رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مستشفى نيروبى القبطى

على هامش مشاركته، نيابة عن الرئيس عبدالفتاح السيسى، فى «قمة إفريقيا للمناخ»، زار الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، مساء أمس الأول الإثنين، المستشفى المصرى القبطى، بالعاصمة الكينية نيروبى، الذى يعد أحد جهود الرعاية الصحية، التى تقوم بها كنيستنا القبطية الأرثوذكسية، بالتعاون مع وزارتى الخارجية والصحة، فى دول إفريقية عديدة، من بينها زامبيا، تنزانيا، الكونغو، ونيجيريا.

المستشفى، الذى تدعمه «الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية» بالطواقم الطبية المتخصصة والأدوية والمعدات اللازمة، وجرى تحديثه سنة ٢٠١٤، وصفته ناكوميتشا إس. وافولا، وزيرة الصحة الكينية، بأنه «إحدى أهم المؤسسات الطبية على مستوى البلاد»، وأكدت أنه مزود بأحدث التكنولوجيات والأجهزة، لافتة إلى أن والدتها، شخصيًا، دخلته للعلاج قبل شهرين، وتلقت خدمة ممتازة. وعن مستوى التعاون بين مصر وكينيا فى مجال الرعاية الصحية، قالت الوزيرة إنه يجرى العمل، حاليًا، على إعداد مذكرة تفاهم بهذا الشأن.

يقع المستشفى على طريق «نجونج»، بجوار المركز الصينى فى العاصمة الكينية، ويقول موقعه الإلكترونى إن كلمة «قبطى» تعنى «مصرى»، ويصف الأقباط بـ«الأحفاد المباشرين للمصريين القدماء الذين تحولوا إلى المسيحية». ومن الموقع، الذى يفخر بالمعايير الممتازة والجودة العالية للخدمات التى يقدمها للمرضى، عرفنا أن هناك، إلى جانب هذا المستشفى الرئيسى، عيادة بالمنطقة الصناعية فى نيروبى، ومستشفى آخر فى ماسينو بغرب كينيا، إضافة إلى مستشفيات قبطية فى لوساكا بزامبيا، وفى موسوما بتنزانيا، وفى لوبومباشى بالكونغو، وفى قلب العاصمة النيجيرية لاجوس، خلف فندق فور بوينت أو بنك فيديليتى. وفى هذه الدول، وغيرها، لا تقتصر جهود الكنيسة القبطية الأرثوذكسية على تقديم الخدمات الدينية الروحانية، أو الرعاية الصحية، فقط، بل تتضمن أنشطة خيرية أخرى، كبرامج دعم الفقراء ورعاية المشردين والأرامل.

لدى وصوله المستشفى القبطى الرئيسى بنيروبى، ألقى الأنبا بولس، أسقف عام الكرازة المرقسية بإفريقيا، كلمة ترحيب بالدكتور مصطفى مدبولى، والوفد المرافق، ورأى أن هذه الزيارة تعكس حرص الدولة المصرية على التواصل الفاعل مع أبنائها فى الخارج، كما توجّه بالشكر للرئيس عبدالفتاح السيسى على جهوده المخلصة فى خدمة الوطن. وفى هذا السياق، عبّر رئيس مجلس الوزراء عن فخره بوجوده فى هذا الصرح الطبى المصرى الكبير، مؤكدًا أنه بمثابة سفارة ثانية لنا فى كينيا، إلى جانب سفارتنا الرسمية، بالطبع. وقال موجهًا كلامه للطاقم الطبى المسئول عن المستشفى: «أؤكد لكم أن ما تقومون به هنا هو أمر عظيم، فوجودكم من خلال هذا الصرح الطبى الكبير التابع للكنيسة المصرية شىء يدعونا جميعًا للفخر»، وتعهّد بأن تقدم الحكومة المصرية كل صور الدعم، لاستمرار الخدمات الفريدة التى يقدمها المستشفى للشعب الكينى الشقيق.

يعمل بالمستشفى مصريون وكينيون، ويزوره حوالى ٥٠٠ مريض يوميًا للعلاج من مختلف الأمراض، إذ يضم ٢٦٠ سريرًا، و٧ غرف عمليات مجهزة على أعلى مستوى، و١٨ سرير رعاية مركزة، و٢٧ وحدة لخدمة الأطفال حديثى الولادة، من بينها خدمات الحضانات، والعلاج الضوئى والتدفئة، كما يحتوى على ٣٣ وحدة غسيل كلى، ومعمل حاصل على اعتماد الأيزو، وقسم للأشعة به وحدة تصوير إشعاعى بانورامى، ووحدة أشعة رنين مغناطيسى، وجهاز أشعة مقطعية، وجهاز سونار رباعى الأبعاد، وجهاز تصوير الثدى بأشعة الماموجرام، وجهاز التنظير الفلورى، إضافة إلى ثلاث وحدات أسنان، وحدة للعلاج بالأكسجين عالى الضغط، ووحدة للعلاج الطبيعى و... و... وبالمستشفى، أيضًا، أكبر مركز فى شرق إفريقيا لعلاج فيروس نقص المناعة، الإيدز، هو «مركز الأمل»، الذى قدّم الرعاية الصحية، مجانًا، لأكثر من ٥٦ ألف مريض.

.. وتبقى الإشارة إلى أن قداسة البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية،، كان قد اعتمد فى ديسمبر ٢٠١٧، لائحة جديدة لتنظم العمل بالمستشفيات القبطية، أو الكنسية، وأكد فى مناسبات عديدة أن دور هذه المستشفيات تقديم خدمة متميزة ورحيمة لغير القادرين من مختلف الأديان دون تمييز.