رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

حديث مفتوح مع الشعب.. الرئيس السيسى: الظروف الاقتصادية الصعبة ستصبح تاريخًا مثلما حدث مع الإرهاب

الرئيس عبد الفتاح
الرئيس عبد الفتاح السيسي من الحدث

- جزء من رؤية مصر 2030 وخطة ترسيم الحدود المستقبلية للمحافظات

- لا توجد منطقة على امتداد الدولة من أسوان حتى السلوم لم تصل إليها أيادى التطوير والتنمية

- المشاريع المقامة على امتداد الساحل الشمالى ستؤدى إلى رواج تجارى واقتصادى كبير

- تنفيذ منطقة لوجستية على 300 فدان إلى جانب منفذ السلوم لتوفير فرص عمل بالمنطقة الغربية

- سبب أزمة الكهرباء زيادة حجم الوقود المطلوب لتشغيل المحطات خلال «الحرارة المرتفعة»

العلمين ورأس الحكمة والمشاريع المقامة على امتداد الساحل ستؤدى إلى رواج تجارى واقتصادى كبير

أكد الرئيس عبدالفتاح السيسى أن الحكومة تعمل منذ ٨ أعوام على امتداد الدولة المصرية، ولا توجد منطقة لم تصل إليها أيادى التطوير والتنمية، من أسوان حتى السلوم، وذلك فى إطار رؤية الدولة ٢٠٣٠.

والتقى الرئيس السيسى أهالى مطروح والسلوم وسيدى برانى، حيث أجرى حوارًا معهم، خلال جولته التفقدية بمحافظة مطروح، وأوضح أن الأزمتين اللتين تعرضت لهما مصر، سواء أزمة كورونا أو الحرب الروسية والآثار المترتبة عليهما، لم يكن للدولة يد فيهما.

وشدد على أن الظروف الحالية فى مصر لم تكن انعكاسًا لأى إجراء أو قرار يتسم بعدم الرشد من الدولة، وأنه خلال العشر سنوات الماضية كانت الدولة المصرية حريصة على عدم المغامرة بالناس فى أى شىء يكون له مردود غير جيد على البلاد. 

وقال الرئيس السيسى إن ما تعيشه البلاد من ظروف اقتصادية حالية يعتبر تحديًا من ضمن العديد من التحديات التى تواجه الدولة المصرية، والذى سينتهى ويصبح تاريخًا، ضاربًا المثل بتحدى الإرهاب الذى واجهته الدولة المصرية منذ عام ٢٠١١، وحالة عدم الاستقرار، والتى انتهت بجهد ودماء المصريين، مشيرًا إلى وجود برنامج كبير للتطوير خاص بأهالى سيناء، وأكد أن ذلك حقٌ لهم.

وأضاف: «محافظة مطروح، وما يطلق عليها بالكامل المنطقة الغربية من قبل مطروح بكثير، لم يكن هناك اهتمام بهذه المنطقة من الدولة خلال السنوات الماضية، ونحن مهتمون جدًا ونعمل بجد، والمشاريع المستهدفة بمطروح، سواء مشاريع، مثل الموانئ التى يتم تنفيذها، أو القطار السريع أو المدن التى يتم تشييدها، سيكون لها تأثير كبير جدًا خلال المرحلة الحالية».

وأشار الرئيس السيسى إلى أنه لاحظ- فى جولة له عبر الطائرة- تطورًا كبيرًا فى ميناء جرجوب، الذى تم افتتاحه قبل أربع سنوات، وهو ما يعد خطوة على الطريق بالنسبة إلى ما تستهدفه الدولة من مشروعات فى محافظة مطروح، موضحًا أن هناك تطويرًا تنفذه الدولة وآخر ينفذه الأهالى.

ولفت إلى أن المشروعات التى تنفذها الدولة- من مدن جديدة وقطار سريع من جرجوب حتى السلوم، عن طريق حباطة- ستعود بالنفع الكبير على أهالى المنطقة، ومن بينها منفذ السلوم، الذى يتم العمل فيه منذ ٤ سنوات، من أجل زيادة حركة التجارة مع الأشقاء فى ليبيا. وذكر أن هناك منطقة لوجستية سيتم تنفيذها- أيضًا- على مساحة ٣٠٠ فدان، إلى جانب منفذ السلوم، من أجل توفير فرص عمل، وذلك ضمن خطة التطوير والتنمية المستهدفة فى محافظة مطروح والمنطقة الغربية.

