رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

قرن من الدماء

جمال شقرة: الإخوان أرهقوا كُتّاب التاريخ لكثرة أكاذيبهم ووالد حسن البنا أول من دعا للعنف فى مقال بمجلة «النذير»

الدكتور محمد الباز
الدكتور محمد الباز وجمال شقرة

قال الدكتور جمال شقرة، أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر، إن جماعة الإخوان الإرهابية أرهقت كل من يحاول الكتابة عن تاريخها نتيجة كثرة الأكاذيب التى أوردتها فى كتبها، والتى وضعت بصنعة وحرفية، مؤكدًا أن العنف صاحب الجماعة منذ نشأتها، حتى إنه ظهر فى كتابات والد مؤسسها حسن البنا، كما أن عناصرها تدربت على السلاح قبل تأسيس التنظيم السرى بسنوات طويلة.

وأوضح «شقرة»، خلال حديثه لبرنامج «الشاهد»، الذى يقدمه الإعلامى الدكتور محمد الباز على قناة «إكسترا نيوز»، أن الإخوان، الذين ادعوا أنهم جماعة دعوية، مارسوا العنف ضد شباب الأحزاب السياسية فى الأربعينيات، كما أنهم أخفوا حقيقة انفصال الرئيس الراحل جمال عبدالناصر عنهم، فى محاولة لركوب ثورة ٢٣ يوليو، التى ادعوا أنها إسلامية، ما تعجل بصدامهم مع عبدالناصر، حتى إنهم تقربوا من الرئيس الراحل محمد نجيب لضرب مجلس قيادة الثورة من الداخل.

وأشار إلى أن الإخوان اعترفوا فى كتاباتهم المبكرة بمسئوليتهم عن محاولة اغتيال «عبدالناصر» فى الإسكندرية، والمعروفة بـ«حادثة المنشية»، لافتًا إلى أن سيد قطب كان راديكاليًا فى أفكاره، لكنه لم يكن يريد ما حدث لتنظيمه من صدام مع الدولة فى عام ١٩٦٥، لأن ما حدث كان بمبادرة خاصة من زينب الغزالى، التى روجت لأفكاره وحولتها لإطار حركى دون أن تدرك أن جماعتها مخترقة، ما أدى لانكشاف التنظيم. 

■ كيف ترى أدبيات وكتابات جماعة الإخوان؟

- الإخوان أرهقونا وأرهقوا كل من حاولوا الكتابة فى تاريخ فترة ظهورهم، نتيجة لكمية الأكاذيب الرهيبة جدًا فى كتاباتهم، وهى أكاذيب بها صنعة وحرفية، بحيث ينطلى الأمر عليك إذا كنت باحثًا غير مدقق، لأنك ترجع إلى تلال من الأوراق والمصادر، ويمكن أن تقع فى الفخ وتتقبل الأكاذيب على أنها حقائق.

وهذه مسألة مزعجة جدًا للباحث فى تاريخ مصر المعاصر عندما يتصدى لتاريخ جماعة الإخوان وعلاقتها بالدولة، سواء قبل ٢٣ يوليو أو بعدها.

■ هل حسن البنا هو من أسس لعنف الجماعة؟

- ليس حسن البنا فقط، بل والده أيضًا عبدالرحمن الساعاتى كان يدعو للعنف، فوالد البنا كتب مقالًا مشهورًا جدًا بعنوان «دعوة للنفير» فى مجلة «النذير» عام ١٩٣٣ يصف فيه حال المجتمع، ويوجّه فيه شباب الإخوان لمعاقبة الذين خرجوا عن الدين وفقًا لتعبيره.

وعندما تحلل النص تجد أن والد البنا يقول للشباب: «انزلوا للشارع وشوفوا من يحتاج للعلاج وجرّعوه العلاج، واللى مفيش منه فائدة تخلصوا منه»، وهذا المقال يعد دعوة مبكرة جدًا لممارسة العنف عند الإخوان.

