في ذكرى ميلاده الـ132.. تعرف على أبرز مؤلفات الدكتور زكي مبارك
تحل غدًا السبت 5 أغسطس، الذكرى الـ131 على ميلاد الدكتور زكى مبارك، والذي ولد في 1892 بقرية سنتريس بمحافظة المنوفية.
الدكتور زكي مبارك، أحد أبرز أيقونات الثقافة المصرية والعربية في العصر الحديث، قدم إنتاجًا فكريًا وثقافيًا بلغ 45 كتاباً، منهم كتابين باللغة الفرنسية عندما كان في فرنسا.
“الدستور” يستعرض في السطور التالية أبرز مؤلفاته.
التصوف الإسلامي
قضى زكى مبارك في انجاز كتابه "التصوف الإسلامي " مايقرب من التسع سنوات، وقد تحصل عن هذا الكتاب إجازة الدكتوراة لثالث مرة.
وقال “مبارك”: “أنفقت في تأليفه من الجهد والعافية ما أنفقت في أعوام عجاف، لو ابتلي بمثلها اصبر الصابرين واشجع الشجعان، لألقي السيف وطوي اللواء، فقد كنت في حرب مع الناس ومع الزمان، وياويح من ابتلته المقادير بإفك الناس وغدر الزمان”.
وينقسم هذا الكتاب إلي قسمين: التصوف في الأدب، والتصوف في الأخلاق، وقد كان هذا الموضوع - فيما يظهر - غامضاً أشد الغموض، فقد طلب مجلس الأساتذة بكلية الآداب أن تقدم له مذكرة نشرح بها الغرض من هذا الكتاب ليقبل أو يرفض جعله موضوع رسالة لامتحان الدكتوراه، وقد أحببنا يومئذ بأننا نريد ان نبين، كيف استطاع التصوف أن يخلق فناً في الأدب، ومذهباً في الأخلاق، وهو موضوع يستحق الدرس بلا جدال.
الأخلاق عند الغزالي
كتاب "الأخلاق عند العزالي " هو نص ما تقدم به الدكتور زكى مبارك إلى الجامعة المصرية ونال عنه شهادة العالمية بدرجة جيد جدا ولقب " دكتور فى الآداب" العام 1924.ويتكون من أربعة عشر بابا.
وكتب زكي مبارك كتاب «الأخلاق عند الغزالي» وهو لا يزال شابًا بقلمٍ تغمرهُ روحُ الحماسةِ والانطلاق، وسليقةٍ تحوزها ملكة مفعمة بالنقد، فكان قلمهُ قاسيًا على من تناوله بالنقد، وقوله صادمًا لكل مُغرضٍ من الصدق ومُرجفٍ من الصواب، وقد نأى المؤلف بنفسه عما كان سائدًا في عصره من اجترارٍ لمناهجِ القدماءِ في مداهنةِ السلفِ وتقديسِ الشخصياتِ التاريخية، وآثر أن يُخضع موضوعه للدراسة التي يرمي من خلالها إلى إبراز الحق وإقامة العدل.
وتناول الأخلاق عند الإمام الغزالي كمبحث فلسفي تناولًا نقديًّا رصينًا، حيث درس الإمام في عصره، وحياته، وتعرَّض إلى مصادره الفكرية، ومؤلفاته وعلاقتها بمبحث الأخلاق، ولم يكتف بذلك فقط، بل امتد اهتمامه إلى دراسة التأثير الفكري للأخلاق عند الغزالي فيمن لحقوه، كما وازن بينه وبين فلاسفة الغرب أمثال: ديكارت، وهوبز، وسبينوزا
النثر الفني في القرن الرابع
وصف الكتاب بانه بمثابة فتحا جديداً فى الادب العربي وان الدكتور قد خدم اللغة العربية ، والكتاب مقسم الى ستة أبواب تناول الباب الاول منها « تطور النثر الفنى فى النبوة الى القرن الرابع ) والباب الثانى يعالج خصائص النثر الفنى فى القرن الرابع و به فصول رائعة عن السجع والازدواج وتصوير الحياة العقلية والنسيب والوصف وما الى ذلك .
وتكلم في الباب الثالث عن كتاب الأخبار والأقاصيص ولعل أبدع فصوله هذا الفصل المبتكر الذى كتبه في نشأة المقامات . وأما الباب الرابع فقد تناول فيه كتاب النقد الادبي كأبي الحسن الجرجاني وابن فارس و ابن شهيد والباقلاني والآمدى والا والعسكرى عصر
وأضرابهم واختص الباب الخامس بكتاب الآراء والمذاهب كأبي حيان التوحيدي وأبي علي بن مسكويه والخطيب وابن حزم والثعالي وتكلم في الباب السادس عن كتاب الرسائل كابن العميد وابن برد والببغاء والصاحب ابن عباد والخوازي والصابي وغيرهم .
ليلي المريضة في العراق
يعد "كتاب ليلى المريضة بالعراق "واحد من ابرز كتب الدكاترة زكي مبارك ، والذي نشر بداية عبر عجة مقالات في مجلة الرسالة، وقد صدرت هذه المقالات فى كتاب من ثلاثة أجزاء ، والكتاب بنفس عنوان
قدم زكى مبارك الكتاب بتقرير طبي رفعه إلى حضرة صاحب المعالي الدكتور محمد حسين هيكل باشا ، وكان يومها وزيرا للمعارف .. أى وزيراً للتربية والتعليم . وزكي مبارك عندما يقدم كتبه أو يكتب تقريراً طبيا كالذي سنقرؤه في بداية هذا الكتاب ، فإنه يقول لك كل ما تريد أن تعرفه عن ظروف الكتاب وملابساته
وفي تقديمه لكتاب "ليلي المريضة في العراق"، يقول علي حسين: "كان على زكي مبارك، صاحب اللقب الشهير "الدكاترة الثلاثة" أن يعيش أكثر من حياة ليتحقق له الكتابة والبحث كما أراد، لكن التعب والظلم الذي كان يشكو منه عجل بنهايته ليرحل عن عالمنا وهو لم يبلغ الستين من عمره، قدم خلالها ما يقارب الـ 50 كتابا وأكثر من ألف مقالة، مقابل راتب قال عنه :"إن راتبي في وزارة المعارف ضئيل، وأنا أكمله بالمكافأة التي آخذها من البلاغ أجرا علي مقالات لا يكتب مثلها كاتب ولو غمس يديه في الحبر الأسود. إن بني آدم خائنون تؤلف خمسة وأربعين كتاباً منها اثنان بالفرنسية وتنشر ألف مقالة في البلاغ وتصير دكاترة ومع هذا تبقي مفتشاً بوزارة المعارف " .
المصري المتيم بالعراق مشى بسلطة العاشق بشعر أسود كثيف، وقامة متوسطة، مع نظر ضعيف، لكن لمعة المشاغبة في عينيه تبدو واضحة منذ أن نشر في السابعة والعشرين من عمره كتابه "حب ابن أبي ربيعة وشعره" الذي قال فيه طه حسين :"فرغت من قراءة رسالة صغيرة، ولكنها قيمة ممتعة، للدكتور زكي مبارك خريج الجامعة المصرية، تناول فيها شعر عمر بن أبي ربيعة، فدرسه من بعض نواحيه درسا حسنا يسرُني أن أهنئه به، ويسرني أيضاً أن أنتهز هذه الفرصة لتسجيل ما للجامعة المصرية من فضلٍ على عقول الشباب " .