سياحة اليخوت والسفن الشراعية.. هل تعود رياضة الأغنياء؟
سياحة جديدة ضمن أشكال السياحة المتنوعة بدأت تشهد ازدهارًا في مصر هذه الفترة وهى سياحة اليخوت التي تمثل واحدة من أغنى أنواع السياحة الرياضية في العالم إذ أن أصحابها غالبًا هم من الأثرياء الذين يبحرون للاستجمام مع قدرة مالية كبيرة علي الإنفاق.
وما يوضح الانطلاقة الجديدة لهذه السياحة في مصر مؤخرًا تلك الحالة من الانتعاش غير المسبوق الذي يشهدها الميناء السياحى فى محافظة بورسعيد على سبيل المثال مؤخرًا، إذ عادت اليخوت والسفن الشراعية العالمية من جديد ترسو على أرصفة ميناء المدينة الباسلة.
في هذا الإطار، وسبق وأكد الرئيس السيسي أهمية الاستفادة من سياحة اليخوت بشكل أمثل خلال الفترة الراهنة.
ومدينة بورسعيد تعد واحدة من أهم المدن السياحية الصالحة لإقامة هذا النوع من السياحة، فهي تطل على قناة السويس شرقًا، و على البحر الأبيض المتوسط من جهة الشمال، ويُعد مشهد عبور السفن السياحية وكذلك البضائع طبيعى بالنسبة للأهالى جاذب لزوارها من المحافظات الأخرى أو حتى من خارج جمهورية مصر العربية.
لذا قامت الدولة بالعديد من أعمال التطوير خلال السنوات الماضية داخل المدينة ما جعلها مصدرًا للدخل القومي بعد إقبال كبير من السفن السياحية بمختلف أشكالها وجنسياتها على موانيها.
إذ أنه خلال الأيام القليلة الماضية استقبل ميناء بورسعيد السياحى أفواج عديدة من دول العالم المختلفة، ومنها استقباله اليخت السياحى "Emerald Sakara"، القادم من ميناء "فيتنام" الذى تديره شركة Emerald Cruises، وذلك ضمن الجولة الأولى لزيارته لمصر، ويضم على متنه 20 راكب، و25 من أفراد طاقم البحارة من مختلف الجنسيات، وذلك ضمن رحلات سياحة "اليوم الواحد"، ويستوعب اليخت 100 ضيف فى 50 كابينة تقع باتجاه المقدمة، وطاقم مكون من 76 شخصًا.
وصمم اليخت خصيصًا للسماح بالوصول الفريد إلى الموانئ والمناطق التى لا يمكن الوصول إليها إلا لليخوت الصغيرة حيث يتضمن اليخت 4 طوابق.
أما بالنسبة للسفن الشراعية فقد شهدت المدينة أدائًا استثنائيًا، إذ استقبل مينائها السفينة CLUB MED 2 القادمة من حوض البحر المتوسط، وعلى متنها 300 راكب و150 طاقم السفينة من جنسيات مختلفة ضمن رحلات سياحة اليوم الواحد، وتم إجراء رحلات سريعة داخل المدينة لطاقم السفينة وبعض الركاب للتعرف على الأماكن السياحية والتاريخية بالمدينة.
وتُعد تلك السفينة هي واحدة من أكبر السفن السياحية الشراعية فى العالم، والتى تجوب موانئ البحر الكاريبى شتاء وموانئ حوض البحر المتوسط صيفًا.
كما استقبل ميناء بورسعيد العديد من السفن الشراعية العالمية العملاقة الأخرى، وذلك ما يمثل جاهزية مينائها لاستقبال هذا النوع من السفن أيضًا مما يؤكد على ثقة المسارات السياحية فى موانئ المنطقة ومعدلات الأمان بها.
وتتميز مصر بالعديد من الموانئ التي تشجع على إقامة سياحة اليخوت والاستفادة منها ومنها ميناء مارينا نعمة الذي يعتبر أول مارينا لليخوت في خليج نعمة بشرم الشيخ، وقد أنشئ بأحدث الأساليب التكنولوجية، ومشروعه يمثل خطوة هامة على طريق تنمية سياحة اليخوت.
كذلك يأتي مارينا الغردقة كواحدة من الشواطئ الهامة في هذه السياحة وهو يقع علي مساحة 60 ألف متر مسطح، ويستوعب حوالي 188 يختاً في وقت واحد بالإضافة إلي 128 وحدة سكنية وشقة فندقية، وبعتبر مارينا نموذجًا مثاليا لمارينا دولية سياحية علي أرض مصر.
يأتي أيضًا بورتو مارينا مدينة علي البحر الأبيض ليمثل واحدًا من أكبر المارينا التي تضم أعدادًا لليخوت، فهو يتسع لأكثر من 1400 يخت ، وهو أول ميناء يخوت في إفريقيا ، كما يضم المدينة العديد من الملاهى والمناطق الترفيهية بالإضافة إلى شواطئ كاملة خاصة بالسيدات.
وبشكل عام تعتبر منطقة البحر الأبيض مركزاً هاماً لسياحة اليخوت علي مستوي العالم، إذ يجوب المنطقة أكثر من 30 ألف يخت سنوياً.
خبير سياحي: لابد الاهتمام بها
من جانبه قال الخبير السياحي مصطفى فتحي في حديثه "للدستور" أن سياحة اليخوت واحدة من أهم أنواع السياحة، وذلك نظرًا لما يمكن أن تدره من أموالًا طائلة على الدولة مشيرًا إلى أنه على الرغم من عدم انتشارها بالصورة المطلوبة إلا أنه ينتج عنها الكثير من الأموال وذلك لما تتمتع بها من ارتفاع تكلفة، وبالتالي ارتفاع عوائد.
وتابع أنه يجب الاستغلال الأمثل لهذه السياحة من خلال العمل المستمر على تطوير الموانئ وتوفير كافة الخدمات بها، من أجل التيسير على أصحاب هذه السياحة رحلاتهم مشيرًا إلى أن ذلك سيسهم كذلك في زيادة معدلات السياحة إلى المدن بشكل أو بآخر.