والمشكلة أن الإخوان ادعوا أنهم جماعة دعوية، وتغلغلوا داخل نسيج المجتمع المصرى، خصوصًا مع الطبقة المتوسطة من عام ١٩٢٨ إلى عام ١٩٣٨، وحسن البنا مؤسس الجماعة كانت لديه كاريزما وقدرة على تيسير نقل المفاهيم المتعلقة بالعبادات، والناس كانت تتقبل كلامه وتستمع إليه، خصوصًا أن المجتمع وقتها كان يعانى مع الاحتلال والانحلالات الأخلاقية نتيجة لوجود الإنجليز، ولكن سرعان ما انكشفت الحقيقة عندما دخل الإخوان العمل السياسى، وظهر أنهم ليسوا جماعة دعوية، بل إنهم اصطدموا بكل الأحزاب والقوى السياسية.

وكتابات الإخوان تقول إن تأسيس التنظيم السرى كان فى عام ١٩٤٠، وادعوا أنه تم تأسيسه لمحاربة الإنجليز، وكل مذكرات رجال الأحزاب والقوى السياسية الأخرى تؤكد أن أفراد جماعة الإخوان الإرهابية عاملوا الأحزاب بعنف شديد. وقد حققت فى مذكرات شخصية لعبدالوهاب حسنى، محامى حزب «الوفد» وقتها، واكتشفت بها حقائق مفزعة، واستغربتها جدًا، لأنى وجدت بها أسرارًا كثيرة، وعرفت كيف كانت الجماعة تنزل الشارع وتضرب كل من كان على المقاهى، كما أن أفرادها كانوا يضربون أى شخص من شباب الأحزاب، حتى إنهم أمسكوا بعبدالوهاب حسنى وأحد زملائه وكانوا سيضربونهما، إلا أن واحدًا منهم قال: «لأ.. دول شكلهم مش بتوع سياسة». أما أول عنف وصدام داخل الجماعة فكان عنفًا نفسيًا، وتمت ممارسته على أحد الإخوان وكان تقريبًا يدعى أحمد رفعت، وذلك فى عام ١٩٣٣، لأنه عاتب حسن البنا وقال له: «إنت قلت لنا اتدربوا وجبنا سلاح واتدربنا فى المقطم.. وقلت لنا: هنحارب الإنجليز واليهود، وإحنا معملناش أى حاجة من ده، ليه السلاح والتدريب؟، إنت ماخليتناش حتى ننزل الشارع وناخذ الحبر ونرميه على ملابس النساء».

وعُوقب هذا الشخص عقابًا شديدًا من حسن البنا، ليس بالضرب ولكن تمت مقاطعته إلى أن تحول إلى مجنون، وذهب إلى القدس ومات هناك.

فالبنا مؤسس جماعة الإخوان الإرهابية لم يكن سهلًا، بل عمل على التغلغل داخل مؤسسات الدولة، وعلى رأسها الجيش والشرطة.

■ ما علاقة الرئيس الراحل جمال عبدالناصر بالإخوان؟

- كلمت الكاتب وحيد حامد بعد الجزء الثانى من مسلسل «الجماعة»، لأنه استند فى المسلسل إلى أن «عبدالناصر» كان إخوانيًا، لأنه زار قبر حسن البنا، واستند أيضًا إلى أن عبدالناصر قرر فتح التحقيق فى ملف اغتيال البنا، وشرحت له أن هذه كانت مناورة من جمال عبدالناصر، لأنه كان يحاول معرفة توجهات الجماعة وأفكارها، ولم يفعل ذلك فقط مع الإخوان، لكن مع كل الاتجاهات السياسية، حتى مع حزب «الوفد».

