رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ربنا يحشره معاه

هكذا كان يردد الخارجون من الجحيم الذي وضعوا أنفسهم فيه بأنفسهم او بعد غسل أدمغتهم على يد الجماعة المجرمة و هم يسيرون في مسيرات يحركها الغل و الكراهية و الرغبة في الانتقام من ثورة الشعب ( ثورة الثلاثين من يونيو ) التصحيحية و التي خرج  فيها الشعب خروجاً كبيرا و أتوا من كل فج عميق و ساندتهم القوات المسلحة وساندت ثورتهم 
و حققت لهم مطالبهم بإسقاط حكم المرشد و القضاء على الدولة الدينية للابد بل و القضاء على اوهام الخلافة و مشروعها الاستعماري اللانساني و الذي عانت و مازالت تعاني منه دولاً  تحسدنا على ما نحن فيه و اننا قضينا على حكم الجماعات المجرمة في حين تحكم و تتحكم جماعة مثل (طالبان )و (بوكو حرام ) في دول و شعوب تعاني و ترزح تحت نيرهم و تعاني أمة الفرس من حكم الفقية وولايته القمعية التي تحرم النساء من حقها في الاختيار و تقرير مصيرها 
فالفارين من اعتصامي رابعة و النهضة المسلحين 
بعد فض الاعتصام الذي كان لابد من فضه مبكراً لولا مزايدات البعض و تشدقهم بحقوق الانسان و حرية الرأي و التعبير .. و الاذرع التي في الداخل و التي لها من يساندها في الخارج و التي تتربص بمصر و بالامة المصرية و تتدخل في الشأن المصري الداخلي بفجاجة منقطعة النظير و بإزدواجية معايير تفوح رائحتها العفنة 
فتلك الدول التي تتشدق بحقوق الانسان هي اول من تخرق هذه الحقوق 
و من يتحدث عن السجون و المعتقلات هو من بنى أعتى المعتقلات في العالم في (جوانتانمو ) و الجميع يتذكر فضيحة سجن (ابو غريب)  و الصور التي تم تسريبها للتعذيب المهين للانسانية داخل هذا السجن و التي لازالت عالقة في ذاكرة و ضمير العالم بأسره و ( جورج عبدالله ابراهيم ) الذي لم يفرج عنه حتى الان بعد ٣٠ عاما قضاها في السجن لان دولة الاحتلال الصهيوني تطالبه - بعد ثلاثين عاما - بالاعتذار و هو يرفض و ( مروان البرغوثي) الذي اعتقلوه منذ سنين مرتكبي المذابح منذ سنين ايضا و ما اكثر المذابح التي ارتكبت في حق الابرياء بمسوغات لا يمكن تمريرها او تبريرها فمن يستطيع تبرير ذبح الابرياء في فلسطين أو تبرير المذابح في حق الارمن ؟ و اعتقال ( عبدالله اوجلان ) و تشريد شعبه ؟! كل ذلك و كل هؤلاء  نسيهم الجميع ممن ينظرون فقط بل و يمعنون النظر و عن كثب في كل صغيرة او كبيرة تخص الشأن المصري و لا تخصهم في شيء و يتدخلون في شئوننا متذرعين بمبررات و تبريرات و حجج .. و يستشعرون الحرج بشأن ما يحدث على أرضنا دون حرج ! و لم نتدخل يوماً في شأنهم 
فالفارين من الاعتصامات المسلحة التي  جعلتها الجماعة الارهابية كيوم الحشر ( الايام التي حَشروا فيها أتباعهم ) و ساقوهم كما تساق البعير لمصير مظلم و مجهول جعل هؤلاء و بعد ان تنفسوا الهواء و خرجوا للواقع بعيداً عن اوهام و ضلالات تلك الاعتصامات و الاعتقاد بأن جماعةً تستطيع الانتصار على دولة و أمة عريقة ! و ضاعت كل هذه الهلاوس و ذهبت مع الريح فكانت الصدمة كبيرة فالاعتصام ليس هو الواقع و الشرعية التي يتشدق بها هؤلاء ليستخدموها بعد ذلك في الانقلاب على شرعية الشارع و الجماهير( و هي الشرعية الحقيقية)  
