رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

يا أهلًا بالمدارس

مر الصيف.. خلص.. إحنا لسه يا دوب هناخد نفسنا من الثانوية العامة وتوابعها، ويمكن لسه ما خدناش، هجمت علينا المدارس.. وعلى الرغم من أن معظم المدارس الخاصة حصلت على القسط الأول وهو ثلاثة أرباع المصاريف منذ ثلاثة أشهر، فإنها قررت زيادة المصاريف قبل دخول المدارس وبنسبة تزيد على الربع دون أن تصدر الوزارة منشورًا أو تعليمات بذلك.. أصحاب المدارس الخاصة عملوها من دماغهم واخبط دماغك ف الحيط.. اشتكى للوزير لو تعرف، وإن شكوت لا يلزمهم ذلك بشىء.. هم فى أبراجهم التى شيدوها بأموال المضطرين من أولياء الأمور ينظرون من علٍ.. ولو مش عاجبك ما تتعلمش.. المدرسون من جانبهم ومن شهر قرروا بدء العام الدراسى.. ووضعوا جداول حصصهم ودروسهم الخصوصية.. والحقى يا ستى احجزى لك مكان.. وإللى مش عاجبه ما يتعلمش.. كابوس المدارس الذى اقتحم بيوتنا مبكرًا.. لا خلاص منه لا وزارة ولا تطوير ولا غيره.. صار التعليم همًا لا يقدر عليه أغلبنا.. الكل يعرف أن التلميذ فى ابتدائى يحتاج إلى ثلاثة آلاف على الأقل شهريًا لتغطية مصاريف الدروس.. أما مهزلة الكتب الخارجية فحدث ولا حرج.. الكل دخل المباراة بلا قواعد واضحة.. لكنها ملزمة.. والطرف الأضعف فيها هم أولياء الأمور.. لقد ذهب الشغف بفكرة التعلم ليس من عقول أطفالنا فقط الذين يعتبرونها أيامًا ينفقونها بلا جدوى.. ولكن من عقولنا أيضًا.. بدأت المباراة دون حكم أو صفارة ولا نعرف متى ستنتهى.. من موسم إلى آخر نحن مجرورون إلى هذه المطحنة.. كثيرون أرهقتهم هذه المعركة فى السنوات الثلاث الأخيرة.. فتعاملوا بمنطق أخلاقيات الأزمة.. انتقلوا بأطفالهم من المدارس الخاصة إلى مدارس تجريبية أو حكومية.. لمدة شهرين الكل يبحث عن تأشيرة الوزير.. وأغلب هذه التأشيرات لم يتم تنفيذه.. لم تعد لها قيمة.. والكثافة سيدة الموقف.. ولأن فى كل خرابة عفريت.. راح أولياء الأمور يبحثون عمن ينفذ لهم تأشيراتهم تلك فى الدكاكينى وبمقابل معلوم.. تخلصوا من المصاريف المرتفعة لكنهم لا يستطيعون الفرار من شِرك الدروس الخصوصية ومصاريف الباصات التى زادت بحجة زيادة أسعار المحروقات رغم ثبات أسعار البنزين.. بعض المدارس مصاريف الباص وصلت إلى عشرة آلاف جنيه.. ولو مش عاجبك شوفلك توكتوك واتفق معاه.. دوامة كل موسم تبدأ هذا العام فى ظل ظروف استثنائية.. الشارع الموازى يتصرف بشكل هستيرى رفع أسعار معظم متطلباتنا اليوم.

جشع التجار وضعف الرقابة أسهما بشكل كبير فى خلق تلك السوق.. وربما يستطيع أحدنا الاستغناء عن سلعة أو أكثر.. لكنه لا يستطيع أن يتخلص من ساندويتش المدرسة.. أصحاب المخابز من جانبهم قرروا صنع رغيف فينو جديد بضِعف السعر.. ومش هتقدر ما تشتريش.. الأمهات الآن دخلن معجنة الميزانية الجديدة.. كيف يتعاملن مع تلك الزيادات وأغلبها غير مبرر؟.. لكن لا جدوى من الحديث عنها.. هى أمر واقع لا نملك الفرار منه. 

موسم المدارس.. لم يعد ذلك الوعد المبهج مع المريلة الكحلى وشنطة الولد والبنت.. لم يعد الحوش والملعب وحجرة المزيكا حلمًا لأطفالنا.. لكننا حتمًا سنحاول أن نفرح.. ليس أمامنا إلا أن نفعل.. فمن الذى يستطيع أن يفكر مجرد التفكير فى عدم شراء الأقلام واللانش بوكس؟.