رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بيت العرب.. محللون من مصر وفلسطين والأردن يتحدثون عن «القمة الثلاثية» فى العلمين الجديدة

القمة الثلاثية
القمة الثلاثية

شدد خبراء وسياسيون من مصر والأردن وفلسطين على أهمية قمة العلمين الجديدة، التى تجمع بين قادة الدول الثلاث، وما تمثله من دعم للقضية الفلسطينية، واستكمال لجهود توحيد الصف الفلسطينى، ودعم شرعية السلطة الفلسطينية فى مواجهة انتهاكات الاحتلال الإسرائيلى.

وأوضح الخبراء، لـ«الدستور»، أن القمة الثلاثية تأتى فى توقيت حساس يعانى فيه الفلسطينيون للتعامل مع الحكومة الإسرائيلية الأكثر تطرفًا فى التاريخ، فى ظل أوضاع عالمية بالغة الصعوبة، خاصة مع استمرار الحرب الروسية- الأوكرانية، واضطراب الأوضاع فى المنطقة بشكل عام، لافتين إلى أن قادة الدول الثلاث سيسعون للتوصل لرؤية مشتركة للتعامل مع التحديات الراهنة ومنع تدهور الأوضاع فى الأراضى المحتلة.

مصر طارق فهمى: التصدى لانتهاكات إسرائيل فى مدن الضفة الغربية «أولوية»

قال أستاذ العلاقات الدولية الدكتور طارق فهمى، إن القمة مهمة لأنها تبحث تجديد آلية التعاون المصرى الفلسطينى الأردنى، وهذه آلية قائمة على عقد اجتماعات مباشرة.

وأوضح «فهمى»: «القمة مهتمة بتنسيق المواقف لدى الأطراف المختلفة فى فلسطين، ونقل صورة لما جرى فى اجتماع الفصائل الفلسطينية الماضى فى العلمين، وتم ذلك فى سياقين، الأول مرتبط بدعم الجانب الفلسطينى، والثانى حماية المقدسات الإسلامية من قبل الأردن».

وتابع: «القمة تهتم أيضًا بالتركيز على رصد الانتهاكات التى تقوم بها إسرائيل فى مدن الضفة الغربية، بجانب دعم الأردن فى إشرافه على المقدسات الإسلامية، ومتابعة ما جرى فى قمة العلمين الماضية للفصائل الفلسطينية، لا سيما ومن المحتمل أن تكون هناك قمة ثانية بين الفصائل فى العلمين ٢، لتلطيف الأجواء ولتنسيق المواقف.

خليل عطية: تستهدف التنسيق لإنهاء معاناة الشعب الفلسطينى

أكد النائب البرلمانى الأردنى خليل عطية، أن القمة الثلاثية تأتى تجسيدًا للتشاور والتعاون الدائم والمستمر تجاه القضايا المتعددة على المستويات العربية والإقليمية والدولية، ولتوحيد الرؤى للتعامل مع التحركات السياسية، الإقليمية والدولية. وأوضح «عطية»: «القادة الثلاثة سيركزون على مستجدات القضية الفلسطينية وتنسيق المواقف لحشد الدعم الدولى لإنهاء معاناة الشعب الفلسطينى، وتأكيد حقوقه الوطنية المشروعة فى الحرية والاستقلال، وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس». وأضاف: «لا شك فى أن هناك ملفات كثيرة على أجندة اللقاء، أبرزها القضية الفلسطينية والتنسيق العربى المستمر والخلافات الداخلية الفلسطينية التى نأمل أن تُحل»، مؤكدًا أن القمة مهمة فى هذا التوقيت، وتأتى لإعادة إحياء جهود المصالحة الفلسطينية الفلسطينية.

منذر الحوارات: تعقد فى توقيت شديد الخطورة وسط وضع إقليمى متأزم

أشار المحلل السياسى الأردنى الدكتور منذر الحوارات، إلى أن التوقيت الذى تعقد فيه القمة شديد الخطورة لأسباب متعددة؛ أولًا: إمعان الحكومة الإسرائيلية المتطرفة فى سلوكها الشائن تجاه الفلسطينيين، وانتهاكها كل القوانين الدولية والأعراف، ثانيًا: هناك حراك إقليمى يتحدث عن استعادة المسار الإبراهيمى والتقدم للأمام، ثالثًا: هناك محاولات فلسطينية لرأب الصدع بشكل بدا واضحًا من خلال اجتماعات تركيا والقاهرة مؤخرًا. وقال إن الموقف متأزم الآن فى الإقليم، وإسرائيل تحاول استدراج المنطقة لحرب مستدامة، وهو أمر خطير يؤدى لنتائج كارثية، لهذا تتم مناقشة الوصاية الهاشمية على الأقصى وتعزيز دور الأردن فى فلسطين، وحماية الأماكن المقدسة مهمة، بجانب تعزيز السلطة الفلسطينية واستمرار ثباتها فى وجه قوات الاحتلال، وتنسيق وجهات النظر الفلسطينية المتباعدة جدًا؛ فلا يوجد حتى الآن مشروع موحد فلسطينى.