فعبدالناصر أرسل ضابطًا لفؤاد سراج الدين، وقال له: «ماذا لو الضباط قاموا بحركة؟»، فقال له: «إمشى»، وكان هذا من أهم أسباب توتر علاقة الضباط الأحرار مع «الوفد». وصلاح شادى، أحد قيادات جماعة الإخوان الإرهابية، ذكر أن الحرس القديم للجماعة أخفوا حقيقة انفصال الرئيس الراحل جمال عبدالناصر عن الإخوان عن الشباب الصغار، رغم أنه انفصل عنهم فى عام ١٩٤٥، واستند فى ذلك إلى خطبة لعبدالناصر قال فيها إنه فى هذه السنة «التقيت عبدالحكيم عامر صديقى على كورنيش الإسكندرية، وفاتحته فى أننى أنوى تكوين تنظيم من الضباط ليست له أى علاقة بالقوى المدنية، ضباط وطنيين فقط».

■ ما رأيك فى رواية خالد محيى الدين وكتابه.. والآن أتكلم»؟

- خالد محيى الدين لم يكتب بعض الكتابات التى وردت فى مذكراته، والتى تكشف عن علاقة عبدالناصر والإخوان، وقد سألت أيضًا محمد نجيب عن كتاب «كنت رئيسًا لمصر»، وأكد أنه لم يكتب أو يرَ هذا الكتاب، كما أنه استنكر بعض الأمور التى وردت فى كتاب «كلمتى للتاريخ»، وأسوأ ما فى تاريخ اللواء محمد نجيب هو استدراجه على يد جماعة الإخوان.

■ ما العنف الشديد الذى تسببت فيه الجماعة الإرهابية فى الأربعينيات؟

- عندما قُتل أحمد ماهر، «رئيس وزراء مصر فى الأربعينيات»، ادعى قاتله أنه عضو فى «الحزب الوطنى»، ولكن الشيخ أحمد حسن الباقورى «الذى كان قياديًا بالإخوان، ثم انفصل عنهم»، اعترف بأنه كان عضوًا فى الجماعة، وقبل اغتيال المستشار أحمد الخازندار فى ١٩٤٨ كانت هناك سلسلة من العنف الشديد، وفكرة الاغتيال السياسى وضرب الخصوم كانت شائعة فى هذه المرحلة، وعندما حكم «الخازندار» على الإخوان الذين أحرقوا محلات اليهود تم قتله، وهى قضية خطيرة، لأنهم قتلوا القاضى الذى حكم عليهم.

وقد قارنت بين ٣ بيانات صدرت بحل جماعة الإخوان، وكان أكثرها شرحًا وتفصيلًا هو البيان الأول بحل الجماعة على يد رئيس الوزراء محمود فهمى النقراشى، وتم اغتياله بعد هذا البيان مباشرة على يد الجماعة، والبيان كانت به تفاصيل كثيرة، ويوضح نفس أسلوب تعامل الجماعة بعد الثورة، لأن ما فعلته فى الأربعينيات وتم حل الجماعة بسببه يتطابق مع ما فعلته بعد ثورة ٣٠ يونيو، لأنها لم تتعلم وكررت ما فعلته.

■ كيف كان الصدام بين جماعة الإخوان والضباط الأحرار؟

- منذ بداية الأربعينيات تصادمت علاقة الإخوان مع الثورة والجيش، وكان عبدالناصر يأخذ الضباط الذين كان يلتمس فيهم الوطنية ليترك تنظيم الإخوان ومنظمات اليسار الماركسى، وكان هناك تنظيم عسكرى وطنى جمعه عبدالناصر فى مهارة من التنظيمات الصغيرة التى ظهرت بعد الحرب العالمية الثانية.

وفى مذكرات عبدالعزيز على، باسم «الثائر الصامت»، وهو أحد أعضاء تنظيم «اليد السوداء لثورة ١٩١٩»، قال إنه لا يوجد أحد سيحل القضية الوطنية إلا الضباط الوطنيون، وبدأ يدخل فى تجنيد الضباط، وأسس عصبة سُميت بعد ذلك بـ«تنظيم الطيران»، وكانت كل التنظيمات تبالغ فى وصف نفسها بعد ثورة يوليو، وكانت هناك جماعات كبيرة وأخرى صغيرة، ولكن ذكاء ودهاء عبدالناصر أنه استطاع أن يدمج كل هذه التنظيمات تحت اسم «الضباط الأحرار».

