رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

قرن من الدماء

سامح عيد: حسن البنا كان ينتظر وصول الإخوان لـ300 كتيبة ليبدأ غزو «العالم الجاهل» الذى منحه الله الوصاية عليه

سامح عيد مع الدكتور
سامح عيد مع الدكتور محمد الباز

رفض سامح عيد، الكاتب والباحث فى شئون الجماعات الإسلامية، القبول بفكرة أن حسن البنا، مؤسس الإخوان، لم يكن يميل للعنف، وأن العنف جاء لاحقًا كردة فعل، مؤكدًا أن المؤسس هو من زرع العنف والتكفير فى البذرة الأولى لجماعته، إذا كان يقول إن الإخوان هم الإسلام فى عالم جاهلى، وإنهم أولياء الله الحقيقيون، وإنهم أصحاب راية النبوة والقرآن، وإن من خرج عنهم خرج على الإسلام، وإنه لا يحول بينهم وبين دعوتهم إنسان إلا واجهوه بالسيف والسنان. وأضاف، خلال حواره لبرنامج «الشاهد» مع الإعلامى الدكتور محمد الباز، عبر قناة «إكسترا نيوز»، أن مقتل «البنا» لم يكن بسبب تدبيره اغتيال رئيس الوزراء، محمود فهمى النقراشى، عام ١٩٤٨، ولكن بسبب تدبيره اغتيال الإمام يحيى، ملك اليمن، وتجهيزه لانقلاب يمهد لوصوله لحكم اليمن، فى محاكاة لقصة للسيرة النبوية بأن الرسول الكريم حين صده أهله فى قريش نشر دعوته فى يثرب، ثم نزل على أهلها حاكمًا لهم ومؤسسًا لدولة الإسلام.

■ كم سنة قضيتها فى جماعة الإخوان؟

- التحقت بالجماعة بعمر ٨ سنوات، وتركتها بعمر الثلاثين، أى قضيت نحو ٢٢ سنة داخلها، وفى الزمن الذى جرى تجنيدى فيه، فى مدينة دمنهور بالبحيرة، كان السلفيون والإخوان يسيطرون على المساجد ويستقطبون الأطفال.

فى ذلك العصر إذا توجه أى طفل إلى المسجد فإنه لن يفلت من براثن الإخوان أو السلفيين، مع الأخذ فى الاعتبار أن فرص انضمامه للإخوان أكبر لأنهم راكموا خبرات كبيرة فى التجنيد اكتسبوها من الأجيال الأقدم، وتعتمد استراتيجيتهم على إذابة الجليد والتأكيد على فكرة التآخى وأنه لا فرق بين كبير وصغير.

كما يستخدم الإخوان اللعب مثل تنس الطاولة والشطرنج وكرة القدم لجذب الأعضاء الجدد، وهى استراتيجية فعالة، تخيل أن تكون تلميذًا فى المرحلة الابتدائية أو طالبًا فى الثانوية وتجد نفسك تلعب جنبًا إلى جنب مع مهندس أو طبيب أو تشاركهما مجالسهما وسهراتهما، هذه لفتة ذكية وفعالة فى جذب الأعضاء الجدد.

والإخوان يتدرجون فى تجنيد الأعضاء الجدد ويبدأون بدراسة السيرة وتحفيظ القرآن، وبعد أن ينتقوا العناصر التى يرونها صالحة يبدأون عزلها عن أسرها وضمها للشُعب العامة أو التنظيم الخاص.

تنظيم حسن البنا ينقسم إلى نصفين: الأول الشُعب، وهى المجال العام والجمعية الشرعية، والثانى سرى وهو التنظيم الخاص، وحين أعاد الإخوان بناء التنظيم فى سبعينيات القرن الماضى فى صفقة معروفة للجميع مع الرئيس الراحل محمد أنور السادات، تجاهل المؤسسون النظام الذى وضعه حسن البنا، الذى يقضى بوجود جزء عام وجزء خاص، وحوّلوا الجماعة بالكامل إلى تنظيم خاص تسيطر عليه أجواء السرية والغموض.

ووفق الآلية القديمة تبدأ الجماعة بعد انتقاء العناصر المرشحة فى تقسيمها إلى أسر وبيوت، وبعد ذلك تبدأ فى إصدار الأوامر، وإلحاق العناصر الجديدة بمعسكرات للتدريب على استخدام السلاح وفنون القتال.

