رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

إيمان غنيم: سعيدة بجائزة أفضل ممثلة لأنها تحمل اسم عادل إمام و«الزعيم» لم يبخل علىّ بالنصيحة

إيمان غنيم
إيمان غنيم

لم يكن مفاجئًا فوز الفنانة إيمان غنيم بجائزة أفضل ممثلة مناصفة بالمهرجان القومى للمسرح، بعد أدائها الجميل فى مسرحية «ياسين وبهية»، ليتأكد بذلك التقدير الرسمى لموهبتها؛ إذ فازت قبل ذلك بجائزة أفضل ممثلة صاعدة عن شخصية «ليلى» فى العرض المسرحى «جميلة»، فى دورة ٢٠١٦ من المهرجان نفسه.

وأعربت «إيمان» عن سعادتها بالجائزة التى تحمل اسم الزعيم عادل إمام، الذى لم يبخل عليها بالنصح حينما عملت معه، مؤكدة ضرورة أن يحرص الممثل على التدريب.

■ بداية.. ماذا تعنى لك تلك الجائزة؟

- أحسست بسعادة كبيرة جدًا حينما حصلت على الجائزة، ليس فقط لأنها جائزة أفضل ممثلة فى المهرجان القومى للمسرح، أهم مهرجان مصرى، لكن أيضًا لأنها تحمل اسم عادل أمام، كما تمنيت أن أبلغه بأننى حصلت على جائزة تحمل اسمه، وأن ذلك من دواعى فخرى.

كنت محظوظة بالعمل مع الزعيم، وقدم لى نصائح مهمة أضاءت لى الطريق، وأنا ممتنة لأننى التقيته، وعملت معه.

أودُّ أن أشير إلى أن «ياسين وبهية»، للشاعر الكبير نجيب سرور، من أهم كلاسيكيات المسرح المصرى، وكل ممثلة تحلم بأداء دور «بهية»؛ تلك الشخصية الغنية ذات الأبعاد الإنسانية والاجتماعية، إضافة إلى ما حمّلها إياه نجيب سرور من كونها رمزًا لمصر.

هذه المسرحية عُرضت عددًا كبيرًا من المرات على المسارح، وأخرجها الفنان الكبير الراحل كرم مطاوع فى الستينيات، «وفقًا لذاكرتى ومعلوماتى»، وأعتقد أننا قدمناها بشكل مختلف ومميز مع المخرج يوسف مراد منير، سيظل محفوظًا فى ذاكرة المسرح المصرى.

■ تجسيد شخصية «بهية» ليس سهلًا لأنها مزيج بين المرأة والوطن.. كيف كانت استعداداتك لتقديمها؟

- هذه شخصية دسمة، تحلم بتجسيدها أى ممثلة، فى السينما أو المسرح، لأن نجييب سرور نحتها كتمثال نموذجى لفتاة أحلامه، وكأن مصر هى تلك الفتاة، فقد وصفها فى النص الأصلى، وركز على أدق الملامح والصفات والمشاعر.

ومثلما جسد نجيب سرور «بهية» التى أحبها، جسدتها أنا بطريقتى، وكان دورًا مغريًا ومشبعًا. وأحمد الله أننى قدمت هذه الشخصية فى بداية مسيرتى الفنية، فأنا ما زلت أعتبر نفسى فى البدايات.

وهناك بُعد آخر مهم فى تجسيد شخصية «بهية»، جعلنى متحمسة لتقديمها، وهو أن الأحداث تجرى فى الريف المصرى، رمز الفطرة السليمة والجمال والخير. 

أرى أن التكنولوجيا أفسدت الكثير فى تلك الفطرة، لذا كنت حريصة على إبراز شخصية «بهية» بزيها الفلاحى وجمالها ومظهرها الفطرى، الذى لم تفسده تكنولوجيا. 

كنت حريصة على الدقة فى الملابس واللهجة، تخيلتها مثل لوحات محمود سعيد وتماثيل محمود مختار، مثل تمثال «نهضة مصر» الذى استلهمت منه تفاصيل الشخصية.

المسرحية قدمت الريف المصرى وتفاصيله وجمالياته، مثل «برج الحمام»، حكينا عما نفتقده الآن.. كل ذلك جعلنى متحمسة للمشاركة، وركزت عليه خلال التجسيد.

■ هل دراستك الفنون الجميلة أثرت عليك كممثلة؟

- دراستى الفنون الجميلة ٥ سنين لها تأثير كبير علىّ؛ تمثل فى حرصى على الدقة والاهتمام بكل التفاصيل، والاهتمام بالتناسق فى الرمزية وفى المدلول.. أحيانًا على نحو مبالغ فيه، ولكنه غير إرادى بالمرة.

أثناء تحضيرى لشخصية «بهية» ذاكرت كل التفاصيل، وذهبت إلى مكتبة معهد الفنون الشعبية وإلى المتحف، وعاينت النموذج.. حاولت جعل كل التفاصيل متسقة مع ما ترمز إليه الشخصية.. كل قطعة وكل لون، خاصة أن الشخصية جرى اختصارها عن النص الأصلى، لذا أردت تعويض ذلك عبر تفاصيل الشخصية الجمالية.

■ كيف بدأت رحلتك مع المسرح؟

- بدأت فى «أتيليه المسرح»، فرقتى الأولى فى كلية «فنون جميلة»، عملت مع تلك الفرقة العريقة التى خرجت أجيالًا من الفنانين، ثم كانت هناك محطات مهمة فى حياتى، منها عملى مع المخرج الكبير خالد جلال، الذى قدمت معه عروضًا لا تنسى، فتشرفت بالمشاركة على مسرح منتدى شباب العالم بعرض «المحاكمة»، من إخراج المخرج الكبير خالد جلال.

وكانت فكرة العرض أن الأطفال المحرومين أبناء العنف والحروب يحاكمون بابا نويل، لأنه تجاهل طلباتهم وذهب لأطفال لا يحتاجونه.. وكان شرفًا كبيرًا أن أقف أمام الرئيس عبدالفتاح السيسى وحرمه. وهناك تجرية «سينما مصر»، فهى من العروض التى أعتز بها، وهى محطة مهمة فى حياتى جعلتنى أشاهد أهم الأفلام الكلاسيكية المصرية. 

■ هل يمكن أن يشغلك التليفزيون عن المسرح؟

- المسرح هو الأساس، وتجاربى فى التليفزيون قليلة لكنى أفخر بها، وسعدت بها كثيرًا، وعملت مع مخرجين كبار.. لكن ما زالت شخصية «شمم» فى «العراف»، مع عادل إمام، أكثر الأدوار التى عرفت الجمهور بى وأعتز بها كثيرًا. 

■ ما خططك المستقبلية؟

- أتمنى أن أشارك فى عرض مسرحى استعراضى كبير، فأنا أحب المسرح الموسيقى والاستعراضى، وأتمنى أن يقدم بكثافة أكثر فى مصر، وهو مسرح جماهيرى بالضرورة.