وتابع: «مشروع الصرف الزراعى فى سيوة جرى الانتهاء منه، وتم إنقاذ الواحة- بفضل الله- من مصير صعب جدًا»، مضيفًا: «سيوة- كواحة لها تاريخ كبير وعظيم فى حياتنا- كانت بها مشكلة كبيرة وتم حلها».

وناشد أهالى سيوة- سواء المجتمع أو مجلس المدينة- بالحفاظ على ما تم تطويره لتنظيم واستعادة الواحة، لتكون أفضل مما كانت.

كما أكد الرئيس السيسى الحاجة إلى تنظيم تواجد القبائل- طبقًا لأعرافهم- لكى تتاح للدولة فرصة تقديم الخدمات المختلفة، ومنها التعليم والصحة، وأى خدمات أخرى، وذلك عبر تنظيم أفضل من الحالى، منوهًا بأن كل أعمال التطوير التى شهدتها محافظة مطروح ما هو إلا خطوة واحدة ضمن خطة كبيرة للتطوير والتنمية.

وبيّن أن ميناء جرجوب، الذى تم افتتاح جزء منه فى المحافظة، سيفيد كثيرًا من الأهالى ويوفر فرص عمل، مشيرًا إلى أن مدينتى العلمين ورأس الحكمة، وكل المشاريع المقامة على امتداد الساحل، ستؤدى إلى رواج تجارى واقتصادى كبير، لما ستوفره من مناطق صناعية ومدارس وجامعات ومستشفيات، كما أن الطريق الذى يتم إنشاؤه بالمحافظة ليصل للحدود مع ليبيا سيكلف الدولة كثيرًا لكنه سيؤدى أيضًا لرواج اقتصادى، وسيكون له انعكاس ومردود كبير.

كما أكد أن الفترة الحالية ستشهد اهتمامًا كبيرًا بأهالى مطروح، قائلًا إن الدولة لم تأخذ قولًا أو عهدًا بالعمل على أى خطة للتطوير إلا وكانت قد قامت بتنفيذه بالفعل، أو تقوم بالتنفيذ.

الدولة تتحمل فارق سعر الصرف لتوفير الوقود اللازم لمرفق الكهرباء وللسيارات 

شدد الرئيس السيسى على أن أزمتى كورونا والحرب الروسية- الأوكرانية، ليس للدولة المصرية أى دخل فيهما، لكن الدولة تأثرت بهما.

وقال: «التحدى الخاص بهما والظرف الاقتصادى الصعب كتحدٍ لا بد أن ينتهى، ليس لأننى موجود، لكن هذه هى حكمة الله فى الدنيا، أى أن الإنسان والمجتمع والعالم يواجه تحديات، وبالجهد والتخطيط والإرادة يتجاوزها ويقابل تحديًا آخر، ويتجاوزه ويتغلب عليه».

وأضاف أن الدولة المصرية فى صراع مع الظروف التى تولدت جراء الأزمتين، مشددًا على أن الظرف الاقتصادى يعد تحديًا للدولة، متابعًا: «نحن مصرون على مواجهته». وخلال اللقاء، عبّر أحد الجالسين عن دعمه للرئيس السيسى، قائلًا: «أكمل.. ونحن معاك.. وتحيا مصر».

وواصل الرئيس السيسى حديثه بالإشارة إلى الأزمة الاقتصادية التى يتأثر بها الكثيرون، وإلى ارتفاع الأسعار، وقال إنه على علم بذلك، كما أكد أن الدولة تعمل بكل ما أوتيت من قدرة على التقليل من تأثير هذه الأزمة عبر برامج يجرى تنفيذها، وترعى المواطنين أصحاب الظروف الصعبة.

وأضاف: «كمسئولين فى الدولة لا نبغى إلا الخير لكل الناس وبلدنا، وليس لدينا هدف آخر غير ذلك».

وتطرق إلى أن مصر صادفتها تحديات كبيرة على مدى السنوات الماضية، قائلًا: «بفضل الله سبحانه وتعالى والجهد والإرادة نعبر هذه التحديات».

