رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

في ذكراه.. أشرف العشماوي يكشف تفاصيل اللقاء الوحيد الذي جمعه بـ خيري شلبي

أشرف العشماوي
أشرف العشماوي

حرص الكاتب الروائي أشرف العشماوي، على إحياء ذكرى رحيل الكاتب الكبير خيري شلبي الذي رحل عن عالمنا في 9 سبتمبر لعام 2011، متذكرا اللقاء الوحيد الذي جمعه به بعد نشر روايته الأولى "زمن الضباع"، ورحيل شيخ الحكائين بأشهر قليلة.

منشور عبر فيسبوك

وكتب “العشماوي” عبر حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك": في ذكرى أستاذنا العظيم خيري شلبي كان لي معه موقف لا ينسى، فعندما نشرت روايتي الأولى " زمن الضباع" أرسلها له صديق مشترك بيننا ليقرأها ويقول رأيه فيها باعتباري كاتبا روائيا جديدا يحتاج الدعم من الكبار، كنت سعيدا جدا بتلك اللفتة الكريمة ومنتظر رأي الأستاذ بفارغ الصبر، وفي مايو أو يونيو من عام 2011 على ما أذكر جائني اتصال هاتفي من صديقنا المشترك قائلا : الأستاذ خيري جنبي أهو وعاوز يكلمك.. ارتبكت قليلا وتلعثمت في كلمات الترحيب النمطية حتى قال لي : أنا قريت روايتك وأحب اشوفك!

وتابع؛ بالطبع كنت فى غاية السعادة ، تضخمت بسرعة ولم يدر بذهني سوى أنه ولابد قد وجدها رواية فارقة و أنني روائي "محصلتش" لدرجة أن شيخ الحكائيين بنفسه يكلمني ويحب يشوفني. ياللروعة.. أنهيت المكالمة بثقة وكأنني كاتب كبير تلقى اطراء تعود عليه ..!، مستطردا: يوم اللقاء الذي رتبه صديقنا المشترك الأستاذ محمد غنيم وكيل وزارة الثقافة السابق تهيأت لسماع عبارات المديح والاعجاب، ذهبت منتشيا، معتزا بنفسي للغاية وأخذت معي نسخة أخرى من الرواية موقعة لأهديها له باعتبار أننا أدباء كبار نهدي أعمالنا لبعضنا، ليفاجئني وأنا أرتشف أول رشفة من فنجان القهوة بأن روايتي عادية جدا وأيضا لم تعجبه ولكن ..! 

وأضاف: شعرت والله وقتها أنني أريد أن تنشق الارض وتبتلعني كما يقولون ، عدت لحجمي الطبيعي فى ثوان بعد كلماته مثل بالون أفرغ من الهواء فجأة ،ثم انهمرت الاسئلة لماذا أتيت إلى هنا؟ ولماذا حدثتني هاتفيا يا عمنا الكبير؟ ، طالت فترة الصمت وهو مبتسم بخبث كطفل كبير يتفرس احباطي بتلذذ ثم قال وهو يضحك : شوف يا عم أشرف أنت بتعرف تكتب روايات وعندك موهبة كتابة وبتعرف توصف حلو وبمزاج وكتابتك بتشد القارئ يكمل بس للاسف اخترت موضوع عادي خالص ومليان رمزية فعلشان كده موهبتك مستخبية وراه لكنها موجودة أنا بس حبيت اشوفك واسجل اعجابي بقاضي له تاريخ محترم وممكن يبقى روائي كويس لو اختار يكتب فى حتة مختلفة. اكتب عن الناس ؛ احكي عنهم لأنك بتعرف تحكي .

وانتهى اللقاء وعدت أسعد كثيرا مما لو كان مدح روايتي والسلام، بعدها بشهور قليلة توفى وبكيته فى صمت فلم التقيه الا تلك المرة اليتمية لكن كلماته ظلت أكبر دافع لي للتنوع فى الكتابة فيما بعد،الحقيقة أن هذه النصائح  لا تخرج إلا من أديب حقيقي من زمن جميل ومن روائي ينتمي لجيل لن يعوض بسهولة ، ومن انسان عظيم كتب عن المهمشين كأعظم ما تكون الكتابة ويبدو من كثرة الكتابة عنهم أنه صار مثلهم فلم يلق اهتماما منا بقدر موهبته العظيمة.. رحم الله الأديب الكبير خيري شلبي.