الأردن محمد أبورمان: خطوة مهمة لمساندة الرئيس أبومازن والسلطة الوطنية

ذكر المحلل السياسى الأردنى محمد أبورمان، أن القمة المصرية الأردنية الفلسطينية تأتى لمتابعة العديد من التطورات المهمة والخطيرة التى تحدث على الساحة الفلسطينية، وتدعم السلطة الفلسطينية فى مواجهة التحديات والتحولات التى تحدث فى إسرائيل، خاصة بعد ما حدث مؤخرًا فى مواجهات جنين.

وأضاف «أبورمان»، لـ«الدستور»: «هناك شعور بالقلق على مستقبل السلطة الوطنية الفلسطينية، وبالتالى ستعمل نتائج القمة الثلاثية على مساعدة الرئيس محمود عباس لإعادة بناء الشرعية السياسية للسلطة الفلسطينية بشكل رئيس، مع المساعدة فى تحديد المطلوب كى تستطيع التعامل مع الحالة الفلسطينية الداخلية والحالة الإسرائيلية، وفى الوقت نفسه المتطلبات الدولية».

وتابع: «أعتقد أنه لا يوجد أمل الآن فى استعادة عملية السلام والتسوية السياسية، ومن الواضح تمامًا أن هنالك قناعة لدى الأطراف بأن الولايات المتحدة الأمريكية لن تقدم خطة للسلام الفلسطينى الإسرائيلى، وأن حل الدولتين فى الموت السريرى، وبالتالى فالخيار المهم الآن هو كيفية منع تدهور الأوضاع فى الأراضى الفلسطينية المحتلة، والعمل على مراجعة السيناريوهات والخيارات للمراحل المقبلة».

فلسطين

عادل الزعنون: تدعم الجهود ضد الممارسات الإسرائيلية وتعزز خطوات المصالحة بين الفصائل الفلسطينية

رأى المحلل السياسى الفلسطينى عادل الزعنون، أن قمة العلمين بين قادة مصر والأردن وفلسطين تعد من القمم المهمة التى تجمع زعماء الدول الثلاث، مشيرًا إلى أنها تأتى استكمالًا لعدة قمم مماثلة، كما أنها تأتى فى توقيت حساس تمر فيه القضية الفلسطينية بمنعطف خطير فى ظل ممارسات الحكومة الإسرائيلية الأكثر تطرفًا فى تاريخ إسرائيل، وفى تاريخ المنطقة والعالم بشكل عام، بالإضافة إلى تزامنها مع استمرار العديد من الأزمات، خاصة الحرب الروسية- الأوكرانية وتداعياتها على المنطقة.

وأوضح «الزعنون» أن مصر والأردن لهما أهمية خاصة فى دعم واحتضان القضية الفلسطينية، لافتًا إلى أن القمة الثلاثية تعتبر تجسيدًا لسلسلة المشاورات والتعاون المشترك والدائم والمستمر تجاه القضية الفلسطينية والقضايا العربية المتعددة والإقليمية والدولية.

وأضاف: «تسعى القمة، على ما يبدو، لرؤية مشتركة بين القادة الثلاثة، للتعامل مع الجهود والتحركات السياسية على المستويين الإقليمى والدولى».

وأكد المحلل السياسى الفلسطينى أن القمة ستكون داعمة بشكل رئيس لأى جهد فلسطينى يسعى لوحدة الصف وإنهاء الانقسام المشئوم، ودعم الجهود الدولية والعربية لوقف الممارسات الإسرائيلية والاستيطان والإجراءات أحادية الجانب التى تعوق التوصل لاتفاق سلام عادل وشامل، بجانب دفع الجهود الرامية لحل عادل للقضية عن طريق إقامة الدولة الفلسطينية.

ولفت إلى أن اجتماعات الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية فى العلمين، الشهر الماضى، كانت مهمة، ومثلت دعمًا لجهود الرئيس محمود عباس فى سبيل وحدة الفلسطينيين.