واستذكر الرئيس السيسى التحدى الكبير الذى واجهته الدولة المصرية خلال ١٩٦٧، والذى نجحت الدولة فى عبوره واجتيازه فى ١٩٧٣، مشددًا على أن الدولة لا تستطيع مواجهة أى تحدٍ بمفردها، قائلًا: «لكن بكم، أى الشعب المصرى، وأيضًا بفهم ووعى المصريين وتحملهم نستطيع العبور».

وأشار الرئيس إلى أزمة الكهرباء، قائلًا: «لم تكن الأزمة فى انقطاع الكهرباء ذاتها، لكن كانت هناك أزمة تتعلق بالطاقة المولدة لها، غير أنه جرى تجاوزها بفضل الله»، مضيفًا: «عندما مرت البلاد بارتفاع شديد فى درجات الحرارة خلال الشهرين الماضيين، اضطررنا إلى تخفيف الأحمال، لأن حجم الوقود المطلوب، والذى يشغل المحطات، أصبح عبئًا على الدولة بعد التكلفة الزائدة فى أسعار الوقود».

وأضاف أن «إمداد الكهرباء أو وقود السيارات للمواطنين لا يتم توفيره للمواطنين بالدولار، لكن بالجنيه، فى حين أن الدولة تشترى هذا الوقود لمحطات الكهرباء والسيارات فى كل مصر بالدولار، وبالتالى عندما يكون هناك عبء على الدولة فيما يخص فارق سعر الصرف يجب مراعاة هذا الأمر، والدولة لم تُخف عن المصريين شيئًا».

وكرر أن أى تحدٍ يواجه الدولة نتمكن من عبوره، ليس بجهد الحكومة فقط، وإنما بفهم المصريين، خاصة أن هذا التحدى يمكن التغلب عليه، لكنه سيحتاج إلى العمل والصبر.

 

الدولة تنتهج مبدأ ألا يضار أحد من مواطنيها خلال تنفيذ أى مشروعات

تحدث الرئيس عن أزمة مياه الشرب التى واجهتها مطروح قبل ٧ سنوات، قائلًا إنه جرى إنشاء محطة مياه وتمت توسعتها من أجل توفير مياه شرب إلى المحافظة كاملة.

وأضاف أن البرنامج الذى تنفذه الدولة المصرية ليس فقط مقتصرًا على البحر المتوسط ومدنه الساحلية، لكن هو على المدن الساحلية على البحرين الأحمر والمتوسط معًا، متابعًا أنه يتم إنشاء محطات تحلية لمياه البحر وتوصيلها إلى أهالى المدن الساحلية.

وأشار إلى أن حجم العمل كبير لتلبية احتياجات الـ١٠٥ ملايين نسمة، مضيفًا أن الدولة تعمل تحت أى ظرف وفى أصعب المحن، مضيفًا أن هناك تحديًا اقتصاديًا عالميًا نواجهه جميعًا، وسنستطيع تجاوزه ويصير فى الماضى، وسيصبح تاريخًا قديمًا مثل الإرهاب وأشياء أخرى كثيرة، وسيكون هذا الظرف الاقتصادى الصعب أيضًا فى التاريخ.

من جانبه، وجه جبريل حداد، من أهالى الضبعة، تحية تقدير واحترام إلى الرئيس السيسى، مشيرًا إلى أن محافظة مطروح كان لها نصيب كبير من التنمية، بصورة غير مسبوقة، وهو شىء يدعو إلى الفخر.

وأشار إلى أن مدينة الضبعة تشهد الآن انطلاقًا فى جميع الاتجاهات، من أول مطار العلمين والمحطة النووية فى الضبعة، التى أحدثت رواجًا غير عادى، وأصبحت حركة البيع والشراء فى الأسواق قوية جدًا، كما توجد نهضة عمرانية على خط الساحل.

وفى السياق نفسه، أكد الرئيس أن الدولة المصرية تنتهج مبدأ عامًا وهو ألا يضار أحد من مواطنيها خلال أى إجراء تقدم الدولة على تنفيذه، لأنهم فى النهاية أبناء الدولة، مشيرًا إلى أنه فى حال إقدام الدولة على اتخاذ إجراء فى منطقة تمس المواطن أو أسرته أو التجمع الذى يعيش فيه يجب أن يتم تقديم تعويض عن الأرض أو البيت أو الزرع، وهو مبدأ عام للدولة.

