رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

آفاق جديدة لمستقبل الساحل الشمالى «الجميل»

هناك آفاق جديدة تبشر بمستقبل واعد للساحل الشمالى لمصر المحروسة، بينما يعتبر الساحل الشمالى بوابة مصر لإفريقيا، والذى كان حتى وقت قريب مجرد صحراء جرداء توجد بها فقط عدة قرى قليلة، بدأت الدولة المصرية بتعميره وبنائه من خلال وزارة الإسكان والتعمير، إبان وجود وزير الإسكان والمجتمعات العمرانية حسب الله الكفراوى، ثم إبراهيم سليمان، وتم تشييد وبناء قرى للعائلات المصرية؛ بدأت بمراقيا ثم ماربيلا ثم مارينا.

تلا ذلك دخول القطاع الخاص فى مشروعات تعمير الساحل الشمالى ببناء قرية على امتداده، وانتشرت القرى التى تؤمها العائلات المصرية هربًا من ضجيج المدن، وتلمسًا لبعض الهدوء وقضاء الإجازات الصيفية على شواطئ الساحل الشمالى، الممتد على مسافة ١٠٥٠ كم من مدينة رفح شرق سيناء إلى السلوم فى أقصى غرب مصر على الحدود الليبية على ساحل البحر الأبيض المتوسط، والذى يتميز بمياهه الزرقاء ورماله الذهبية الناعمة وشواطئه الخلابة.

فى الساحل الشمالى حدثت معركة العلمين التى كانت من أهم أسباب انتصار الحلفاء وإنهاء الحرب العالمية الثانية، لكنها خلّفت حوالى ١٧ مليون لغم مزروعة، مما كان يفوق بناء قرى عليها، إلا أنه تم بناء مدينة العلمين الجديدة التى يوليها الرئيس عبدالفتاح السيسى اهتمامًا كبيرًا مثل العاصمة الإدارية الجديدة، والتى تحولت بعد افتتاح مهرجان «العالم علمين» إلى درة الساحل الشمالى.

زارها حوالى مليون زائر لحضور المهرجان الذى بدأ شهر يوليو ويمتد حتى أغسطس الجارى، والذى يتضمن حفلات غنائية لمشاهير الفنانين المصريين والعرب، حضرها آلاف من المشاهدين، ومسابقات رياضية وألعابًا مائية، فهو مهرجان ترفيهى سياحى أسهم فى جذب العرب والمصريين للمدينة التى يتم الانتهاء منها؛ لتصبح مناسبة للسكن فيها طوال العام، كما توجد بها جامعة ومدارس ومطاعم وأول شاطئ عام وممشى مفتوح للمواطنين مجانًا، كما تم بناء ميناء بمدينة مراسى يستقبل يخوت الأشقاء العرب الذين تملكوا بيوتًا بالقرية.

إن الساحل الشمالى الجميل يعد امتدادًا عمرانيًا لمصر المحروسة، حيث تقطنه على امتداد شواطئه عائلات مصرية تجد فيه الهدوء والراحة فى قرى ممتدة ومتنوعة، إلا أن هناك حملة تهكمية على قاطنيه بدأت منذ صيف العام الماضى ومستمرة هذا الصيف على مواقع التواصل الاجتماعى. وفى تقديرى أنها حملة سيئة وستفشل، وفيها تهكم على عشرات الآلاف من العائلات المصرية التى تسكن فى قراه ممن تملكوا فيها، أو يقومون بتأجير أماكن لقضاء أيام الإجازات الصيفية، ولا بد أن هناك أغراضًا سيئة من وراء هذه الحملة؛ لأنها تنتقد الشباب والبنات والعائلات المحترمة التى تسكن الساحل الشمالى، حيث يطلقون عليه الساحل الشرير، وهى حملة قبيحة موجهة ضد عائلات مصرية محترمة وشباب وشابات مصريين، لأننا فى مصر لا نترك الناس فى حالها، وليست لدينا ثقافة احترام حرية الآخر.

