الرئيس والشباب.. فى فترة الولاية الأولى
لا أجد فئة مجتمعية كانت أكثر حظًا خلال سنوات حكم الرئيس عبدالفتاح السيسى من فئة الشباب، وتلك حقيقة يصعب على أعداء الوطن تفنيدها، إذ تدعم هذه الحقيقة لغة الأرقام التى لا تعرف المبالغة، والوقائع التى لا تحتمل التكذيب، والقرارات الرسمية التى لا يمكن تزييفها.
إنها حقيقة سيبقى تاريخنا الوطنى يذكرها للرئيس السيسى لعقود طويلة قادمة، وهى واحدة من الأيادى التى بادر بها سيادته لصالح الشباب من خلال كثير من المبادرات والقرارات التى اتخذها عن قناعة، وحرص على تنفيذها بذات الحماس منذ الساعة الأولى لتوليه سدة الحكم وحتى اليوم. ويقينى أنه سيظل محفزًا لأجهزة الدولة على المضى فى هذا التوجه خلال سنوات حكمه المقبلة عندما يخرج ملايين المواطنين- ومعظمهم من الشباب- بعد أشهر قليلة لصناديق الانتخاب مؤيدين، بل مطالبين باستمراره فى تولى المسئولية.
وظنى أننا إذا شئنا أن نعدد ما تم إنجازه لصالح الشباب منذ عام 2014- حين تم انتخاب الرئيس السيسى كرئيس للجمهورية- حتى اليوم فإن مساحة المقال لن تفى بالغرض وسيتحول الأمر من مقال رأى إلى موضوع تسجيلى أرشيفى. ولهذا سأضطر إلى الاكتفاء بذكر مواقف عامة دون الخوض فى تفاصيلها بالأرقام، وسأعول فى هذا على ذاكرة حضراتكم فى استدعاء تفاصيل العموميات التى سأشير إليها.
ففى 2014- وهو نفس عام توليه المسئولية- وجه سيادته الحكومة بتفويض كل وزير فى اختيار معاونين له من الشباب. وفى العام التالى أطلق البرنامج الرئاسى لتأهيل الشباب للقيادة، ضمن كيان مستقل تابع مباشرة لرئاسة الجمهورية. وأشهد أن اختيار الشباب الذين التحقوا بالبرنامج جاء بمعايير موضوعية والتزم أعلى درجات الشفافية والحياد، وأنا هنا لا أقول كلامًا عشوائيا، بل عن معرفة وثيقة بعدد من الشباب الذين التحقوا بالبرنامج فى دورتيه الأوليين، ومعرفتى بأهلهم الذين هم فى معظمهم- أمثالنا- من ملح الأرض وعوام الناس.
ازدادت التجربة رسوخًا مع الأيام، فجاءت حركة المحافظين فى عام 2019 لتضم اثنين من المحافظين الشباب، علاوة على عدد ثلاثة وعشرين شابًا فى منصب نواب المحافظين وحلفوا جميعًا اليمين الدستورية أمام سيادته. كما ساندت الدولة بكل أجهزتها فكرة تأسيس تنسيقية لشباب الأحزاب. وبحماس شديد دفعت بهم الأحزاب السياسية فى القوائم الحزبية خلال انتخابات مجلس النواب لتشهد قبة البرلمان وردهاته وقاعات لجانه- لأول مرة فى تاريخه- عددًا غير مسبوق من الشباب الذين استحقوا عضوية البرلمان؛ نتيجة حماس الرئيس لهم وإيمانه بقدراتهم وبحقهم فى تقرير مستقبل البلاد، والتمّرس على العمل السياسى فى أعلى مستوياته البرلمانية والتنفيذية.
كما ظهرت للنور ولأول مرة عام 2016 فكرة عقد مؤتمر قومى للشباب. ونجح المؤتمر الأول نجاحًا باهرًا لتليه دورات تلو دورات فى أسوان، ثم الإسماعيلية، فالإسكندرية، والقاهرة، ثم العاصمة الإدارية، فى رسالة تقول للشباب هذه هى العاصمة الجديدة لجمهوريتكم الجديدة. وقد وصف السيد الرئيس مؤتمرات الشباب بأنها فعالية «تعطى شحنة كبيرة من الإيجابية».
وتتسع الفكرة لتصبح ملتقى للشباب العربى الإفريقى، ثم تتحول إلى مؤتمر عالمى لشباب العالم، يقوم على تنظيمه وإدارته شباب مصر من المشاركين فى دورات مؤتمر الشباب الوطنى السابقة. ليكون هذا المنتدى العالمى- وكما عبّر عنه الرئيس- «منصة حوار وتواصل، وأداة لتبادل الرؤى بين كل شباب العالم».
وبسرعة يتحمس كثير من شباب العالم للمشاركة، حتى إننى فى زيارة خارجية إلى الصين التقيت عددًا من الشباب من أمريكا اللاتينية وإفريقيا وآسيا الذين حاولوا التعرّف علىّ- خلال محفل دولى شاركت فيه- لمجرد معرفتهم بأننى مصرى، آملين أن أساعدهم فى المشاركة فى إحدى دورات المؤتمر. وكم كنت فخورًا حين اعتذرت منهم وطالبتهم بالتسجيل عبر الموقع الإلكترونى للمؤتمر لعلهم ينالون شرف المشاركة، فاختيار المشاركين من شباب العالم يأتى بموضوعية وشفافية تامة ودون وساطات أو تدخلات أو مجاملات.
ومع الأيام تحولت عبارة «تمكين الشباب» من مجرد كليشيه سياسى تتاجر به الأنظمة فى كثير من دول العالم، إلى واقع تعيشه مصر فى عهد الرئيس عبدالفتاح السيسى، وتتباهى فى عهده بشبابها النابه الذى اغتنم الفرصة وأثبت نجاحات فى كل المنصات التى أتاحتها له القيادة السياسية؛ ليدفع هذا النجاح قيادات الدولة، وعلى رأسهم السيد الرئيس، لاتخاذ مزيد من الخطوات الداعمة للشباب والمدافعة عن حقهم فى التخطيط للمستقبل الذى هو ملكهم وحدهم دون غيرهم.
ويقينى أن فئة الشباب ستكون هى الفئة الأكثر إلحاحًا فى مطالبة السيد الرئيس بالترشح لفترة رئاسية ثانية تضمن لهم سنوات ست مقبلة من الإنجازات والمشروعات والقرارات التى تدعمهم وتسعى لخلق فرص عمل حقيقية لهم وتوفير تعليم أكثر جودة ومسكن أكثر آدمية وتحويل أحلامهم إلى واقع وحقيقة. كيف لا وهو الذى قال لهم- بكل ثقة- فى الجلسة الختامية للمؤتمر الاقتصادى 2022: «المرة الجاية عاوز يكون فى شباب هنا يتهمونا ويزعقوا لنا، واحنا ندافع.. ده حقهم علينا أحسن ما يزعقوا فى الشارع».