والجماعة كان لديها تنظيم سرى قوى، وقدرة على الحشد تحت مبدأ «السمع والطاعة»، وعندما تحاول مسح القوى السياسية وقتها القادرة على مواجهة شرطة الملك وجيشه، ودبابات المستعمر فى قناة السويس فلن تجد أحدًا يملك الأسلحة سوى الضباط الوطنيين وجماعة الإخوان الإرهابية، فجماعة الإخوان لديها أسلحة تحت الأرض، لكنها لا تتحرك بها إلا فى الوقت المناسب، واللواء محمد نجيب ندم على الاستسلام لها.

وبعد عام ١٩٥٢، أخفى الحرس القديم من جماعة الإخوان على الشباب مسألة أن عبدالناصر انفصل عنها، وكانت تقول إن هذه ثورتها وخرج أفرادها فى الشوارع يقولون «لا شرقية ولا غربية.. إسلامية إسلامية»، وهنا تم استفزاز عبدالناصر لأنها ليست ثورة إخوان، وطلب من الصحفيين الكبار فى هذا الوقت أن يكتبوا عما حدث، ويشرحوا أن هذه ثورة ضباط وطنيين، وليس لها أى علاقة بالإخوان، وفعلًا كانت المقالات تفصح عن ذلك.

وعبدالناصر وصل لقناعة بعد التعامل مع الإخوان، وحسب حديثه فى كثير من خطاباته، وقال إنهم لن يلتقوا أبدًا، لأنه يريد دولة مدنية وهم يريدون دولة الخلافة.

وسأل عبدالناصر جماعة الإخوان: ماذا تريد بوصولها للسلطة؟، فكانت الإجابات عامة لا تقنعه، وهو كأستاذ تكتيك عسكرى ومؤسس تنظيم سرى كانت لديه خطة فى التعامل مع القوى السياسية المعادية للثورة بمنهج سياسى، ويبدو أنه كتم تخطيطه كثيرًا ولم يعلنه للضباط، حتى لا يدخل فى جدل لا نهاية له، ولكن فى قرارة نفسه كانت لديه أفكار حول حل الأحزاب السياسية نتيجة قرارات عديدة قبل ١٩٥٢، وكان لديه تصور لإعلان الجمهورية، وآخر حول مصير الملك، وأصر أن يتركه يرحل.

ومهارة عبدالناصر تلك جعلته ينجح فى تحييد الإخوان نسبيًا، وكذلك نجح فى مجموعة من القرارات، منها قرار جلاء الإنجليز، ومنذ اللحظة الأولى كانت لديه فكرة حول التعامل التكتيكى مع الإخوان، وفى هذه الفترة بدأوا يكشرون عن أنيابهم، وتدخلوا فى تشكيل الوزارة من وراء الستار، وكل هذا كان عبدالناصر يفهمه، ولم يؤدِ إلى قطيعة معهم، بسبب تصادمه مع الأحزاب السياسية والشيوعيين، فقد كان لا بد أن يتحرك بذكاء.

■ ما علاقتهم بأزمة مارس ١٩٥٤؟

- فى عام ١٩٥٤، كان الإخوان وعبدالناصر فى الساحة أمام بعضهما، وقبل هذا التاريخ ظن الإخوان أنهم يقدرون على ضرب مجلس قيادة الثورة بأكمله، لأن عبدالناصر رفض أن يمثلوا «حكومة ظل»، وبدأ يكشر عن أنيابه تجاههم، وهنا بدأ اقتراب الإخوان من اللواء محمد نجيب، لأن علاقتهم به كانت جيدة، وكان جنرالًا كبيرًا وبعيدًا عن المشهد، ولم يكن من ضمن الضباط الأحرار، فغازلوه وحرضوه على تقديم استقالته من قيادة الثورة، وتم قبولها فى فبراير ١٩٥٤.

