رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

انتخابات رئاسية واحتفالات الانتصار على الإرهاب

الاحتمالات تقول إنه من الممكن بدء إجراءات الانتخابات الرئاسية فى شهر أكتوبر هذا العام، أو بعبارة أخرى من الممكن بدء إجراءات الانتخابات الرئاسية الشهر المقبل، لجنة الانتخابات لم تعلن ذلك، ولكن الدستور المصرى حدد بوضوح جدول المواعيد الملزمة لإجراء الانتخابات، وذلك بفتح باب الترشح وتحديد مواعيد الدعاية الانتخابية ومواعيد الصمت الانتخابى، وبعدها التصويت.

كل هذا معروف ومعلن ومفهوم لأصغر طالب فى كليات العلوم السياسية.

أحزاب وتيارات وشخصيات عامة تنادى بضرورة تقدم الرئيس عبدالفتاح السيسى لهذه الجولة، ولهم أسبابهم المتنوعة التى ترى فى شخص الرئيس السيسى أملًا فى استكمال مسيرة ٣٠ يونيو، وكذلك مواصلة العمل على مشروع بناء الجمهورية الجديدة.

إذن الموعد ليس مفاجأة لأحد، ولا هو موعد سرى ليصطدم به أى طامح للترشح طالما توافرت فى شخصه مقومات المنافسة انتخابيًا على مقعد الرئيس، أكتب ذلك من باب تنشيط الذاكرة للأحزاب وللمستقلين حتى ينسوا تمامًا مقولة إن الوقت جاء ضيقًا عليهم، وإنهم غير مستعدين.

أما عن الرئيس عبدالفتاح السيسى، فالمؤكد أنه سوف يستجيب للبيانات التى صدرت عن جهات مختلفة، تنادى بإعادة ترشحه لدورة رئاسية جديدة، وذلك لسبب بسيط هو أنه منذ إعلانه رئيسًا للجمهورية فى ٢ أبريل ٢٠١٨، لفترة رئاسية مدتها ٦ سنوات، لم ينسَ الرئيس أن تلك الفترة سوف تنتهى يوم ٢ أبريل ٢٠٢٤، ولذلك ومنذ اليوم التالى لإعلانه رئيسًا وهو يعمل فى كل الاتجاهات داخليًا وخارجيًا، بحكم ولائه وانتمائه لهذه الأرض ولهذا الشعب، وبحكم كونه الرئيس الذى إذا سأله الشعب فى ٢٠٢٤ ستكون إجابته واضحة وحاضرة.

الملف الأوضح الذى يجعلنى وآخرين نؤكد ضرورة ترشحه، الذى شهدنا فيه إنجازًا غير مسبوق لا فى مصر ولا فى المنطقة العربية، هو ملف مواجهة الإرهاب والتطرف وجماعات العنف المتأسلم المتستر بالدين، من بعد يناير ٢٠١١ تدحرجت كرة اللهب تأكل فى طريقها الأخضر واليابس، وكنا شهودًا على ذلك، رأينا كيف انفتح باب العنف، حتى إننا لم نكن آمنين فى بيوتنا، ورأينا تمرد الشعب المصرى على ذلك العدوان غير المسبوق لهويتنا المصرية وحقنا فى الحياة والعيش فى دولة مدنية ديمقراطية حديثة.

وبكل وضوح الشمس نسأل هل كان تمرد الشعب المصرى ضد الإرهابيين الذين احتلوا قصر الرئاسة المصرية كافيًا لدحرهم؟، إجابتى هى: بالطبع لا. لذلك سوف يظل موقف الرئيس عبدالفتاح السيسى، الذى كان يشغل موقع وزير الدفاع فى حينها، موقفًا تاريخيًا لا ينكره إلا جاحد، ولم يكن بيان ٣ يوليو الحاسم مجرد بيان للإعلام، لتتبعه إجراءات هشة، ولكن البيان كان مجرد بداية لمعركة كبرى انتهت بالنصر وتحقيق الأمن لكل المصريين.

وقد كتبت أكثر من مرة عن تلك الأيام الفاصلة فى تاريخنا الحديث ٣٠ يونيو و٣ يوليو، وما بعدهما، كنت أكتب حتى لا ننسى، الذاكرة الضعيفة التى يحاول البعض تصديرها لنا لا تلهمنا إلا كتابة جادة فوق الكتابة، لتؤكد أن جيشنا، وأن الرجل الأول على رأس هذا الجيش عبدالفتاح السيسى، يرافقهما الشعب المصرى الجسور، قد كتبوا ملحمة خالدة فى تلك السنوات الصعبة، وسوف تتدارس الأجيال القادمة تفاصيل التفاصيل لما حدث.

المعركة متعددة المحاور التى نفذتها مصر بعد ٢٠١٣ لم تكن فقط مقصورة على ملف الإرهاب المتأسلم المتستر بالدين، ولكن مَن له عين سوف يرى التقدم الشامل فى البنية التحتية خاصة الطرق والمواصلات، وهذا موضوع لمقال آخر، اهتمامى بملف العنف المتطرف لم يرتبط بسنة الإخوان السوداء، ولكنه اهتمام قديم عندما كنا نُحذر قبل عشرات السنوات من الأفاعى السامة وكان الجميع يغلق أذنه، بل كان البعض يتحالف معهم وكأننا نصرخ فى البرية ولا مجيب لصرخاتنا، وعندما صار لصوتنا معنى وقيمة وإنجاز على الأرض لا يمكن لنا لسبب أو لآخر أن نمشى فى ركاب الذاكرة الضعيفة وننسى بلادنا التى كانت فى مفارق طرق، أو ننسى مواعيد الاستحقاق الرئاسى فى الفترة المقبلة.

الرئيس عبدالفتاح السيسى سوف يتقدم للترشح، ومن حق الآخرين التقدم أيضًا، ولهم كل الاحترام والتقدير، ولكننى سوف أذهب بصوتى إلى المؤسسة القائمة.