هكذا بدأت نبرة الهجوم تعلو على مواقع التواصل الاجتماعى هذا الصيف، وفيها إثارة للحقد والضغينة والتهكم على الخلق بشكل قبيح، ودون أدنى إحساس بالمسئولية، وبانتهاك عشرات الآلاف من العاملين بمهن عديدة وأسواق وعمال بناء، والذين يعملون ويعيشون فى الساحل الشمالى، وهذه الحملة ضد كل الأخلاقيات التى نشأ عليها المصريون، لأن فيها اتهامات للشباب لا تصح، وتعتبر سبًا وقذفًا علنيًا.

وأطالب سكان الساحل الشمالى برفع قضايا على من يروجون للهجوم عليه فى مواقع التواصل الاجتماعى حتى تطبق عليهم الجزاءات القانونية للسب والقذف، وحتى تتوقف هذه الحملة المغرضة نهائيًا، ولأن فى كلمات الحملة المغرضة، أيضًا، من ناحية أخرى ما نهى عنه ديننا الإسلامى من الغيبة والنميمة السيئة والاتهامات الباطلة دون أدنى دليل، لا بد أن تتوقف هذه الحملة، أو أن يتم ردع مروجيها الذين يظهرون على مواقع التواصل الاجتماعى.

فالساحل الشمالى، فى رأيى، ساحل جميل ينتظره مستقبل واعد، ويمكن أن يتحول إلى ملتقى عالمى إذا ما تم التخطيط لذلك من قبل الدولة المصرية، ففيه إمكانية تعمير شواطئ جديدة خلابة أجمل من شواطئ اليونان وإسبانيا، لكنه فى حاجة إلى إنشاء فنادق تسع الإقبال عليه وبأسعار ٣ و ٤ و٥ نجوم بعدد كبير، وبتغيير أساليب التفكير الرجعية لدينا، لأن السياحة يمكن أن تزيد لو استطعنا الترويج له ولشواطئه، وتم رفع درجة الوعى لدى الشعب بأهمية السائح لمصر، وضرورة حسن معاملته واحترام الآخر وحريته فى الهدوء والاستجمام.

إن هناك الآن عشرات الآلاف من العائلات على امتداده وقرى كثيرة مختلفة ومتنوعة فى تصميماتها وسكانها، لكنها تضم معظم فئات المجتمع وليس الأثرياء فقط، كما يدعون فى حملتهم المغرضة على الساحل الشمالى، فهناك قرى لرجال الشرطة وأساتذة الجامعات وموظفى البنوك ورؤسائها، وللأطباء والصحفيين والإعلاميين والدبلوماسيين والمهندسين والطبقة الوسطى، وهناك آلاف الأسر من العرب البدو الذين يعيشون فيه ويعملون فيه، وإننى هنا أتساءل: كيف يمكن أن يستبيح البعض لنفسه التهكم على أهل الساحل الشمالى وإطلاق الاتهامات الباطلة على سكانه؟ فى تقديرى أن هذه الحملة وراءها أغراض سيئة ضد بلدنا وتوسعها، وضد العائلات المصرية، لأنها تثير الناس على بعضها البعض، ومن الضرورى إيقاف هذه الحملة، وأتمنى أن يقوم أحد المحامين برفع قضية سب وقذف على مروجى الحملة ضد الساحل الشمالى.

وفى تقديرى أن الإعلام من الضرورى أن يسهم فى الترويج للساحل الشمالى لجذب المزيد من الأشقاء العرب الذين وجدوا فيه الهواء العليل والشواطئ الخلابة والترفيه، خاصة الإقبال من الأشقاء العرب، بعد أن كانوا يتجهون لأوروبا، وأتمنى أن تتضاعف الأعداد ويتم الترويج له بشكل أكبر، لأنه حاليًا توجد آفاق جديدة تنتظر الساحل الشمالى بعد افتتاح مدينة العلمين، وبعد إقبال الأشقاء العرب للتملك فيه، فأهلًا بهم فى شواطئ مصر، وأهلًا بكل زائر لنا فى أى موقع بالساحل الشمالى الجميل.

وأتمنى أن تبدأ الدولة فى التفكير مع القطاع الخاص لجذب السياحة العالمية إلى الساحل الشمالى، وبناء منطقة تضم فنادق وأماكن للترفيه وممارسة الرياضة والسباحة؛ حتى يتحول إلى ملتقى عالمى وتتضاعف أعداد الزائرين أو المقيمين فيه، وعمار يا مصر لكل من يأتى لزيارتك أو يحب أن يقضى فيك إجازته.