رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أوروبا تواجه أزمة الانقطاع المتكرر للكهرباء.. وأمريكا تحذر مواطنيها من الضغط على الشبكات

شبح انقطاع الكهرباء
شبح انقطاع الكهرباء يسيطر على مختلف دول العالم

يعانى الملايين فى مختلف دول العالم من موجات الحر القاسية التى صنفها العلماء على أنها الأسوأ منذ بدأ تسجيل بيانات الحرارة، وتسبب الطقس السيئ فى زيادة الطلب على الكهرباء، وبالتالى زيادة الضغط على الشبكات، الأمر الذى دفع الحكومات لتحذير مواطنيها من الاستخدام المكثف لمبردات الهواء، ومطالبتهم بتخفيف الأحمال لتجنب الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائى.

وأفادت شبكة «يورو نيوز» الأوروبية، بأن موجة الحر القاسية التى تضرب أوروبا دفعت بعض المتاجر لإغلاق أبوابها لعدة أيام، حيث تتعرض لانقطاعات منتظمة للتيار الكهربائى بسبب الاستخدام المكثف لمبردات الهواء، وتسبب ارتفاع درجة الحرارة التى تجاوزت الـ٤٠ درجة مئوية، فى ارتفاع الطلب على الكهرباء الذى وصل لأعلى مستوى له على الإطلاق فى إيطاليا، وتجاوزت ذروة الأحمال الكهربائية ٥٩ جيجاوات فى ١٩ يوليو، واقترب ذلك من الرقم القياسى المسجل فى يوليو ٢٠١٥.

وأكدت «يورو نيوز» أن الاستخدام المكثف للكهرباء أدى إلى توقف شبكات الكهرباء عن العمل فى إيطاليا، خصوصًا فى وسط العاصمة روما، حيث ارتفع الطلب فى الأسبوع الثانى من شهر يوليو الماضى بنسبة ٣٠ فى المائة، مرتبطًا بموجة حر استمرت أسابيع، وفقًا لشركة الكهرباء فى العاصمة ARETI.

وأوضحت: «فى إيطاليا كان يعتمد السكان المحليون على نسيم البحر الأبيض المتوسط، لكن يبدو أن المناخ فى أوروبا يتغير، ورغم أن استخدام مكيفات الهواء فى كل أنحاء العالم أصبح ضرورة لمواجهة الحر، ولكن فى أجزاء كثيرة من أوروبا لم يُعد أمرًا مباحًا، بسبب امتصاصها كميات هائلة من الطاقة، ما يؤثر بالسلب على شبكات الكهرباء.

وأشارت إلى ارتفاع الطلب على التيار الكهربائى بنسبة ١٩٪ فى أوروبا بسبب مبردات الهواء، وفقًا لوكالة الطاقة الدولية، مقابل ٩٠٪ فى الولايات المتحدة الأمريكية.

وحسب هيئة الإذاعة البريطانية «بى بى سى»، فإن مزودى الطاقة الأمريكيين حذروا المواطنين من الضغط على شبكات الكهرباء، مطالبين إياهم بالتقليل من استخدام أجهزة تكييف الهواء فى نهاية هذا الأسبوع، حيث تؤدى الحرارة الشديدة وزيادة الطلب إلى انقطاع التيار الكهربائى.

وتابعت: «يوجد ما يقرب من ٢٠٠ مليون أمريكى تحت تنبيهات (ظروف حارة بشكل خطير) مع توقع ارتفاع درجات الحرارة إلى ما بعد ١٠٠ فهرنهايت (٣٨ درجة مئوية) فى العديد من المدن الكبرى، وأعلنت أكبر شبكة كهرباء فى البلاد عن حالة الطوارئ من المستوى الأول».

وأضافت الإذاعة البريطانية أن شهر يوليو الماضى كان أكثر الشهور سخونة على وجه الأرض منذ بدء حفظ السجلات، وحذرت PJM Interconnection، الشركة المسئولة عن إمداد الطاقة فى ١٣ ولاية وواشنطن العاصمة، من أن الحرارة الشديدة أو الرطوبة المرتفعة قد تسبب مشاكل فى السعة على شبكة الكهرباء.

وأوضحت: «فى نيويورك، من المتوقع أن يرتفع مؤشر الحرارة إلى ١١٠ درجات فهرنهايت، ويطلب مزود الطاقة Con Edison من السكان تقليل استخدام الطاقة فى المنزل للمساعدة فى تجنب الانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائى».

وذكرت الشركة، فى بيان: «الحرارة الشديدة والطلب المتزايد على أجهزة التكييف يمكن أن يسبب ضغطًا على النظام الكهربائى، وقد يؤدى إلى انقطاعات متكررة».

وأعلن مشغلو الشبكة فى جميع أنحاء البلاد عن تنبيهات الطقس الحار هذا الأسبوع، وطلبوا من شركات الطاقة تأجيل أعمال الصيانة غير الضرورية حتى تكون جميع محطات التوليد وخطوط الطاقة المتاحة جاهزة للخدمة، ووفقًا لأحدث النتائج من مسح استهلاك الطاقة السكنى لعام ٢٠٢٠، يستخدم ٨٨٪ من الأسر الأمريكية مكيفات الهواء.

وحذرت هيئة الأرصاد الجوية الوطنية «NWS» من أن الحرارة الشديدة ستنتشر فى معظم النصف الشرقى من الولايات المتحدة.

وفى كوريا الجنوبية، أكدت صحيفة «الجارديان» البريطانية أن المئات من حاضرى المخيم الكشفى العالمى فى كوريا الجنوبية أصيبوا بالأمراض المتعلقة بدرجات الحرارة مثل ضربات الشمس، حيث تصارع البلاد موجة حارة ممتدة تؤثر على مساحات شاسعة.