رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ضرورة استكمال المسيرة

قبل أن نسأل عمن سيحكم مصر فى الفترة المقبلة بعد انتهاء ولاية الرئيس السيسى الثانية، يجب أن نسأل عما يريده الشعب من الحاكم أيًا كان. يريد الشعب تحقيق أربعة مطالب رئيسية تهمه فى حياته، وهى: الأمن، الاستقرار، التنمية، والكرامة.

ولا ينكر أحد ما تحقق فى مصر من أمن وأمان مقارنة بما كانت عليه مصر قبل ٢٠١٣، لعلنا نسينا ما حدث فى أعقاب مهاجمة الإخوان المسلمين مقرات وتجمعات الأماكن الشرطية وإحراق أكثر من ثلاثة آلاف مركبة شرطية، بما فيها سيارات الإطفاء والإنقاذ، وإحراق مديريات الأمن فى معظم المحافظات، وكذا كل مراكز وأقسام الشرطة فى المدن، مما أدى إلى اختفاء عناصر الشرطة من كل شوارع العاصمة والمدن الكبرى، وحدث نتيجة لذلك أكبر كارثة إنسانية مرت بمصر، وهى الانفلات الأمنى، وحركة النهب الكبرى التى اجتاحت البلاد، وشاهدنا عصابات اللصوص التى كانت تجوب الشوارع، وما يعرف باللجان الشعبية التى تشكلت من كل بلطجية مصر لفرض الأمن، ووقتها تطلع الناس إلى حكومة قوية تجلب الأمن، وهو ما تحقق بعد ٣٠ يونيو ٢٠١٣.

أما عن الاستقرار، فإن ما حدث من استقرار وضع البلاد وسعيها ناحية التنمية واستقرار الأوضاع وتطبيق القانون هو ما كنا نتطلع إليه، وقد تحقق بالفعل، وأدى هذا إلى عبور العديد من الأزمات خلال السنوات الماضية، مما ينبئ بمستقبل أفضل خلال الفترة المقبلة، إلى جانب أن الجميع يرى ويعى جيدًا حجم الإنجازات الذى تم تحقيقه فى عهده منذ عام ٢٠١٤، مقارنة بوضع البلاد قبل أحداث ٢٥ يناير ٢٠١١ وثورة ٣٠ يونيو ٢٠١٣، فضلًا عن أن الفترة المقبلة تستلزم أن يستكمل مسيرته فى النهوض بالأوضاع الاقتصادية للبلاد، بالإضافة إلى استمرار الاستقرار الأمنى والسياسى والدبلوماسى فى ظل التحديات الكثيرة الراهنة.

أما عن التنمية، فخير دليل ما نراه من مشروعات كثيفة العمالة، التى تمت فى أعقاب إصابة البلاد بحالة من الشلل نتيجة الانفلات الأمنى وتوقف كل المشروعات والمصانع.

وقد جاءت صياغة أهداف التنمية المحددة لتعكس محتوى المعايير الدولية، فعلى سبيل المثال يعكس الهدف للتنمية المعلن فى مصر القضاء على الفقر، ولعل مشروعات «حياة كريمة» التى تبنتها الدولة كفيلة بتحقيق ذلك.

والهدف الثانى مكافحة الجوع، وهو ما تحقق من خلال الأنشطة التى تقوم بها الجمعيات الخيرية التى وجدت مجالًا خصبًا للعمل داخل البلاد من خلال أجواء الأمن والاستقرار.

والهدف الثالث هو الصحة الجيدة والقضاء على الأمراض، وهو ما تحقق من مبادرات مصرية صحية عديدة تمكنت من القضاء التام على فيروس «سى»، والالتهاب الكبدى الفيروسى، وهو وباء رهيب اجتاح البلاد وقتل الكثير من المصريين نتيجة ظروف المعيشة والتلوث، والذى كانت إصابة أى إنسان به معناه وفاته المحققة.. الآن، ونتيجة للمبادرات الصحية بفحص كل المواطنين وإعطائهم العلاج المجانى أمكن محاصرة المرض والقضاء عليه. 

وكلها أهداف تصب فى خانة مصلحة المواطن المصرى الذى يبحث عن الاستقرار والرزق الحلال.

تبقى الأزمة الاقتصادية التى نتطلع من خلال الإصلاحات الاقتصادية التى قامت بها الدولة على مدار الفترات الماضية أن نتجنب ويلاتها، خصوصًا أنه فى الفترة المقبلة سنشهد العائد الفعلى لكل المشروعات التى تم إنشاؤها.