فلقد استخدمت و استغلت الجماعة الارهابية الديمقراطية ( جهل الاغلبية ) لينقلبوا بعد ذلك عليها و يرفضوا ما يريده الشعب حقاً و يحقروا منه و يتعالوا عليه و يعاقبوه لانه انتصر للوطن فاطلقوا النيران في الشوارع و كسروا و دمروا و هددوا بتفجير البلاد و العباد و اصبحوا مسوخاً تثير الشفقة و الاشمئزاز معاً و لا يسعك فعل شيء تجاههم حقاً فانت لا تعرف ان كانوا مجرمين بالفطرة ام مدفوعين ام مغرر بهم ؟ فكانوا كالمسعورين يريدون الانتقام بعد فشلهم و فشل ما اعتقدوه ممكناً و أمراً مسلماً به ! و اصبحوا كالبغبغانات يرددون ذات العبارات عن وعي او عن جهل و وصلت مسيراتهم لمناطق عدة .. مناطق لم يألفوها من قبل و شاهدوا  بشراً لم يعتادوا رؤيتهم من قبل في أحياء مثل الزمالك و المعادي و مصر الجديدة و فرضوا قناعاتهم و مصطلحاتهم و نسيجهم اللغوي الملقن على الاخرين و كانت من أشهر  عباراتهم تلك العبارة شديدة الغرابة و التي تقول (بأن من يحب الرئيس عبدالفتاح السيسي ربنا يحشره معاه ) 
و تأملت كثيرا تلك العبارة و التي تبدو بسيطة او ساذجة او سطحية و لكن ان نظرنا لعمقها لوجدناها تصنف الناس الى صنفين ( محب ) و ( كاره ) 
و ان من يحب شخص يدعون له بأن يحشر معه و هي دعوة ان أدركوا عمقها لما قالوها تماما كما لو انهم ادركوا رمزية الاماكن التي احتلوها باعتصاماتهم المسلحة غير القانونية لما اقتربوا منها ! 
فرابعة العدوية هي شهيدة العشق الالهي التي نسجت و ابدعت شعراً و فناً لانها تشربت الفن و الابداع طوال حياتها فظهر في نهاية عمرها على شكل عشقاً غير محدود و غير مشروط لمطلق جاوز كل شيء و لبس كمثله شيء وهو الله ..و كانت المحبة هي المحرك الوحيد لذلك العشق اللامتناهي ..  اما تمثال (نهضة مصر) و الذي لوثه السلفيون بأسلحتهم البيضاء و ظنوه ربما رمزاً لطائر النهضة او طائر الرخ الذي وعد به المجرمون شعباً طيب الاعراق ! في حين يرمز التمثال العريق لمبدعه ( محمود مختار ) للمرأة المصرية الاصيلة التي تريد النهوض بالماضي و بكل ما هو قابع او اعتراه الجمود أو التحجر ليلحق بركب الحاضر و من ثم يستشرف المستقبل .. اذاً اختار هؤلاء المغفلون رموزاً نسائيةً استثنائيةً و طليعية تقدمية ليمارسوا الى جانبها اقسى انواع الرجعية و التخلف في أعمق صوره !
و نعود لعبارتهم التي نتبين من خلالها و نفرق بين الرشد و الغي .. بين الباطل و الحق ..  بين الاسود و الابيض 
بين المحبة و الكراهية .. فالشعب الذي أسقط المرشد و رفض حكمه و حكم الملا و الفقيه أحب من وجهة نظر هؤلاء الرئيس عبدالفتاح السيسي الذي انتصر لهم و لما أرادوه و لذلك كره هؤلاء شخص الرئيس و عادوه و اطلقوا عليه كل الاوصاف التي يتصفون هم بها كنوع من الاسقاط يعرفه علماء النفس .. و حُشر هؤلاء مع من أحبوا و ساندوا 
رغم الخذلان الكبير الذي لاقوه من محبيهم !
فمن انتصروا لهم لم ينصروهم بل خذلوهم .. اما من انتصر للوطن ..  انتصر له الوطن و انتصر له رجال الوطن و كانت المحصلة ان يُحشر الكارهين مع أمثالهم من الكارهين و يصيروا في خندق واحد مع انصار السلاح العشوائي و أوهام الخلافة و منحضرات الصعود و مشاريع النهضة التي تقزم البلاد و تجعلها مجرد دويلة تابعة لدول و جماعات اخرى تمارس الكراهية و التدمير و لا تنتصر للانسان و لا لقيم الانسانية من حق و خير و جمال ..  و اصبح شعب مصر السليم المعافى من امراض الخلافة و أسلمة الدولة في فيلق واحد مع من ساندهم و آزرهم و أنقذهم من الحكم الديني و الثيروقراطية 
و هكذا حشرونا الكارهين مع من أحبنا فأحببناه و استجاب لهم الله 
الذي دوماً وحتماً يستجيب و يسهل لمحبيه مهمة مقاومة أدعيائه على الارض .. و حُشر الكارهين مع نظرائهم و مازالوا محشورين في اوهام الكراهية و الانتقام و تحين الفرص للانقضاض على المكتسبات التي تحققت بزوال الحكم الديني و دولة المرشد الى غير رجعة.