والرتب داخل التنظيم عددها ٧ درجات، تبدأ بالمحب، ثم المؤيد، والمنتظم، والمنتسب واحد، والمنتسب ٢، والعامل، وأخيرًا النقيب، وحين كُشفت هذه الرتب السبع فى ٢٠١٢ حدث انزعاج كبير داخل الأوساط الإخوانية لأن جزءًا كبيرًا منهم كانوا يعتقدون أنهم وصلوا إلى أعلى الرتب بالحصول على درجة عامل، ثم حاول القيادات تدارك هذا الأمر وغيروا رتبة النقيب إلى عامل نشط.

وحين يصل الإخوانى إلى درجة النقيب فإنه ينضم إلى التنظيم الخاص داخل التنظيم الخاص، الذى كان يديره محمود عزت، وهؤلاء يكتبون تقارير فى الإخوان أنفسهم، ويحددون الأسماء التى يحق لها الترشح فى انتخابات مجلس الشعب لتحظى بتأييد الجماعة.

على سبيل المثال لا الحصر وجدى غنيم كان مُحبًا ولم يصل لدرجة أعلى، لكن الإخوان استغلوه بسبب شعبيته وتأثيره فى الجماهير.

وهناك أمر كان يتم داخل التنظيم الخاص يسمى عملية التوثيق والتضعيف، وهى عملية تسفر عن تصعيد أو خفض رتبة العضو بناءً على التقارير السرية التى يكتبونها عن زملائهم.

والتنظيم الخاص للإخوان به ممارسات تشبه العبودية، لأنه يلزمك بأن تؤمن بالصواب المطلق لقرارات وأوامر القيادة وأن تعتبر نفسك مخطئًا دائمًا.

■ ما ردك على من يروّجون لفكرة أن حسن البنا لم يتبنَ العنف؟

- هذه الفكرة تبناها عدد كبير ممن انشقوا عن الإخوان، لكننى فى ٢٠١٣ قدمت برنامجًا على قناة «التحرير» اسمه «رسائل التكفير» فنّدت فيه هذه الادعاءات وأثبت بالدليل القاطع أن التكفير والعنف موجودان فى أفكار المؤسس حسن البنا، الذى كان يقول إن جماعته- أى الإخوان- هم إسلام القرن الرابع عشر، وإنهم الصحابة، وأولياء الله، وراية النبوة والقرآن، ومن خرج عنهم يكون خارجًا على الإسلام، ووعد جماعته بأنه سيغزو العالم بهم بمجرد أن يصل عددهم لـ٣٠٠ كتيبة.

هناك من يعتقد أن «البنا» قُتل ردًا على اغتيال النقراشى باشا، لكن فى اعتقادى أنه قُتل بسبب تدبيره لانقلاب فى اليمن بدأ باغتيال الإمام يحيى فى عام ١٩٤٨.

والقصة بدأت فى فبراير ١٩٤٨ قبل عام من اغتيال «البنا»، إذ سعى لاستقطاب اليمنيين القادمين للدراسة فى الأزهر، لنشر دعوته خارج مصر، فى محاكاة لسيرة النبى محمد الذى صدّه أهله فى قريش فنشر دعوته فى يثرب.

وبدأ «البنا» الإعداد للثورة فى اليمن، ووصلت بعض المعلومات إلى الإمام يحيى، لكن الإخوان قتلوه ومعه اثنان من الحرس أثناء تجوله بسيارته، والسعودية انزعجت جدًا من هذا الأمر، والملك عبدالعزيز آل سعود دعم الإمام أحمد ابن الإمام يحيى، واستباحوا صنعاء لمدة ٤ أيام لمطاردة المتمردين واستعادة السيطرة.

وفى رأيى أن «البنا» إحدى دعائم إنشاء دولة إسرائيل، لأن الإمام يحيى كان يحمى اليهود لأنهم كانوا صناعًا مهرة ينشطون الاقتصاد والتجارة، وعندما استباح الإمام أحمد صنعاء رفع الحماية من على اليهود فهاجروا إلى فلسطين.

العنف والقتل فكرة أساسية من الأفكار التى تشكل جماعة الإخوان، والعنف ليس ردة فعل وإنما هو فى التركيب الجينى للإخوان.

■ ما سبب انشقاقك عن الجماعة بعد ارتباط استمر ٢٢ عامًا؟

- الزواج كان بأمر الجماعة، والقرارات التى تخص العمل حتى لو كانت «فتح محل» لا تتم دون استئذان الجماعة، واعترضت على هذا وقلت إنه ليس من الإسلام فى شىء.

