رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الانفجار الفلسطينى لن يكون الأخير طالما استمرت جرائم الاحتلال

قتل ومهاجمة مرضى يصارعون آلامهم.. يتوسلون تضميد جراحهم.. الاعتداء على بشر فى أضعف حالاتهم، فليس هناك شىء يهزم الإنسان أقوى من المرض. هل كلمة الوحشية تكفى لوصف هول ما حدث فى مستشفى المعمدانى بقطاع غزة مساء الثلاثاء ١٧ أكتوبر الجارى؟

ردود الأفعال العالمية، وليست العربية فحسب، تدين تلك المذبحة الإنسانية التى هزت مشاعر الناس على اختلاف جنسياتهم أو دياناتهم، المظاهرات اندلعت فى أكثر من بلد أمام سفارة إسرائيل والسفارة الأمريكية، تعبر عن غضبها ورفضها تلك الممارسات التى تضرب كل مبادئ الإنسانية. 

كذلك، نشر الرئيس عبدالفتاح السيسى على صفحته على «فيسبوك»: «تابعت ببالغ الأسى القصف الإسرائيلى لمستشفى المعمدانى، الذى أسفر عن سقوط مئات الضحايا الأبرياء والجرحى. وأدين بأشد العبارات هذا القصف المتعمد الذى يعتبر انتهاكًا صريحًا للقانون الدولى، ومقررات الشرعية الدولية والإنسانية، وأؤكد موقف مصر، دولة وشعبًا، المتمثل فى رفضها استمرار هذه الممارسات ضد المدنيين، ونطالب بوقفها بشكل فورى».

الموقف جلل بالفعل، والوضع فى قطاع غزة أصبح لا يحتمل أن تقف الدول الكبرى، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، موقفًا منحازًا لإسرائيل، خاصة وقد رأى الناس فى العالم كله حجم ما يعيشه الفلسطينيون فى قطاع غزة من دمار ووحشية جاوزت كل الحدود.

استيقظ العالم على طوفان حقيقى يزلزل حالة الاسترخاء والاطمئنان الإسرائيلى الزائف بأن الفلسطينيين لن يتحركوا إلا من خلال عمليات محدودة، تحدث بين الحين والآخر، ويقوم بها الناشطون الفلسطينيون، لكنهم لم يدركوا أن الكبت يولد الانفجار؛ كما قال عمرو موسى، الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية، ولم يقدروا تلك اللحظة التى سوف يثور فيها الفلسطينيون على القهر والحصار والطرد من قراهم وهدم منازلهم.

لقد تحدث عمرو موسى عن ضرورة تحرك عربى يشرح للعالم أهمية هذا الحل العادل، وقال إن العالم ليس الولايات المتحدة وأوروبا، وإن هناك دولًا فى أمريكا اللاتينية تؤيد حقوق الشعب الفلسطينى، وأيضًا دولًا فى إفريقيا وآسيا، بجانب الدول العربية التى يجب أن توحد كلمتها وتحركها الدبلوماسى لإقناع الرأى العام العالمى بعدالة القضية الفلسطينية، وحث الجميع على التعاون للوصول إلى حل لهذا النزاع الطويل.

لقد نبهنا وحذرنا من خطر تجاهل إسرائيل حقوق الشعب الفلسطينى، مرارًا وتكرارًا، بلا جدوى، وفشل العالم فى حل تلك القضية، حتى تراجعت وأصبحت فى ذيل القضايا من حيث الاهتمام الدولى.

الجامعة العربية يجب أن تجمع كلمة العرب على موقف واحد قوى ومؤثر، وأن تبدأ فى دعوة مجلس الأمن لسماع صوتنا، وإدراك أن لهذا الشعب حقوقًا امتهنت طويلًا، حتى كان الانفجار المدوى، الذى من المؤكد أنه لن يكون الأخير طالما استمر الظلم والقهر والوحشية.

أديبة وكاتبة صحفية