رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بعد وفاة «شيخ المترجمين».. إطلالة على مؤلفات الدكتور شوقي جلال

شوقي جلال
شوقي جلال

يعد الدكتور شوقي جلال الذي رحل عن عالمنا قبل ساعات، عالم موسوعي ومثقف شامل، شيخ الترجمة العلمية، وهو واحد من كبار المفكرين المصريين المعاصرين. 

كتب شوقي جلال وألف وترجم عشرات المؤلفات في مختلف فروع المعرفة، كالفلسفة، والتصوف وعلم الكلام ونظرية المعرفة ومناهج البحث، وغيرها بالإضافة إلي إسهاماته المهمة والكبيرة التي أثري من خلالها المكتبة العربية بالعشرات في شتي فروع المعرفة.

 

ــ من هو شوقي جلال؟

ولد الدكتور شوقي جلال في عام 1931 حصل علي ليسانس الآداب من جامعة القاهرة عام 1956. عمل في العديد من الجامعات المصرية والعربية. استند تقرير التنمية الإنسانية العربية والصادر عام 2003 علي كتابه “الترجمة في العالم العربي .. الواقع والتحدي”، كأحد المصادر الهامة في رصد حال الترجمة في العالم العربي.

 

شغل شوقي جلال عضوية العدد من اللجان والهيئات الثقافية في مصر والعالم العربي. من بينها لجنة الترجمة بالمجلس الأعلى للثقافة، المجلس الأعلى للمعهد العالي للترجمة بالجزائر، كما نال العديد من التكريمات والجوائز، منها جائزة رفاعة الطهطاوي في الترجمة والتي يمنحها المركز القومي للترجمة، عن إنجازه لترجمة كتاب “موجات جديدة في فلسفة التكنولوجيا”، خلال العام 2018.

 

ــ أبرزها رواية “المسيح يصلب من جديد” ترجمات قدمها شوقي جلال 

 أثري شيخ الترجمة العلمية دكتور شوقي جلال المكتبة العربية بعشرات العناوين والمؤلفات التي أتاحها من خلال ترجمته لها للقارئ العربي، ومن بين ترجماته، رواية “المسيح يصلب من جديد” لــ نيكوس كازانتزاكيس، وترجمها عن الإنجليزية والفرنسية، وليس اليونانية مباشرة.

وعن ترجمته لهذه الرواية، ذكر “جلال”، في حوار متلفز معه أنه كان يبكي أمام العديد من مشاهد الرواية، وأن ترجمتها استغرقت منه عامين.

 

بالإضافة إلي هذه الرواية ترجم شوقي جلال العديد من الدراسات والمؤلفات منها: “بنية الثورات العلمية”، لـ توماس كون، و"لماذا ينفرد الإنسان بالثقافة؟" لـ مايكل كاريدزس، و"التنمية حرية"، لـ أمارتيا صن، “القوة الخفية للإسلام”، “تاريخ العلم” في حزئين وصدر عن كتاب عالم المعرفة عام 2012. “الآلة قوة وسلطة”، “بعيد عن اليسار واليمين”، “تشكيل العقل الحديث”، “أفريقيا في عصر التحرر الاجتماعي"، “مشكلة المياه في العالم العربي”، “العالم بعد مائتي عام”، “العولمة والمجتمع المدني”، “الثورة الخفية في العالم الثالث”، “السفر بين الكويكبات”، “الدرب الآخر”، التراث المسروق" وغيرها العديد.

 

ــ صراع الحضارة والتاريخ .. مؤلفات شوقي جلال

كما ألف دكتور شوقي جلال العديد من الكتب والمؤلفات الفكرية، نذكر من بينها: الحضارة المصرية .. صراع الحضارة والتاريخ، العقل الأمريكي يفكر، الفكر العربي وسيسيولوجية الفشل، نهاية الماركسية، التراث والتاريخ .. نظرة ثانية، ثقافتنا والدائرة المفرغة، ثقافتنا والإبداع، أركيولوجيا العقل العربي .. البحث عن الجذور وغير ذلك من المؤلفات.

 

ــ قضية الترجمة كما رصدها شوقي جلال

رصد دكتور شوقي جلال في دراسته المعنونة بـ العرب والترجمة .. أزمة أم موقف ثقافي"، المشكلات التي تواجه الترجمة في العالم العربي، مشيرا إلي أن حجم الترجمات من إجمالي ما يصدر سنويا في العالم العربي لا تتجاوز نسبة 10٪. 

وحتي مع هذه النسبة الضئيلة لنسبة الترجمات قياسا لإجمالي ما ينشر سنويا في العالم العربي، لا تربطنا بما يسمي بالعلوم الأساسية التي هي دعامة البناء الحضاري. وأن هناك ثمة حاجز فاصل بين بلدان ومثقفي العالم العربي وبين إصدارات العالم المتقدم  لأسباب ثقافية، إضافة إلي أن قدر كبير من الترجمات صادر عن دور نشر خاصة لحساب هيئات ومراكز دبلوماسية أجنبية، وبالتالي تعكس رؤاها ومصلحتها. 

كما قدم شوقي جلال في دراسته  آنفة الذكر، روشتة لعلاج حال الترجمة، علي رأسها عقد العزم المجتمعي علي أنجاز نهضة شاملة لكل مجالات النشاط والحياة في المجتمع. وأولوية إعادة تنظيم البنية الذهنية للإنسان العربي في إطار رؤية علمية لواقعنا.