الجماعة كانت تلزم أعضاءها بالاستئذان فى الزواج والعمل والسفر، والبيعة كانت على السمع والطاعة، وأنا أخبرتهم بأن الدين فيه مساحة للحركة والفكر، ولكن كل هذا كان بعيدًا عن سياسة الجماعة ويتعارض مع نشأتى وميولى الفكرية.

والنقطة الثانية عندما كنا فى اليمن ألحقونى بمعسكر تدريب، وتلقينا تدريبات قاسية تشبه تدريبات قوات الصاعقة، فقلت لهم إننا لسنا فى حرب وإن هدفنا الدعوة إلى طريق الله بالحُسنى.

ورأيت مسئولين بالجماعة تجرى ترقيتهم دون أسباب منطقية باستثناء السمع والطاعة.

وأول كتاب كتبته عن الجماعة بعد انشقاقى كان فى عام ٢٠٠٠ ويحمل اسم «الإخوان.. الحاضر والمستقبل»، وانتقدت فيه نظام السمع والطاعة والبيعة والعمل السرى.

■ ما رد فعل الإخوان على كتابك الذى فضحت فيه كذبهم وخداعهم؟

- لم أجد من يسوّقه لى وكأنهم كانوا يسيطرون على سوق الكتب أيضًا، ومنعوا أصدقائى من أعضاء الجماعة من مقابلتى، وأطلقوا على شقتى «شقة ضرار»، فى إشارة لمسجد الضرار الذى بناه المنافقون زمن النبى.

وزوجتى كانت فى التنظيم، وأخبرتها بأننى سأترك الجماعة وأنها حرة فى الاستمرار من عدمه، وبعد ذلك أخبرتنى بأنهم أبلغوها بتأجيل اجتماع أو جلسة دورية للأسرة التى تنتمى لها، لكننى كنت أعرف أنهم بدأوا عزلها بسببى، فأخبرتها بأن الجلسة سيجرى عقدها فى موعدها وأنهم يكذبون عليها، وبالفعل توجهت للمكان المعتاد لعقد الاجتماع ووجدت الجلسة مقامة بالفعل، فشعرت بالصدمة لأنها اكتشفت كذبهم.

■ ما شكل الحصار والعنف الذى تمارسه الجماعة ضد المنشقين عنها؟

- أعرف نقباء خرجوا من الجماعة وهم الأعلى درجات، وكانوا يرفضون الكلام أو انتقاد الجماعة. قناعتى أن بيعتهم كانت على الموت، أى لو تحدثوا تتم تصفيتهم، وذلك على خلاف بيعتنا التى كانت على السمع والطاعة.

الجماعة كانت تفرض على أى عضو أنه لو سافر لمسافة ١٥ كيلومترًا فلا بد أن يبلغ المسئول عنه بهذا الأمر إلا إذا كان هذا عمله اليومى، وكانت تعمل على عزل أعضائها عن المجتمع الطبيعى.

كان لى صديق يتردد علىّ فى دمنهور، ولم يكن يعرف بانضمامى للجماعة، ولو تصادف وجوده مع وقت جلسة أو لقاء سرى كنت أعتذر له بأن لدىّ عمل أؤديه، ولكن أحيانًا كان يتصادف أن يشاهدنى فى القرية بعد أن أكون اعتذرت له بحجة انشغالى، ومع الوقت بدأت أخسر عددًا كبيرًا من أصدقائى بسبب التزامى تجاه الجماعة.

شعرت خلال تواجدى بالجماعة أننى مقيد بسبب النشاطات التى أقوم بها من يوم رياضى، ولقاء بالمسجد، ولقاء أسرة، ولقاء لمساندة الأعضاء الجدد، فشعرت بأننى لا أستطيع الحركة.

أحد الأعضاء خرج من الجماعة وكان صديقًا لى، وكانت لديه مشكلة مع خطيبته، فقابلته وتحدثت معه، فرآنا عضو آخر بالجماعة وأبلغ عنى فحققوا معى فى هذا الأمر.

خلال وجودى باليمن وذات مرة كنت فى جلسة مع بعض الأعضاء وكنا نتحدث عن مؤلفات حسن البنا، فقلت إنه أخطأ فى بعض الأمور، فنقل أحد الحضور ما سمعه لقيادة أعلى، فعقدوا جلسة للتحقيق معى عنوانها أنه ليس من الأدب أن تقول إن حسن البنا أخطأ.

