رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

باحثون وسياسيون عرب: "قمة القاهرة للسلام" تفتح الباب لحقن الدماء الفلسطينية وتسوية عادلة للقضية

الرئيس السيسي
الرئيس السيسي

أكد خبراء وسياسيون عرب أهمية القمة الدولية، التى دعا إليها الرئيس عبدالفتاح السيسى يوم السبت المقبل فى القاهرة، من أجل إيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية، ووقف الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة بحق الشعب الفلسطينى، وآخرها العدوان المستمر على قطاع غزة، الذى أسفر عن سقوط آلاف الشهداء والمصابين.

وأوضح الخبراء والسياسيون العرب، خلال حديثهم إلى «الدستور»، أن الدعوة المصرية لعقد قمة دولية للسلام تأتى فى ظل أوضاع صعبة، وحالة غير مسبوقة من التصعيد، وسط جرائم الاحتلال الذى يحاول استغلال الأوضاع لمعاقبة أهالى قطاع غزة، وتهجيرهم من أراضيهم، وتصفية القضية، وسط تخلى المجتمع الدولى عن مسئولياته.

وأعربوا عن تقديرهم الجهود الهائلة التى تبذلها مصر، بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى، من أجل بناء حوار هادئ وعقلانى وسط أوضاع صعبة، ومواقف غير مسئولة اتخذها بعض القوى الغربية نتيجة التحشيد الإعلامى الإسرائيلى وتزييف الوقائع، مشيرين إلى أن القمة المرتقبة تفتح بابًا للتهدئة وحقن دماء الشعب الفلسطينى وحفظ حقوقه، وإنقاذ المنطقة برمتها من انفجار للأوضاع. 

ووجهت مصر دعوة رسمية للكثير من الدول المعنية بالقضية الفلسطينية لحضور القمة المرتقبة، فى مقدمتها الولايات المتحدة والصين وروسيا وتركيا والاتحاد الأوروبى، إضافة إلى الدول العربية ذات الصلة بالملف الفلسطينى.

 

الأردن.. سامح المحاريق: تحاول بناء حوار عقلانى ومسئول فى لحظات صعبة

قال الكاتب سامح المحاريق إن دعوة مصر لقمة دولية بخصوص الأحداث الجارية فى غزة تمثل فرصة للخروج من حالة الاستقطاب التى يغذيها التحريض الإسرائيلى، ومحاولة استغلال التطورات غير المسبوقة التى تتابعت منذ السابع من أكتوبر الجارى، معتبرًا أن هذه الخطوة تنم عن وعى مصرى بضرورة أن تتحمل الأطراف الدولية كلها مسئولياتها تجاه القضية الفلسطينية بعد سنوات من المماطلة والمبادرات غير المسئولة.

وأوضح «المحاريق» أن المجتمع الدولى اعتاد اللجوء إلى مصر مع كل تصعيد إسرائيلى فى قطاع غزة، لكنه لم يتجاوب بنفس الصورة فى المراحل التى توالت فيها الدعوات المصرية من أجل العمل على تحقيق تسوية عادلة وشاملة للقضية الفلسطينية، ما دفع العالم إلى أزمة تنذر بتفجير منطقة الشرق الأوسط بدوامة جديدة من العنف. 

وأكد الكاتب الأردنى أن الأولويات المصرية واضحة، فالتهدئة من أجل الحفاظ على أرواح الفلسطينيين فى غزة تأتى فى المقدمة، ومعها الحيلولة دون تهجير الفلسطينيين إلى سيناء أو خارج فلسطين بشكل عام، ما يمكن إسرائيل من تصفية القضية على أساس فرض الأمر الواقع، وبعد ذلك تأتى أهمية المحافظة على أجواء الاستقرار الإقليمى لعدم استنزاف المنطقة بصراعات جديدة تعطل مسيرة التنمية فيها. 

وأضاف: «ربما أصبح واضحًا فى الأيام الأخيرة أن المواقف الساخنة التى اتخذها بعض الدول الأوروبية نتيجة التحشيد الإعلامى الإسرائيلى وتزييف وقائع، مثل قطع رءوس الأطفال، بدأت تنحسر تجاه لهجة أكثر عقلانية، وكان لكل من لقاءات الرئيس عبدالفتاح السيسى فى القاهرة، وجولة الملك الأردنى عبدالله الثانى الأوروبية دور كبير فى ذلك، إلا أن أطرافًا رئيسية ما زالت مندفعة وراء إسرائيل فى دعواتها تجاه تصفية المقاومة الفلسطينية بأى ثمن، وفى هامش قصير من الوقت، ما سيؤدى غالبًا إلى مأساة واسعة النطاق فى قطاع غزة». 