وأوضح الرئيس أن التعويض الذى يحصل عليه المواطن لن يكون مقتصرًا على التعويض المادى، لأن المشروعات التى يتم تنفيذها عند الانتهاء منها يكون لها انعكاس جيد وتأثير إيجابى على معيشة وحياة المواطنين فى المناطق المجاورة لهذه المشروعات.

وأشار إلى أن المواطن فى هذه المناطق، قد يشعر بأن تأثير هذه المشروعات بطىء، لأن هذه المشروعات التى يتم تنفيذها يستغرق إنشاؤها مدة طويلة، موضحًا أن منفذ السلوم الذى تم افتتاحه استغرق إنجازه ٤ سنوات ليليق بالدولة المصرية، ويُظهر الشكل الحضارى للدولة.

وأكد السيسى أن المنطقة الغربية لديها قدرة كبيرة جدًا على النمو من خلال المشروعات التى تنفذ بها.

افتتاح الدلتا الجديدة خلال أشهر لتوفير مليونى فدان.. وندرس زراعة 700 ألف فدان أخرى

كشف الرئيس السيسى أنه سيجرى افتتاح الدلتا الجديدة خلال أشهر، منوهًا بحجم العمل والجهد الكبيرين اللذين قامت بهما الدولة، مشيرًا إلى أنه ستكون هناك أراضٍ متوافرة بنحو مليونى فدان.

ونوه إلى وجود نحو ٧٠٠ ألف فدان أخرى، تدرس الدولة مدى توافر المياه لزراعتها، وحال تواجدها ستتم زراعتها بالفعل.

وشدد السيسى على الجهود التى تقوم بها الدولة فى سبيل توفير المياه، قائلًا: «لو لدىّ فرصة لجعلت الترعة اثنتين أو ثلاثًا، ولو أستطيع جلب المياه من شرق مصر إلى أى مكان فلا شىء يوقفنى، بفضل الله».

وحول وصول المياه إلى منطقتى سيدى عبدالرحمن والضبعة وغيرهما، قال: «طالما لدىّ الفرصة، سأقوم فورًا بتوصيل المياه»، مذكرًا بأن الدولة أنشأت ترعًا فى الدلتا الجديدة بطول ٨٠ إلى ١٠٠ كيلو، وهى مسافة ضخمة، وذلك لكى تكفى لزراعة مليون فدان أو أكثر.

وتابع الرئيس حديثه عن سيوة، موضحًا أن لديها فرصة جيدة فى الزراعة، بسبب وجود مياه جوفية جيدة بشرط تنظيم هذا العمل بشكل علمى.

وذكر بما حدث خلال الـ٣٥ عامًا الماضية فى سيوة، حيث تعامل المواطنون مع المياه دون علم، ما أدى إلى خروج المياه المالحة وتبوير الأرض التى فقدت ثمارها، وتكلفت الدولة نظير حل هذه المشكلة مبلغ ٢.٧ مليار جنيه.

وأضاف: «عندما طرح هذا الموضوع- قبل ٢٥ عامًا- قيل: هل تصرف الدولة المليارات على ٤ آلاف أسرة فى سيوة؟ وقالوا: ننقل المواطنين المتواجدين فى سيوة لتوفير هذا المبلغ، ونحن لم نقم بعمل هذا».

وتابع: «المبدأ العملى الذى يحكم الدولة مع مواطنيها هو أننا لا نستطيع أن نجور على حق أى مواطن، كما نبحث عن المصلحة مع المواطن لأن مصلحتنا كدولة، تصب عند المواطن».

واستطرد: «هناك من يقول إن الحكومة أخذت أراضينا وأعطتنا بدلًا منها أموالًا، لكن نحن لم نكن نريد تركها، لذلك أقول إننا لم نكن نعمل هذا النقل والتعويض إلا لمصلحة أكبر، مثال على ذلك ميناء جرجوب، فحتى يتم تنفيذه كانت هناك بعض تجمعات بسيطة متواجدة بالمنطقة، وكان من المهم تعويضها بشكل كامل، لكن- فى النهاية- نحن ننشئ ميناءً لا يصب على منطقة جرجوب فقط، لكن على مطروح والمنطقة الغربية كلها، وأيضًا نفس الأمر على منفذ السلوم والقطار السريع، الذى تكلف مليارات الدولارات والذى تم تشغيله ليس لخدمة فرد ولكن لخدمة المواطنين جميعًا».