وفى جلسة أخرى كنا نتناقش فى قصة الخضر وموسى وكيف أن النبى موسى اعترض على سلوك الخضر رغم أن الأخير لديه علم لدنى مصدره الوحى، وأن الشعراوى وصف اعتراض موسى بأنه تمرد إيجابى، فقالوا لى إن موسى أخطأ، فأصبت بالدهشة من قبولهم فكرة أن الأنبياء يخطئون بينما يرفضون قبول فكرة أن البنا أخطأ.

الإخوان كانت لهم بيعة خاصة، ولقاء بيعة العامل كانوا يستخدمون فيه الآية «إِنَّ الذينَ يُبايِعُونَكَ إِنَّما يُبايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْديهِمْ فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّما يَنْكُثُ عَلَى نَفْسِهِ».

وانتقدت ذلك الأمر وقلت لهم إنها بيعة حرب فلماذا تتحدثون بها ونحن لسنا جماعة عسكرية، وأخبرتهم بأن ما يقومون به يشبه سلوك الناس فى الجاهلية، فقالوا إنها بيعة مهمة، وشعرت وقتها بأننى لا أستطيع أن أكمل معهم.

■ كنت من الناقدين الجماعة قبل وصولها للحكم ٢٠١٢ وتلقيت تهديدًا بسبب ذلك، ما السبب؟

- انتقدت الإخوان بعد خروجى منها مع الإعلامى إبراهيم عيسى، وكان لى أقارب من بلدتى ضمن التنظيم نصحونى بألا أنتقد الجماعة وأنه من الممكن ترتيب عودتى للجماعة مرة أخرى، لكننى أخبرتهم بأن الرصاصة انطلقت من المسدس، بمعنى أنه قُضى الأمر.

وبعد ٣٠ يونيو ٢٠١٣ وصلتنى رسالة تهديد من أحد أقاربى بعد انتقادى مرسى، وتوعدنى بسجنى بتهمة إهانة الرئيس، لأننى قلت إنه من الممكن أن يكون طباخ القصر هو الأمير وأن يعطى أمرًا للرئيس بأن ينام فى الحديقة وألا ينام على سريره من باب كسر النفس وحمايتها من الغرور، أو «التعزير»، وقلت لهم إن التعزير عقوبة يقرها الوالى بغرض التأديب على معصية أو جناية لا حد فيها ولا كفارة.

والإخوان كان لديهم مصطلح «الثائبين»، أى الذين لا يسيرون ضمن القافلة، وكانوا يرون أن أصغر عضو فى الجماعة أفضل من الشيخ الشعراوى أو كشك.

■ درست رسائل البنا جيدًا، فما أبرز الأفكار الفجّة التى رصدتها وأصابتك بالصدمة؟

- جاء فى إحدى رسائل حسن البنا هذا النص: «وإن قيل لكم أنتم دعاة ثورة، فقولوا نحن دعاة حق وسلام، نعتقده ونعتز به، فإن ثرتم علينا ووقفتم فى طريق دعوتنا، فقد أذن الله أن ندفع عن أنفسنا وكنتم الثائرين الظالمين». 

وتابع: «الجزء النظرى نوضح للناس فكرتنا، والجزء العملى نحملهم على إنفاذها، ونأخذهم بالعمل بها لأنها فكرة الإسلام، سنجاهد نشر هذه الدعوة بالحجة والبرهان، فإن أبوا إلا العنف والجور والتمرد فبالسيف والسنان.. الثورة أضمن طريق لإحقاق الحق، الإسلام نظام ودعوة، جيش وفكر، وسيرتنا الترشح للتمثيل فى الهيئات النيابية، أما ما سوى ذلك من الوسائل فلن نلجأ إليه إلا مكرهين ولن نستخدمه إلا مضطرين، والقعود عن المطالبة بالحكم جريمة إسلامية لا يكفرها إلا النهوض واستخلاص قوة التنفيذ من أيدى الذين لا يدينون بأحكام الإسلام الحنيف». 

إن هذا هو المنطق الذى كان يتم العمل به فى ٣٠ يونيو، وبالتالى عندما ثار الشعب المصرى على الإخوان، اعتبروا أن الشعب هم الثائرون الظالمون.

