رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«عبدالناصر».. مكانك فى القلوب يا جمال

جمال عبدالناصر
جمال عبدالناصر

لم يكن جمال عبدالناصر مجرد رئيس فى مرحلة مهمة فى تاريخ مصر، بل هو حلم عاشه المصريون فى يقظتهم وآمنوا به ورأوه يتحقق أمام أعينهم، فرأوا بلادهم وهى تتخلص من الاستعمار وتنحاز إلى الطبقات العاملة، ورأوا الدولة وهى ترعى أبناءها بلا تفرقة أو تمييز.

ومع كل ذكرى لرحيل جمال عبدالناصر، الذى حدث فى يوم ٢٨ سبتمبر ١٩٧٠، يستعيد المصريون سيرة النضال الوطنى لهذا الرجل الذى خرج من بين أوساط الشعب، وملأ قلبه بحب الناس وبذل من أجلهم الكثير من الجهد والتفانى.

ولد الزعيم فى مدينة الإسكندرية عام ١٩١٨ لأسرة بسيطة تعود أصولها إلى صعيد مصر، وكان والده موظفًا بهيئة البريد، وتنقل مع أسرته بين عدد من المحافظات بحكم عمل والده، وبدأ نشاطه السياسى فى سن مبكرة مشاركًا فى مظاهرات طلابية مناهضة للاستعمار البريطانى، وأصيب فى إحداها فى رأسه وتركت الإصابة ندبة على جبهته.

وحرم من الالتحاق بالكلية الحربية فى بادئ الأمر بسبب نشاطه الطلابى، فدرس فى كلية الحقوق لبضعة أشهر، ليعاود التقديم مرة أخرى ويقبل هذه المرة ويتخرج عام ١٩٣٨ بعد مرور ١٧ شهرًا فقط، نتيجة استعجال تخريج دفعات الضباط فى ذلك الوقت.

وشكّل تنظيم الضباط الأحرار لجنة تنفيذية بقيادة جمال عبدالناصر فى عام ١٩٤٩، وبدأت التخطيط لثورة ٢٣ يوليو ١٩٥٢، لتتحرك وحدات من الجيش وتجبر الملك فاروق على التنازل عن العرش ومغادرة البلاد، وتصدر عام ١٩٥٣ قرارًا بإلغاء الملكية وإعلان الجمهورية، وبإسناد رئاسة الجمهورية إلى اللواء محمد نجيب.

وفى عام ١٩٥٣ قاد «عبدالناصر» الوفد المصرى للتفاوض على انسحاب القوات البريطانية من مصر نهائيًا، وبعد ذلك بعام وقعت اتفاقية بين جمال عبدالناصر بصفته رئيس وزراء مصر وأنتونى ناتينج، وزير الدولة للشئون الخارجية البريطانى، ونصت على جلاء البريطانيين بالكامل عن مصر فى غضون عشرين شهرًا، ثم تولى «ناصر» الرئاسة إثر استفتاء أجرى فى يونيو ١٩٥٦.

وانحاز الرئيس الراحل للفقراء منذ اللحظة الأولى، ووجه ضربات قاصمة إلى الإقطاعيين والرأسماليين والأجانب، الذين لم يتجاوز عددهم ٧٠٠ شخص، كانوا يحوزون الثروة والسلطة والنفوذ، فأصدر قانون الإصلاح الزراعى وقرارات الـتأميم والتمصير ثم عددًا من القرارات الاشتراكية.