وكانت هذه أزمة رهيبة، لأنه كان من الممكن الإطاحة بمجلس قيادة الثورة كله بسبب انتشار المظاهرات فى الشوارع، من الإخوان والمدنيين، ومن ذكاء عبدالناصر أنه خرج فى خطاب وقال إنه لم يتم قبول الاستقالة حتى يضيع عليهم الفرصة، حتى إن عمر التلمسانى «مرشد الإخوان فيما بعد» قال إن الفرصة ضاعت فى فبراير ١٩٥٤ للقضاء على مجلس قيادة الثورة.

وعبدالناصر كانت أمامه جماعة الإخوان التى حركت الدولة كلها ضده، فخرج وأعلن عن أن الجيش يجب أن يعود لثكناته، وأمين شاكر، مدير مكتب عبدالناصر وقتها، حكى عن الأيام الحاسمة أثناء أزمة مارس، وأن عبدالناصر وقتها قال لهم: «فوضونى شهر وأخلصكم من نجيب والإخوان»، وقد كان.

■ محمد نجيب انهزم.. فلماذا تخلى الإخوان عنه؟

- الرئيس الراحل محمد نجيب أخبرنى أن عبدالناصر ضحك على الإخوان وحيّدهم، وذهب لزيارة قبر حسن البنا، وقال إنه سيفتح التحقيق فى وفاته، و«نجيب» وصف جماعة الإخوان بأنها جماعة انتهازية ولم تقف إلى جانبه.

وصلاح شادى وعمر التلمسانى «قياديا الإخوان» قالا لى إنهما اكتشفا أن عبدالناصر كان بيده كل الخيوط، ولم ترغب الجماعة فى أن تلدغ من جحر الرجل الكبير مرتين، فلذا ابتعدت عنه.

وخطة «عبدالناصر» كانت أن الجيش سيعود لثكناته، حتى إن الضباط أنفسهم غضبوا عليه بسبب هذا القرار.

■ ماذا عن حادث المنشية وإنكار جماعة الإخوان له؟

- حادث المنشية قالت الجماعة إنه كان مناورة من الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، وعندما تقرأ روايات جماعة الإخوان عن حادث المنشية تجد أنها تقول عنها إنها تمثيلية، وتجعلك تسمع خطاب عبدالناصر وتظن أن لديه الجرأة لأن يتعرض للرصاص، وأن الأمريكان قالوا له إن الشعب سيحبك جدًا بعد ذلك.

ولكن الاعترافات المبكرة جاءت فى كتاب لحسن الهضيبى مرشد الإخوان، وقد قال فيه إن عبدالناصر فى ١٩٦٥ قبض على الجميع، وعندما وقفوا فى طابور السجن، أى تنظيم ١٩٥٤ وتنظيم ١٩٦٥، قال أحدهم: «كان لازم تحاولوا والدولة قوية»، فقالوا لهم: «إنتوا عملتوها فى ٥٤ والرصاصات طاشت»، والإخوان عادوا وافتخروا فى ٢٠١١ بأنهم حاولوا اغتيال عبدالناصر فى المنشية.

ما تقييمك لشخصية سيد قطب؟

- سيد قطب، فى كتابه «معالم فى الطريق» كان راديكاليًا بالنسبة لفكر الإخوان، وكان ما يقوله جديدًا، لكنه لم يكن يريد ما حدث فى ١٩٦٥، فقد كان يريد تكوين طليعة من الشباب تنزل الشارع وتحوله لـ«متدين»، لكن بعض الناس من المنتمين للتنظيم بدأوا يفكرون فى الحركة، خاصة عندما قال المرشد: «وجدت ضالتى فى سيد قطب»، فأخذت زينب الغزالى المنشور الذى هربته حميدة قطب من السجن، وبدأت تنظم حلقات نقاشية وحولت الإطار الفكرى لحركى، ولكنها تعجلت، ولم تكن تعرف أن المخابرات تخترق اجتماعاتها.