■ ما شهادتك عن اعتصام رابعة؟ 

- إن اعتصام رابعة كانت به حالة من حالات التنويم المغناطيسى، الإخوان غرروا بالناس، وجاءوا بالمحبين والسلفيين والتيارات الإسلامية وتركوهم وخلعوا من الاعتصام، معقبًا: «ياسر برهامى قال: معظم الناس اللى ماتت فى رابعة من عندنا». 

كان يوجد ممر آمن للخروج من اعتصام رابعة، كما أن الرصاص فى البداية كان من داخل الاعتصام.

الإخوانى أحمد المغير قال إنه جاءت إليهم أوامر قبل فض رابعة من الإرشاد بسحب السلاح، فبحسب تصريحات المغير كان يوجد مخزن لأسلحة الإخوان فى طيبة مول، ووصلت أوامر بسحب السلاح قبل فض الاعتصام بساعات. 

وبحسب معلوماتى فإن إخوان الشرقية كان معهم سلاح، وإخوان الصعيد أحضروا بعض السلاح، حيث كان يوجد ١٣ قطعة سلاح فى رابعة أعلن عنها وزير الداخلية بعد ذلك، وبسبب هذه الأسلحة حدث ضرب النار، وفى ظل تبادل إطلاق النار تخرج الأمور عن السيطرة.

وبعد أن بدأوا المتاجرة بفكرة ضحايا الفض، دون إعلان الأسماء، نصحت مَن خرجوا من الممر الآمن من رابعة بالتوجه إلى لجنة تقصى الحقائق للإدلاء بشهادتهم، فرفضوا وتحججوا بالخوف من الاعتقال، فقلت لهم بإمكانكم نشر أسماء الضحايا على المواقع الخاصة التى تملكونها، فرفضوا لأنها ستكون فضيحة لهم، لأن الناس كانت تعلم أنه يوجد ألف إخوانى مثلًا من البحيرة موجودون فى اعتصام رابعة ولم يمت منهم فرد واحد، ومن ماتوا كلهم سلفيون ومحبون وناس عاديون.

الإخوان تخلوا عن الناس فى رابعة وهربوا، والدليل على ذلك أنهم رفضوا نشر أسماء الضحايا.

الإخوان لعبوا بالجميع فى اعتصام رابعة، كما أنهم اعتنقوا فكرة المظلومية والكربلائية والتباكى على القهر. 

عنف الإخوان ظهر بشدة خلال اللجان النوعية بعد فض اعتصام رابعة، حيث شكّل الإخوان، بقيادة محمد كمال، المكتب الإدارى، وأخذ تصريحًا بالعنف، كما وصله الضوء الأخضر من بعض الجهات الأجنبية بممارسة العنف والقتل. 

الدولة المصرية بعد مرور عام على انتهاء عهد الإخوان أصبحت دولة قوية وفى غاية التماسك، كما أن الأجهزة الشرطية والجيش كانت صامدة وقوية، وكان الشعب المصرى فى ظهر المؤسسة العسكرية والشرطية بشكل كبير جدًا، وبالتالى استطاعوا أن يقضوا على هذه اللجان النوعية مثل «حسم» و«عفاريت الأسفلت» و«كتائب حلوان». 

هل كان معتصمو رابعة على علم بموعد الفض؟ 

- كل الموجودين فى اعتصام رابعة كانوا يعلمون بموعد الفض قبلها بأربع ساعات، ولم يكن الفض سرًا أو مفاجأة، وكل الناس كانت تعلم بأن الفض سيكون الفجر.

ما حدث، أن الميكروفون فى رابعة كان يطالب الناس بأن تثبت وتقاوم، فى حين أن كل الإخوان جاءت إليهم أوامر بالانسحاب للذهاب إلى محاصرة مبانى المحافظات، وفض الاعتصام بدأ فجرًا واستمر حتى الساعة السادسة صباحًا، فى الوقت الذى كانت فيه المحافظات وأقسام الشرطة والكنائس محاصرة وتتعرض لإطلاق نار عشوائى.

والإخوان لا يقدّرون المرأة ولا يعتبرونها ذات قيمة، فالمرأة ليست لها رتبة عامل فى الإخوان وإنما تتدرج فى رتبتين فقط: المحبة والمنتسبة، وبناءً على ذلك ليس للمرأة حق التصويت ولا الترشح داخل أروقة التنظيم، حتى قسم الأخوات يكون مسئولًا عنه رجل عن طريق زوجته أو أخته.