وأكمل: «العمران والتنمية لن يتحققا فى يوم وليلة، وهناك من يتساءل: متى سنرى ثمار تلك التنمية؟ وأقول لهم: إن التنمية تأخذ سنوات طويلة، لكننا نتحرك للأمام، والذى يتم عمله فى مصر فى ظل تلك الظروف يعد فضلًا كبيرًا جدًا من الله- سبحانه وتعالى- أما بالنسبة لموضوع المياه فهو موضوع حساس جدًا، لأنه ليس لدينا مياه كثيرة، لكن إذا كانت هناك آبار سنقوم بالعمل عليها».

6 أشهر لمعالجة الأراضى التى تأذت بسيوة وإزالة النخل الذى دُمر

أثنى الرئيس السيسى على أهالى مطروح والسلوم «الطيبين ورجال الثقة والشرف والدين»، الذين عمل معهم وعاشرهم أثناء عمله ضابطًا بمدينة السلوم، بين عامى ١٩٨٦ و١٩٨٧، لافتًا إلى أنه عمل فى «دورية إصلاح»، وكانت مشكلة الصرف الزراعى موجودة هناك، وما زالت موجودة لأكثر من ٣٥ سنة.

وأشار إلى مشروع القطار السريع من السخنة إلى السلوم، وإلى حجم وحركة التجارة على هذا الخط، الذى سيربط بين البحرين الأحمر والمتوسط، ويمر بمدن الإسكندرية وجرجوب ومنفذ السلوم.

وواصل الرئيس السيسى كلامه بالإشارة إلى ما جرى فى مدينة سيوة من إهمال، حيث بارت الأراضى، وتم تدمير النخل والشجر، منوهًا بما قامت به الدولة خلال ٥ سنوات فى هذه المنطقة، لتنفيذ ما طلبه الأهالى.

وتوجه إلى أهالى سيوه بالقول: «اليوم، أعطيكم ٦ أشهر لمعالجة الأراضى التى تأذت وملّحت، والنخل الذى دمر، وإزالة كل هذا». 

ومن جهته، أشاد أحد الحضور بمشروع «حياة كريمة» الذى دخل كل النجوع والقرى فى مختلف أنحاء مصر، وحقق نقلة نوعية وتطورًا كبيرًا فى مختلف المجالات. فيما وجّه الشيخ عبدالرحمن جبريل، أحد شيوخ سيوة، حديثه للرئيس السيسى، بالقول: «حضرتك أنقذت مصر»، ورد الرئيس قائلًا: «ربنا- سبحانه وتعالى- هو الذى أنقذ البلاد». وفى سياق حديثه عن توفير المياه للمناطق الساحلية، أكد الرئيس السيسى أن هناك بالفعل خطة لتوفير المياه لتلك المناطق، أما المناطق الداخلية فإنها إذا كانت تضم آبارًا، فسوف تسهم الدولة وتساعد فى حفر تلك الآبار للحصول على المياه.

ولفت إلى أن برنامج الدولة يتضمن محطة المياه الموجودة بمدينة العلمين، بطاقة ١٥٠ ألف متر مكعب، وهناك برنامج لإنشاء محطات أخرى لكى توفر المياه للمدن الساحلية.

وأضاف «ليست هناك مشكلة مياه فى مطروح، لأن الدولة نفذت محطات مياه كافية للمدينة والتطورات التى تتم بها»، مشيرًا إلى أنه خلال حديثه مع محافظ مطروح أوضح أن جزءًا من عدم القدرة على تقديم الخدمات- فى بعض النجوع- يرجع إلى أن السكان ليسوا فى كتل متجاورة.

وأوضح أن الدولة يمكنها تنفيذ برنامج فى سيوة لأنها مدينة أو واحة كاملة، وكذلك فى العلمين ورأس الحكمة ومطروح والسلوم، لكن مع النجوع الصغيرة يكون هناك خياران، إما وجود آبار لتوفير المياه أو إنشاء محطة تحلية على البحر، لكن من الصعب توزيع المياه بتلك الطريقة على نطاق محافظات كبيرة، مثل مطروح والوادى الجديد.

وذكر أن الدولة لن تتمكن من حل مشكلة المياه بشكل سليم إلا فى التكتلات السكانية أو الأحياء التى تضم على سبيل المثال ١٠ آلاف نسمة، أو فى حالة إمكانية حفر آبار لأعماق كبيرة تضمن وجود مياه شرب صالحة.