وشدد «المحاريق» على أن الدعوة المصرية لعقد قمة دولية لتحقيق السلام من شأنه إرباك المخططات الإسرائيلية، لأنها ستتمكن من بناء حوار هادئ وعقلانى ومسئول فى لحظة صعبة للغاية من عمر القضية، وستفتح بابًا من أجل البناء على المخرجات فى حالة نجاح القمة، مع تسريع التحركات نحو تسوية تحول دون تكرار أحداث السابع من أكتوبر وما تلاه من تصعيد.

 

فلسطين.. عماد عمر: تشكل ضغطًا لإجبار الاحتلال على وقف جرائمه بحق شعبنا

أشاد الدكتور عماد عمر، الكاتب والمحلل السياسى، بالدور الذى تقوم به مصر، بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى، منذ بداية التصعيد فى قطاع غزة، لتجنب حدوث كارثة كبيرة فى المنطقة، وحماية الشعب الفلسطينى من حرب الإبادة التى يقوم بها الاحتلال الإسرائيلى ضد الفلسطينيين فى القطاع.

وأوضح «عمر» أن القمة الدولية التى دعت إليها مصر مهمة جدًا، وتعبر عن حرص الرئيس السيسى على حقوق الفلسطينيين، وتحمل مصر مسئولياتها تجاه القضية الفلسطينية، خاصة أنها تأتى وسط مخططات الحكومة الإسرائيلية التى تسعى إلى تهجير الشعب الفلسطينى من خلال الحرب الشرسة والمجازر، التى ترتكبها بحق المدنيين الفلسطينيين، لإجبارهم على ترك منازلهم وأراضيهم والنزوح والهجرة باتجاه مصر. وأكد الكاتب الفلسطينى أن الرئيس السيسى يعمل بكل قوة لحشد الموقف الدولى والإقليمى لنصرة الشعب الفلسطينى، وتشكيل قوة ضغط من أجل إجبار دولة الاحتلال على وقف كل جرائمها بحق الشعب الفلسطينى، بعد التصعيد الذى راح ضحيته أكثر من ٢٨٠٠ شهيد، وحوالى ١٠ آلاف جريح فلسطينى، إلى جانب تدمير أحياء بأكملها فى قطاع غزة.

جهاد الحرازين: تعمل على التوصل لخارطة طريق لإحياء عملية السلام

أوضح الدكتور جهاد الحرازين، القيادى بحركة «فتح»، أن القمة الدولية التى دعا إليها الرئيس السيسى تأتى فى سياق إيجاد حالة من الإجماع الدولى والإقليمى تجاه حل القضية الفلسطينية، وإنهاء الاحتلال وحالة التصعيد والتوتر فى المنطقة، التى لا يمكن أن تنعم بالأمن والاستقرار والهدوء دون حل عادل للقضية، خاصة أن حالات التصعيد والحرب تحدث كل عدة سنوات.

وأضاف «الحرازين»: «لا بد من التحرك الدولى الفاعل والإجماع الإقليمى والدولى لاتخاذ قرارات تؤدى إلى حل القضية المزمنة والمستعصية، بالإضافة إلى اتخاذ قرارات عاجلة توقف الحرب والعدوان بشكل فورى، وتساعد فى إعادة الهدوء والأمن للمنطقة بأسرها».

وحذر السياسى الفلسطينى من أن ما يجرى فى قطاع غزة من تصعيد واستمراره سيؤدى حتمًا إلى تفجر المنطقة بأسرها، مؤكدًا ضرورة العمل على التوصل لخارطة طريق أو خطة شاملة تفضى للعودة إلى طاولة المفاوضات، وإحياء عملية السلام المتوقفة منذ سنوات.

وأوضح أن دعوة القاهرة لعقد مؤتمر دولى للسلام، التى وجهها الرئيس السيسى، لاقت حالة من القبول والاستحسان لدى العديد من الدول، وجاءت فى سياق الاتصالات الواسعة التى أجراها الرئيس السيسى مع عدد كبير من قادة العالم والدول العربية، وحثهم خلالها على التحرك والمساعدة فى التحركات المصرية لوقف العدوان وإدخال المساعدات إلى قطاع غزة.

تونس.. مصطفى عطية: تُحمّل القوى العالمية والإقليمية مسئولياتها

أكد الكاتب السياسى مصطفى عطية أن دعوة مصر إلى قمة دولية لمعالجة الأوضاع فى غزة وبقية الأراضى الفلسطينية المحتلة تحمل العديد من الرسائل المهمة، أولاها أن مصر تتحرك فى إطار مسئولياتها الوطنية والقومية والدولية، باعتبارها لاعبًا محوريًا وشريكًا مهمًا فى صنع السلام بالمنطقة، وفى كل أنحاء العالم.

وأضاف: «ثانى الرسائل من الدعوة للقمة هى أن مصر، حكومة وشعبًا، متمسكة بالدفاع عن الشعب الفلسطينى وحقوقه الشرعية فى قيام دولته على حدود ١٩٦٧ وعاصمتها القدس الشرقية، وثالثتها هى تحميل القوى العالمية والإقليمية المشاركة فى هذه القمة مسئولياتها الأخلاقية والإنسانية والقانونية لإيقاف جرائم الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة وبقية الأراضى الفلسطينية، مع وضع آلية جدية وعملية لتطبيق قرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن المتعلقة بالصراع الإسرائيلى- الفلسطينى».

