كيف يقدم العالم برامج تأهيل المعلمين الجدد؟.. إليك بعض النماذج
أوضحت دراسة أجراها المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية عن بعض النماذج العالمية لبرامج تأهيل المعلمين الجدد، كما أنها قدمت نموذج مقترح لمكونات برنامج تأهيل المعلمين الجدد وفقًا للأدبيات العالمية.
تجاوز التحديات
وأشارت الدراسة بعنوان "برنامج تأهيل المعلمين الجدد: ضرورة للارتقاء بالتعليم" للباحثة أمنية صلاح إلى أن برامج تأهيل المعلمين الجدد ضرورية لمساعدة المعلمين الجدد على تجاوز التحديات التي تواجههم خلال عامهم الأول من التدريس، وذلك لأن هذه البرامج تعمل على تضييق الفجوة بين المحتوى التربوي النظري الذي تلقونه في الجامعات وبين التطبيق العملي لهذا المحتوى بالمدارس.
وكشفت الدراسة عن أن المعلمين الجدد يواجهون تحديات عدة في عامهم الأول مثل تحديات التدريس في الفصول ذات الكثافة العالية ومشاكل إدارة الصف والتأقلم مع النظام الدراسي الجديد بالإضافة إلى توفير الدعم للطلاب وفقًا لاحتياجاتهم المختلفة.
كما أكدت الدراسة أن 25% من المعلمين الجدد يعبرون عن حاجتهم لتلقي تدريب ودعم فيما يخص مشاكل سلوك وانضباط الطلاب.
نماذج عالمية
وأوضحت الباحثة التي أجرت هذه الدراسة أن أشكال برامج تأهيل المعلمين الجدد تختلف بشكل ملحوظ من حيث أنشطتها وأهدافها وجودتها والمدة المستغرقة لتنفيذها في جميع أنحاء العالم، كما قدمت الدراسة بعضًا من هذه النماذج على النحو التالي:
إسكتلندا: تستغرق برامج تأهيل المعلمين الجدد عاما واحدا وتنتهي بإجراء تقييم رسمي للمتدربين.
اليابان: تنص التشريعات واللوائح بهذه الدولة على ضرورة أن يتلقى المعلمون الجدد 300 ساعة تدريب كحد أدنى خلال عامهم الأول من التدريس، تشمل 120 ساعة تدريب داخل المدرسة و25 يومًا على الأقل كتدريب خارج المدرسة. ويتم ذلك على يد مجالس التعليم المحلية، هذا بالإضافة إلى ضرورة توفير معلم موجه يقدم دعم عام للمعلمين الجدد بجانب معلم متخصص في مادة التدريس للمعلمين الجدد لتقديم تدريبات متخصصة لهم.
سنغافورة: تقدم سنغافورة برنامج تأهيل للمعلمين الجدد مدته سنتان تقوم وزارة التعليم بتمويله وإدارته مركزيًا، ويتضمن البرنامج تدريبا تمهيديا لمدة 3 أيام ثم دورات تدريبية أثناء خدمتهم لتدريبهم على العديد من التحديات مثل إدارة الصف وعلاقة المعلم بالطالب وأساليب التدريس وغيرها.
مكونات رئيسية مقترحة
وذهبت الدراسة بعد ذلك إلى نموذج مقترح للمكونات الرئيسية لبرنامج تأهيل المعلمين الجدد مؤكدة أن الأدبيات تشير إلى ضرورة توافر هذه المكونات وهي برنامج تعريفي للمعلمين الجدد حول المعلومات الأساسية الخاصة بالنظام التعليمية والمدرسة المقرر التدريس بها والاحتياجات والتحديات.
وأكدت الدراسة أن ثاني هذه المكونات هي ضرورة تكوين علاقة توجيه وإرشاد إيجابية بين المعلم الأول والموجه، مع ضرورة تكوين شبكة دعم للمعلمين الجدد لربطهم بجميع أقرانهم والمعلمين ذوي الخبرة لتقديم المساعدة والتوجيه والإرشاد لهم، بالإضافة إلى إجراء ورش عمل وتدريبات للمعلمين الجدد بأول عامين لهم لإكسابهم المهارات والمعارف الخاصة بالمناهج وإدارة الفصول والتعامل مع التحديات المختلفة، فضلًا عن إعداد ورش عمل وتدريبات للموجهين تساعدهم على توجيه المعلمين الجدد بشكل سليم.
إلى جانب ذلك، تؤكد الدراسة على ضرورة تقويم أداء المعلم الجديد لمساعدته على التعرف على نقاط الضعف والقوة الخاصة به.