق أخرون قائلين: “لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم وربنا يصبر قلوبكم يارب.. الوجع معدناش متحملينه يارب.. يارب انت قادر ورحيم بعبادك، لا حول ولا قوة إلا بالله اللهم أنزل في قلوبهم الصبر والسكينة يارب”.