رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مذبحة مستشفى المعمدانى.. هل غيرت بوصلة العالم لصالح "مأساة غزة"

مذبحة مستشفى المعمداني
مذبحة مستشفى المعمداني

غيرت مذبحة مستشفى العربي المعمداني بوصلة العالم تجاه مجريات الأحداث في غزة، وبات يرى كثيرون عقب الحادث الدامي أن المفاوضات والنبرة الحيادية لا مجال لها، في خضم مجازر يقوم بها الاحتلال بدعم ومساندة من الولايات المتحدة، بهدف تمرير خطة صهيونية لتهجير الفلسطينيين من غزة وتوطينهم في سيناء.

ومنذ الحادث، تستخدم إسرائيل القنوات الإعلامية والدبلوماسية لمحاولة إقناع العالم، بأن الانفجار الذي وقع يوم الثلاثاء في المستشفى المعمداني، نتج عن صاروخ خاطئ لحركة الجهاد الإسلامية، بعد أن سارع حتى حلفاؤها الإقليميون إلى إلقاء اللوم عليها في الانفجار، ما ينذر بأن سيناريوهات المرحلة المقبلة قد تصبح اكثر تعقيدًا في ظل تعمد قوات الاحتلال الاسرائيلي على التصعيد ضد المدنيين في غزة.

في السياق، قال المحلل السياسي والكاتب العراقي د. عبدالكريم الوزان إن الأوضاع في المنطقة تزداد تعقيدًا، في ظل استمرار المساندة العلنية من قبل الولايات المتحدة لقوات الاحتلال وإعطاء الكيان الصهيوني المحتل الضوء الأخضر لقتل المزيد من الأبرياء.

نشوب حرب إقليمية

أضاف الوزان، لـ"الدستور": "إن كان هذه المساندة يقابلها في الوقت الحالي مجرد احتجاجات عربية وإسلامية، أو ردود أفعال عفوية من الجماهير أمام السفارات الأمريكية والإسرائيلية، لكن الموقف سيختلف كثيرًا في المرحلة المقبلة، وسيزداد تعقيدًا".

وتابع "إذا ما استمر الوضع نتوقع نشوب حرب إقليمية ستكون بدايتها من إيران، وتتطور لتشمل المنطقة بكاملها، وإذا ما استمرت فإنها قد تتحول من إقليمية الى عالمية وتكون هناك أقطاب وتكتلات مختلفة لاعبة بها".

أردف المحلل العراقي: "وأرى أن من مصلحة إسرائيل أن تتوقف حالا، وتنصاع لقرارات ونداءات العالم".

الرئيس السيسي يقود الموقف العربي تجاه فلسطين

فيما أشار المحلل السياسي والكاتب اللبناني محمد الرز، إلى قيادة مصر الموقف العربي، في كشف حقيقة الأهداف الإسرائيلية من وراء تدمير قطاع غزة والذي كان آخر مظاهره، ما تابعناه من مجزرة تسبب بها استهداف المستشفى الاهلي المعمداني العربي - بحسب قوله-.

أضاف الرز في تصريحات لـ"الدستور": "وكان الرئيس عبدالفتاح السيسي واضحا ومحددا في الاتصالات واللقاءات الدولية والإقليمية التي أجريت معه، فهو رفع سدا بوجه وزير خارجية الولايات المتحدة حينما طلب من مصر احتضان أكثر من مليون فلسطيني في سيناء لقاء مغريات اقتصادية".

مصر تنتفض من أجل فلسطين

اعتبر المحلل اللبناني، موقف الرئيس السيسي، بإنه إعلاء مستوى القيم والمبادئ والانتماء القومي والأخوي العربي إلى أعلى درجة، مشيرًا إلى ما قاله الرئيس السيسي لبلينكن بأن "إذا كانت إسرائيل تريد تفريغ المدنيين من غزة بحجة مواجهة حماس فيمكنها ذلك بنقل هؤلاء المدنيين إلى صحراء النقب، أي من فلسطين إلى فلسطين، أما نقلهم إلى مصر فهو مخطط لإنهاء القضية الفلسطينية على حساب الدول العربية وهو مشروع قديم جديد يهدد الأمن القومي العربي".

ونوه الرز إلى أن موقف السيسي، سرعان ما امتد إلى سائر الدول العربية والإسلامية المعنية، وخاصة السعودية والأردن وتركيا وغيرها، مضيفًا: "وأصرت مصر على عدم فتح معبر رفح أمام حاملي الجنسيات الغربية، إلا إذا واكب ذلك تسيير كل قوافل المساعدات لأبناء غزة، في تأكيد جديد على استئصال الهدف التهجيري لإسرائيل بحق أبناء فلسطين".

إلتزام عربي وإسلامي بقيادة مصرية تجاه فلسطين

كما قال: "كان رئيس مصر سيؤكد هذا الموقف العربي الموحد في القمة الرباعية، التي كانت ستعقد مع الرئيس جو بايدن في عمان،  لكن مجزرة مستشفى المعمداني وهمجيتها ألغت هذه القمة بقرار عربي، تتضح فيه جلية إرادة مصر ورئيسها في استقلالية القرار العربي واحترام مبدأ الأخوة العربية، وأن مصر ومعها الدول العربية لن تتفاوض، وفوق رأسها مجزرة بربرية تحاول إسرائيل التنصل منها بعذر أقبح من ذنب وبتزييف يتبناه ويبصم عليه رئيس الولايات المتحدة".

واعتبر الرز هذا الموقف الحازم شكل التزاما عربيا وإسلاميا عاما قوامه "لا وطن لأبناء غزة إلا في غزة، ولا تفاوض على الأسرى والأجانب إلا بوقف النار وتعزيز صمود أبناء غزة بالمساعدات في مختلف المجالات، ولا حل للقضية الفلسطينية إلا بالمشروع العربي الموافق عليه عالميا بإقامة الدولتين، وإذا ما رفضت إسرائيل، وهي تتعنت إلي الآن".

وأكد أن جرائم الحرب التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي، بحق المدنيين والأطفال والنساء والشيوخ في غزة سوف تفتح انفجارا على مستوى المنطقة تتحمل إسرائيل ومعها الولايات المتحدة المسؤولية الكاملة عنه.

اختتم الكاتب والمحلل اللبناني حديثه، قائلًا: "المسألة في مصر خاصة بعد مجزرة المستشفى المعمداني أصبحت قضية أمن قومي مصرى وعربي، ومعروف عن الرئيس السيسي أنه يتمتع بخصائل وطنية أهمها شجاعة الموقف وحرية القرار، وعلى المعتدين أن يراجعوا حساباتهم وأن يحذروا ارتفاع مستوى النبض المصري".