رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

سيرة تتحدى الزمن.. سيد درويش مدرسة فنية تبحث عن التأريخ بالإسكندرية

سيد درويش
سيد درويش

تحل اليوم الذكرى المئة لمجدد الموسيقى في مصر والوطن العربي، الفنان سيد درويش، ابن الإسكندرية الذي ولد وشبّ فيها ومنها نشر فنه وموسيقاه لجميع الأقطار العربية وما زالت أغانيه وألحانه يتغنى بها وتحيا لتظل خالدة كذكراه.

ومع الاحتفال بمئوية رحيل فنان الشعب، نقف أمام تراث هذا الفنان المؤثر، الذي كانت لأغانيه ودوره الوطني تأثير كبير في حياة المصريين، وكيف يمكن إحياء ما تبقى من تراث معماري ومقتنيات وأحداث تخلد اسمه لتعريف الجيل الجديد بفنان لن يتكرر.

يقول د.إسلام عاصم، أستاذ مساعد التاريخ الحديث والمعاصر بمعهد السياحة وترميم الآثار بأبي قير ونقيب المرشدين السياحيين السابق، إن سيد درويش واحد من أهم المبدعين المصريين، فهو ليس ملحن النشيد الوطني فقط، لكنه أسس مدرسة فنية مصرية لها تأثير على الوطن العربي، كله وما زالت تعيش في وجدان الناس حتى يومنا هذا.

لا يوجد تراث معماري مسجل بإسم سيد درويش

أوضح عاصم لـ"الدستور" أن سيد درويش قصة غريبة في مجال التراث، فلا يوجد أي تراث لسيد درويش من الناحية المعمارية وكل ما يرتبط به هُدم ولا يوجد شيء مرتبط بسيد درويش مسجل في مجلد التراث، وما يوجد هو أطلال لا يمكن أن يعتد بهذا تراث إلا لو تم تحويل الموقع وإعادة بناء مبني على طراز جديد يؤرخ لسيد درويش.

إحياء تراث سيد درويش الفني

وثمن عاصم الاحتفالية المئوية التي تحيي ذكرى سيد درويش، مشيرًا إلى أن إحياء الذكرى يجب ألا تعتمد على احتفالية فقط، حيث دعا بأن يكون بداخل معهد الكونسرفتوار جزء خاص له علاقة بالطرب الأصيل وموسيقى سيد درويش، بالتزامن مع ما نعانيه اليوم من تردي ما يقدم من موسيقى وأغان وندرة الفن الأصيل، لذا من خلال وزارة الثقافة والمهتمين بالفن يجب إحياء هذا العصر من جديد وتحديثه ليتواكب مع العصر الحالي بموسيقى مستمدة من التراث وإعادة إصدارها يشكل جديد يتقبلها الشباب والأجيال الجديدة.

دوره الوطني والأحداث التاريخية في فترة حياته

وأكد أن الفترة التي عاشها سيد درويش مليئة بالاحداث التاريخية والتي تتضمن دوره الوطني وأغانيه المعبرة فكل هذه الأشياء توحي بأن يتم إقامة معرض خاص له، مشيرًا إلى أنه تم من قبل إبراز تلك الفترة وثورة 1919 من خلال معرض بمتحف الفنون الجميلة بالإسكندرية حيث اقتباس بعض الأحداث الخاصة بتلك الفترة وعرضها للجمهور، لذا علينا إقامة شيء مماثل بشكل أكبر لنغذي من خلاله ذاكرة الجمهور بالصور والأخبار المتعلقة بسيد درويش، وهناك بعض المتعلقات الموجودة بمكتبة الإسكندرية، التي تعيد للناس ذكرى الفنان خالد الذكر، والذي قد تكون الأجيال الجديدة لا تعلم من هو سيد درويش والموسيقى الخاصة به.

مسرح سيد درويش

أما مسرح سيد درويش "دار أوبرا الإسكندرية"، فيوضح "عاصم" أن هذا الموقع كان يقع به مسرح "زيزينيا"، والذي بني في علم 1862م وكان من أوائل مسارح الإسكندرية، وهدم هذا المسرح في عام 1907م، حيث قام بشراء الموقع أحد أثرياء الشام" قرداحي" لينشأ في هذا المكان مجموعة من المباني من بينها مسرح وأطلق عليه تياترو محمد علي.

أشار إلى أن من قام بتصميم المسرح هو المعماري الفرنسي "جورج بارك" وتم افتتاحه عام 1921م وتم تحول اسم المسرح إلى مسرح سيد درويش عام 1962، ثم أوبرا الإسكندرية في عام 2004.

ودعا إلى أن يتم نقل تمثال نوبار باشا الموجود بمنتصف ساحة أوبرا الإسكندرية إلى محكمة الحقانية لارتباط اسم نوبار باشا بالمحاكم المختلطة فهو مؤسسها ويتم وضع تمثال سيد درويش في مواجهة مدخل الأوبرا في ساحة المسرح تقديرا لفنان الشعب الذي يحمل المسرح اسمه.