رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

النجم الساطع 2023

حوالى ٨ آلاف مقاتل، من ٣٤ دولة، يجتمعون على أرض مصر، بدءًا من الخميس المقبل، ولمدة أسبوعين، للمشاركة فى تدريب «النجم الساطع ٢٠٢٣»، أو النسخة الثامنة عشرة من التدريب متعدد الجنسيات، الأهم والأكبر فى منطقة الشرق الأوسط، والذى يهدف إلى تعزيز علاقات التعاون العسكرى، وتنمية قدرات الجيوش المشاركة، وأبرزها الجيش الأمريكى، الشريك الدائم لقواتنا المسلحة فى هذا التدريب، على مواجهة التحديات والمخاطر والاستجابة السريعة للأزمات، فى المجالات الجوية والبرية والبحرية والإلكترونية.

باستثناء فترات الأزمات، أو تلك التى توترت فيها العلاقات المصرية الأمريكية، يُقام التدريب، بانتظام، كل سنتين، منذ سنة ١٩٨٠، ويبدأ، عادة، بالتعريف بالقوات المشاركة ومعدات كل منها وطرق تدريبها. وكانت النسخة السابقة «النجم الساطع ٢٠٢١» قد شهدت التدريب على عمليات الإسعافات الأولية والإخلاء الطبى الميدانى للعناصر المصابة بواسطة سيارات الإسعاف المجهزة والطائرات الهليكوبتر، والتدريب على مكافحة القناصة والطائرة دون طيار والعبوات الناسفة والأسلوب الأمثل لفتح الثغرات والإخلاء الطبى للجرحى، و... و... وتضمنت المرحلة الختامية تنفيذ مشروع رماية تكتيكية بالذخيرة الحية لمختلف الأسلحة، وقامت حينها المقاتلات متعددة المهام بتنفيذ أعمال الاستطلاع والقذف الجوى ضد العدائيات المختلفة، كما قامت الطائرات بالاشتباك، وتدمير الأهداف المعادية، وتنفيذ أعمال القصف المدفعى على مصادر النيران المعادية.

فى البيان المشترك للحوار الاستراتيجى المصرى الأمريكى، الذى جرى خلال يومى ٨ و٩ نوفمبر ٢٠٢١ فى واشنطن، أعاد البلدان تأكيد التزامهما بالتعاون الثنائى فى مجال الدفاع من أجل مواجهة التحديات الحالية والمستقبلية، بما فى ذلك مجالات مكافحة الإرهاب وضبط الحدود والأمن البحرى. وأشار الطرفان إلى أن برنامج الشراكة بين مصر والحرس الوطنى فى تكساس يُمثل فرصة مهمة لزيادة التعاون، كما أكد أن التوقيع على مذكرة تفاهم للاستحواذ والخدمات المتبادلة، يوفر المرونة اللازمة للدعم اللوجستى الثنائى. 

تأسيسًا على ذلك، زار الجنرال مايكل كوريلا، قائد القيادة المركزية الأمريكية، «سينتكوم»، مصر، أواخر يوليو الماضى، والتقى الفريق أسامة عسكر، رئيس أركان قواتنا المسلحة، واللواء أركان حرب محمد ربيع، قائد الجيش الثانى الميدانى. وقال بيان أصدرته «سينتكوم» إن الزيارة «ركزت على المخاوف الأمنية المشتركة، بما فى ذلك أمن الحدود، وتعزيز التدريب المشترك، والفرص المتاحة لتعزيز الشراكة العسكرية طويلة الأمد بين الولايات المتحدة ومصر». وأعرب كوريلا عن «امتنانه للفريق أسامة عسكر على دور مصر القيادى المستمر فى قضايا الأمن الإقليمى ودورها خلال عمليات الإجلاء الأخيرة لغير المقاتلين من السودان».

بيان «سينتكوم» تحدث، أيضًا أو طبعًا، عن الاستعدادات النهائية لتدريب «النجم الساطع»، وقال إنه «سيكون الأكبر من نوعه منذ سنوات»، ونقل البيان عن الجنرال كوريلا أن «القيادة المصرية لها دور بالغ الأهمية فى أمن المنطقة»، وأن «تطور التدريب هو المفتاح لتحسين إمكانية التشغيل البينى بين قوات القيادة المركزية والقوات المسلحة المصرية وجميع القوات الإقليمية الأخرى المشاركة». كما وصف قائد القيادة المركزية الأمريكية «المناقشات الصريحة والبناءة مع مصر»، بأنها «سمة مميزة للعلاقة القوية بين البلدين»، وقال إنها تعبر عن رغبة مشتركة فى استقرار المنطقة.

تعليقًا على هذه الزيارة، قال المتحدث العسكرى لقواتنا المسلحة، فى بيان، إن لقاء الفريق أسامة عسكر والجنرال مايكل كوريلا تناول «موضوعات ذات اهتمام مشترك فى ضوء علاقات الشراكة والتعاون العسكرى بين القوات المسلحة المصرية والأمريكية». وأشار إلى أن رئيس الأركان أعرب عن «اعتزازه بالعلاقات الراسخة التى تربط القوات المسلحة لكلا البلدين»، وأكد «حرص القيادة العامة للقوات المسلحة على تعزيز آفاق التعاون المشترك فى مختلف المجالات العسكرية والأمنية».

.. وتبقى الإشارة إلى أن الرئيس عبدالفتاح السيسى كان قد زار مقر البنتاجون، فى ديسمبر الماضى، ووقتها أعرب لويد أوستن، وزير الدفاع الأمريكى، عن تقديره البالغ جهود الرئيس الشخصية وروح القيادة المصرية، شديدة الاتزان والفاعلية، فى تحقيق الأمن والاستقرار ليس فقط فى منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا، بل تجاه مختلف القضايا والأزمات الدولية، مؤكدًا أن الولايات المتحدة تعوّل كثيرًا على هذا الدور.