انتهاء تنفيذ طريق «الضبعة مطروح» قريبًا.. وأوافق على أى مقترح لتوفير فرص عمل

طالب أحد أهالى السلوم من الرئيس بتطوير طريق السلوم/ مطروح الدولى، وصولًا إلى المنفذ، لأنه طريق دولى يربط دول المغرب العربى بالمشرق العربى، ولم يتم تطويره منذ عام ٢٠١٨.

ورد الرئيس السيسى قائلًا: «الطريق الذى نتحدث عنه، من الإسكندرية حتى قنا، يبلغ حوالى ٧٠٠ لـ٨٠٠ كيلومتر، وحتى مطروح سيكون ٨ حارات ذهابًا و٨ حارات عودة، وهذا يحتاج مبالغ كبيرة، ومن المخطط تنفيذه خلال السنوات القليلة المقبلة».

وأشار إلى أنه لم يوجد تخطيط عمرانى جيد للمبانى على طريق السلوم، وبالتالى الطريق الموجود على حافة البحر داخل المدينة يقف عقبة أمام التطوير، مشددًا على أن هذا الطريق ضرورة اقتصادية كبيرة جدًا، وليس مطلبًا لأهالى السلوم فقط، ومن المهم تنفيذه فى أقرب وقت. 

وتابع الرئيس: «مثلما نتحدث عن أن جرجوب ميناء بحرى دولى كبير، فلا بد من وجود ربط لهذا الميناء، سواء فى الشرق باتجاه الإسكندرية أو الغرب فى اتجاه السلوم». وقال: «جرى الانتهاء من طريق الضبعة خلال العام الماضى، فى زمن قياسى، وما يتم تنفيذه اليوم ويصل إلى مطروح، أكثر من ١٤٠ كيلومترًا من الضبعة إلى مطروح، ومن مطروح إلى السلوم ٢٨٠ كيلومترًا».

وبين أن الطريق الرئيسى بين الضبعة إلى مطروح سيتم الانتهاء من تنفيذه قريبًا، ويتبقى طريق الخدمة الذى يتم تنفيذه، لأنه يحتاج بعض المرافق لتكملته من الضبعة إلى مطروح، ثم من مطروح للسلوم بـ٢٨٠ كيلومترًا، مشيرًا إلى أن الطريق من السلوم لمطروح يحتاج تكلفة بأكثر من ١٥ مليار جنيه. 

وحول طلب أحد الحاضرين، نيابة عن أهل مطروح، بإنشاء شركة لأبناء المحافظة لدعم التنمية وتوظيف أبناء مطروح والخريجين، أكد الرئيس السيسى أنه ليس هناك ما يمنع تنفيذ تلك الفكرة، وأن أى جهد أهلى من المجتمع المدنى من أهالى مطروح أو السلوم، لتنفيذ عمل منظم لتوفير فرص عمل، سيتم دعمه والموافقة عليه.

وقال الرئيس إنه يتم بذل جهد كبير جدًا من أجل التنمية فى سيناء، موضحًا أن الصعوبة تكمن فى تطهير كل الأراضى التى تحتوى على الألغام والمتفجرات التى وضعها الأشرار فيها، حتى تتحقق التنمية فى تلك الأراضى.

وأكد أنه يتم العمل فى كل مكان فى سيناء، سواء فى الجنوب والشمال والوسط، مشددًا على أنه لا توجد مصلحة للدولة غير مصلحة الشعب.

من جانبه، وصف كامل مطر، رئيس مجلس القبائل والعائلات المصرية، الرئيس السيسى بأنه باعث النهضة فى مصر الحديثة، بسبب تحديه الصعاب من خلال العمل على الأرض وفى أسوأ الظروف، مشيرًا إلى أن سيناء من ٢٠١٤ حتى ٢٠٢٣ كانت تعانى من الإرهاب.

وأضاف أن الرئيس تحدى الصعب وحارب الإرهاب، وفى نفس الوقت حقق تنمية فى سيناء، حيث جرى توزيع ١٠ آلاف فدان، بما يعادل ٥ أفدنة لكل أسرة بدوية، وتخصيص ألفين و١٧ بيتًا بدويًا للقبائل وأبنائهم، فضلًا عما ينفذ فى سيناء من تنمية صناعية وسياحية.