وأكد «عطية» أن المبادرة المصرية تأتى فى سياق المخاطر الجسيمة التى تهدد الشرق الأوسط بأسره لانعدام آفاق السلام، وتخلى المجتمع الدولى عن مسئولياته، وهو ما أطلق العنان لإسرائيل لتعبث بكل المواثيق الدولية، وترتكب جرائم حرب واسعة فى القطاع. وشدد الكاتب التونسى على أن الموقف الحالى يحسب لمصر، التى استعادت زخمها كقوة قيادية فى العالم العربى ولاعب مؤثر وفاعل فى الساحة الدولية.

لبنان.. عبدالله نعمة: رسالة واضحة إلى إسرائيل.. ومنفذ لحل شامل للقضية

شدد الكاتب عبدالله نعمة على أن القمة التى دعا إليها الرئيس عبدالفتاح السيسى تستهدف بحث الحرب القائمة على غزة، وآخر تطورات الأوضاع فى القطاع المحاصر، وملف القضية الفلسطينية ككل. 

وأضاف «نعمة»: «للقمة المرتقبة بعد سياسى وعسكرى، خاصة أنها نابعة من قلب اجتماع مجلس الأمن القومى فى مصر، وتعتبر فى حد ذاتها رسالة واضحة الى إسرائيل، مفادها: عليكِ أن تفهمى هذه المرة الموقف المصرى، ولا تضعى يدكِ على وجهك وتغلقى عينيك».

ورأى أن أهم ما ينتج عن هذه القمة أنها ستفتح بابًا للحوار، خاصة فى ظل الأبواب المغلقة والتعنت الإسرائيلى الواضح، الذى من الممكن أن يفجر المنطقة بأكملها ويؤدى إلى حرب عالمية ثالثة، حتى لو بعد حين، خاصة أن القضية الفلسطينية والقدس قضية استراتيجية للعرب جميعًا مسلمين ومسيحيين.

وأعرب الكاتب اللبنانى عن أمله الكبير فى هذه القمة ونتائجها، خاصة أن الصراع خارج الحوار نتيجته مميتة ولا يستطيع أحد أن يتحملها، كما أنها تأتى فى ظل تدهور الأوضاع بين جميع المتصارعين الإقليميين والدوليين.

وواصل: «كلنا ثقة فى مصر وقيادتها السياسية، وسعيها الدءوب لإيجاد مخرج أو فتح منفذ لحل شامل للقضية الفلسطينية»، مختتمًا بقوله: «عاشت جمهورية مصر العربية».

العراق.. على الصاحب: مصر دائمًا سباقة فى نجدة الأشقاء

أشار الباحث على الصاحب، رئيس المركز الإقليمى للدراسات السياسية، إلى أن الموقف المصرى تجاه الأزمة الأخيرة فى قطاع غزة ليس بغريب أو بعيد عن شعب وحكومة مصر أن تكون سباقة لنجدة إخوانهم فى فلسطين المحتلة وغزة المحاصرة المدمرة بأسلحة العدو الصهيونى الغاشم.

وقال «الصاحب»: «مصر كانت وما زالت داعية وحاضنة لكل المؤتمرات والقمم العربية، بعد حدوث أى صراع أو نزاع يمس أمن وكرامة البلدان العربية».

مصر.. طارق فهمى: تسهم فى توحيد مواقف كل الأطراف المعنية والبناء على مستوى دولى

أثنى الدكتور طارق فهمى، أستاذ العلوم السياسية، على سعى القاهرة، فى إطار قرارات مجلس الأمن القومى، إلى عقد مؤتمر إقليمى ودولى بشأن الأوضاع فى غزة، بحضور الدول المعنية كلها.

وقال «فهمى» إن أهمية هذه القمة تكمن فى محاولتها توحيد مواقف الأطراف المختلفة، كل فى نطاقه، ومن ثم البناء على مستوى دولى وإقليمى فى هذا الإطار. ورأى أن هذا سيستغرق وقتًا، ويعتمد فى أساسه على حسابات دولية، بالإضافة إلى مواقف الأطراف المعنية المختلفة، وتأثيراتها فى هذا السياق، التى يتوجب أن تأتى فى إطار الاعتبارات المرتبطة بالموقف السياسى.

وتابع: «بمعنى آخر، القمة ليست مجرد قضية من حضر، بل تتعلق بجدول أعمالها والقضايا التى سُتناقش خلالها، على رأسها اتخاذ موقف واضح يؤدى إلى حلحلة الأزمة الأخيرة، خاصة مع استمرار أعمال المواجهة الحالية»، متوقعًا أن تحظى القمة بدعم عربى كبير، فى ظل استمرار العدوان على قطاع غزة.