رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مغاربة يروون لـ«الدستور» مشاهد الهروب من الموت: «عشنا ليلة مرعبة.. والكل ينام فى الشارع الآن»

زلزال المغرب
زلزال المغرب

يعيش الشعب المغربى أوقاتًا عصيبة منذ الزلزال المدمر الذى ضرب المملكة، مخلفًا وراءه مئات القتلى والمصابين، وسط استمرار أعمال الإنقاذ بحثًا عن المزيد من الناجين.

ويفترش المئات من الناجين الشوارع، منهم من فقد ذويه، وآخرون يواصلون البحث عن علاج لمصابين، بالتزامن مع مواجهة صعوبات كبيرة فى عمليات التنقل داخل المناطق المنكوبة، وغيرها من المشاهد التى يرويها ناجون من الزلزال لـ«الدستور».

ومن الدار البيضاء، قال رشيد الجبالى، الكاتب فى «العصبة المغربية للدفاع عن حقوق الإنسان» فى مدينة الدار البيضاء، إنه فى الحادية عشرة والربع ليلًا من مساء الجمعة، بتوقيت المغرب، كان جالسًا فى الشرفة يتصفح هاتفه، فإذا بالكرسى الذى يجلس عليه يرتج بصورة عنيفة، فنادى على أفراد أسرته، الذين كان لهم نفس الإحساس بالهزة القوية.

وأضاف «الجبالى»: «طبعًا وقعنا فى ارتباك شديد، وخرجنا مسرعين من المنزل، ولم نتمكن من استخدام المصعد بطبيعة الحال، وكنا من أوائل من وصلوا إلى الشارع الذى نقيم فيه».

وواصل: «الناس بدأت تخرج من بيوتها وسط حالة من الذعر والخوف، خوفًا من انهيار هذه البيوت، وإن كانت الخسائر فى الدار البيضاء ليست كبيرة، باستثناء انهيار منازل قديمة فى مناطق سكنية شعبية قديمة جدًا».

وأشار إلى أنه أخذ سيارته لإجراء جولة فى شوارع الدار البيضاء، فوجد العائلات تتجمع خارج البيوت، خاصة فى الحدائق العمومية والساحات الفارغة، وغيرها من الأماكن التى تبعد عن البنايات، خوفًا من هزة ارتدادية ثانية مباغتة.

وتابع: «كانت ليلة رعب عاشها سكان مدينة الدار البيضاء، خائفين خارج بيوتهم، منهم من بات فى العراء إلى طلوع الفجر.. فى الحقيقة كانت ليلة مرعبة بكل المقاييس».

واختتم بقوله: «نحن نتابع الخسائر وحجم الدمار الذى لحق بالمناطق الأكثر تضررًا، من بؤرة الزلزال إلى كل المناطق المجاورة لها، وفى انتظار أرقام حصيلة الضحايا من جرحى وقتلى ندعو أن يتغمدهم الله جميعًا بواسع رحمته، ويسكنهم فسيح جناته».

وقال عبدالرازق بوغنبور، الرئيس السابق لـ«العصبة المغربية للدفاع عن حقوق الإنسان»: «فى حوالى الحادية عشرة مساء الجمعة بتوقيت المغرب، وأثناء ما كنا نستعد للنوم، بدأنا نشعر بأن المنزل يهتز، وكل ما حولنا يتحرك ويتساقط، ثم بدأنا نسمع أصوات صراخ». وأضاف «بوغنبور»: «طُلب من الجميع النزول إلى الشارع، ووجدنا مئات من المواطنين قد نزلوا بالفعل، وكانوا فى حالة من الرعب والهلع، والجميع بدأ فى الابتعاد عن الأبنية خوفًا من انهيارها فى أى لحظة».

وواصل الناشط الحقوقى: «بدأنا نتابع الأخبار التى أكدت وقوع زلزال مدمر أسفر عن انهيار العديد من الأبنية ووقوع الكثير من الضحايا والمصابين»، مشيرًا إلى أن الشعب المغربى عاش هذه الحالة من قبل خلال زلازل مختلفة، لكن «هذا الزلزال كان الأعنف والأكثر قوة، وجعلنا نعيش حالة من الرعب والهلع، ولم نعد إلى منازلنا إلا فى السادسة صباحًا، خوفًا من الهزات الارتدادية، التى حذر منها عدد من الخبراء».

واختتم بقوله: «المغرب عاش ليلة حزينة مرعبة، لكن نحن المغاربة نتكاتف فى الأزمات والمحن، وهو ما ظهر منذ لحظة وقوع الزلزال».

وقالت الصحفية المغربية حجيبة ماء العينين، مديرة موقع «المصدر ميديا» المغربى، من العاصمة الرباط: «الزلزال كان قويًا جدًا وشعرنا به جميعًا، ونزلنا إلى الشارع، ولم يستطع أحد النوم فى منزله، الجميع نام فى الشارع».

وأضافت نائبة رئيس «تجمع الصحفيات العربيات»: «الضرر الأكبر كان فى مراكش وجنوب المغرب، حيث هناك المئات من الضحايا، ولا يزال هناك ضحايا آخرون تحت الأنقاض، وغالبية المناطق النائية تضررت، والأبنية القديمة كلها تهدمت».

وتابعت رئيسة القسم الإعلامى لـ«منتدى الشيخ محمد الإمام للثقافة»: «على الرغم من أننى كنت بعيدة عن مركز الزلزال فإن الوضع كان مخيفًا والجميع شعر بالزلزال نظرًا لقوته الكبيرة.. الوضع فى المغرب كله كان مخيفًا جدًا، كانت ليلة صعبة على جميع المواطنين، وفى مقدمتهم سكان مراكش والجنوب الذين تضرروا بشكل بالغ»، مختتمة بقولها: «قوات الإنقاذ ما زالت تباشر عملها وتبحث عن ضحايا تحت الأنقاض».