محمد إسماعيل: رواية "كف المسيح" بدأت بحرق العقدة
تحدث الروائي محمد إسماعيل خلال حفل توقيع ومناقشة رواية "كف المسيح" للكاتبة أمنية صلاح عن بناء الرواية والشخصيات والسرد فيها.
وبخصوص بناء الرواية، قال إسماعيل: «بدأت الرواية بالفصل الأخير أو بحرق العقدة قبل أن يبدأ السرد، وهذا يعتبر واحدًا من أساليب السرد الدائري وجماليات البناء، أما بالنسبة للحبكة، فتدور حول شخصية الجدة "سوسنة أرمانيوس" التي تلتقي بعرافة في ليلة شتوية على الشاطئ وتخبرها بانقطاع نسلها تمامًا بعد أربعين سنة من هذا اللقاء، وتؤمن المرأة بالنبوءة وتحاول معاندتها رغم إصرار القدر على موافقتها، وتستمر الرواية في تقديم خوف المرأة من الفقد الذي أورثها إياه موت فرس والدها الأثير".
وأضاف صاحب رواية "باب الزوار": "بخصوص اختيار الكاتبة أمنية صلاح للأسماء في الرواية، فإن اسم "سوسنة" للجدة هو اسم ذو رمزية، فهي سوسنة العفيفة التي أنقذها الله من ذنب لم تقترفه على يد النبي دانيال، وكأن والديها لم يكونا يرغبان في تسميتها باسم قبطي إذ أتى توأمها باسم صبحي، كما أنها سمت ابنها "بحر" على اسم فرس والدها وكأنها تعيد تدوير أسماء من تخشى فقدهم، وتسمي حفيدتها سوسنة أيضًا لنفس السبب، ابنها «بحر» الذي سمته على اسم فرس والدها وكأنما تعيد تدوير أسماء من تخشى فقدهم فتسمي حفيدتها سوسنة أيضًا لنفس السبب.. «جمال» الذي سمي على اسم عبد الناصر وهي لفتة ذكية تشير لتوحد الناس في الخمسينات تحت راية صاحب هذا الاسم".
وحول شخصيات رواية "كف المسيح"، أضاف الكاتب الروائي محمد إسماعيل: "سوسنة أرمانيوس"، شخصية مسيطرة، حازمة، ومتدينة، طيش توأمها صبحي جعلهما يتبادلان الأدوار، فاعتمرت قبعة الرجل منذ طفولتها.
"سوسنة عطية"، الحفيدة أو "سو"، متمردة. وكأنها ترث الكثير من سمات جدتها، رغم كونها تشابهات مختلفة، مثل كراهيتها للقمر والعيش تحت ذنب لم يقترفه. الجدة تتنبأ، والحفيدة تعاني من وفاة والدها إثر حوار دار بينهما. التشابهات المتماهية في دائرة السرد تكشف لنا عن ملامح من حياة الجدة في حفيدتها.
"جمال" والد "سو"، ضعيف الشخصية وقليل الحضور. أهلاوي وحزب وطني، نقل أسرته من المكس إلى رشدي في إشارة لسرعة ثرائه.
"دانيال" القس ذو الأصل الكويتي من أم مصرية، أطلق عليه اسم شارع النبي دانيال. "تقى" زميلة "سو" في الجامعة، محجبة متوسطة الحال والجمال، تزوجت وطلقت ثم عملت سائقة ميكروباص.
"حنة" جدة "سو" لأبيها الراحل "جمال". نوبية من دنقلا تمثل نساء عصرها في الرضا والاستسلام.
ــ الآخر فى رواية “كف المسيح”
وتابع الكاتب محمد إسماعيل مداخلته خلال مناقشة رواية "كف المسيح" للكاتبة أمنية صلاح لافتا إلي: أتت عتبات مثل العنوان والغلاف لتخبرنا بأننا أمام نص يعالج قضايا قبطية، لنجد مع السرد أن الهم واحد كأنما أرادت الكاتبة تقديم الآخر من زاوية وحدة العادات والطباع. وأرى هنا ذكاء الكاتبة واتحاد العتبات مع النص.
«علي» القاهري المستوطن حامل لواء الاحتقان الطائفي. وهنا وقفة كبيرة أمام ذكاء الكاتبة في أنها لم تفرد لهذا الاحتقان الصفحات كيلا تطغى قضية فرعية على فكرتها الرئيسية: العرافة والدجل.
عرض جميل لقضية الآخر. فالنص يناقش حياة أسرة قبطية منها عناصر نوبية وقس أرثوذوكسي من أصل كويتي. وبينما لم تضع لمسة الأقلية على أي منهم ترى الهم المشترك الآخر في دنيا أمنية هو الأهلاوي الذي قتلته بعد أن أعاد مشاهدة مباراة الـ 6 ــ 1.
