رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

محمد خليفة: صناعة النشر مزدهرة نسبيًا ولكنها لم تعد مسألة كيف (حوار)

محمد عثمان خليفة
محمد عثمان خليفة

ما بين أول الكتب المنشورة وصولًا لأحدثها، هناك حكايات عن رحلات الكتاب والمبدعين مع دور النشر، هناك صعوبات ومعوقات مع نشر العمل الأول، وهناك أيضًا المشكلات المتكررة والمتشابهة بين المبدعين ودور النشر، سواء فيما يخص تكلفة الكتاب، أو توزيعه، والعقود المبرمة بين الطرفين، أو حتى حقوق الملكية الفكرية وغيرها.. في سلسلة حوارات تقدمها الـ"الدستور" يحكي الكتاب تجاربهم مع عالم النشر.

المترجم محمد عثمان خليفة، له العديد من الترجمات إلى اللغة العربية نذكر من بينها: «مستقبل الإسلام السياسي»، «دليل إلى التفكير العلمي»، و«كوزمولوجيا أفلاطون»، و«أن تعيش حياتك عن وعي»، و«أسس الفلسفة»، و«نظرية الفيلم الأمريكي»، و«قصة النفط في عمان».

أما أشهر الروايات التي قدَّمَها المترجم إلى اللغة العربية فهى «لهيب الانتقام» للكاتبة الشهيرة ساندرا براون، و«عبقرية» للكاتب ديفيد بالداتشي، و«هوية بورن» للكاتب روبرت لودلوم، و«هاتف محمول» للكاتب ستيفن كينج، «نصف أخ نصف ديناصور»، «مرثيات وطن»، «الوردة البيضاء والغابة السوداء»، «طيور بلا أجنحة»، «توباز» وهي رواية تركية للكاتب هاكان جونداي، و«العشاء» للكاتب الهولندي هيرمان كوخ، وكذلك «لون الغواية» للتركية هانتي ألتاي.

كما صدر كتاب آخر بعنوان "الجذور الاجتماعية للنكبة فلسطين 1858 ــ 1948" من تأليف الباحث دكتور أكرم حجازي.

ــ ما الصعوبات التي صادفتك في طريق نشر كتابك الأول؟

* من واقع تجربتي كمترجم، لم تصادفني أي صعوبات تذكر خلال نشر ترجماتي الأولى.

ــ ما المشاكل التي واجهتها بخصوص حقوق النشر والملكية الفكرية؟

* المشكلة الأساسية هي الاتفاق على وضع الاسم على غلاف الكتاب المترجم، وكذلك جزئيات من قبيل تحديد الطرف مالك حقوق الترجمة، لا يزال المترجم الحلقة الأضعف في مجال ترجمة الكتب، برغم أنه البطل الرئيسي للعمل، وإليه يوجه النقد في حال الإخفاق، ولكن هذا لا يعني أن جميع دور النشر العربية لا تضع اسم المترجم على الغلاف، أنا أتحدث عن ظاهرة موجودة، وبالنسبة لي، عانيت منها فقط مع دار نشر واحدة بعينها، برغم أنها تعد من كبريات دور النشر العربية.

ــ كيف تواجه هذه المشكلات مع الناشر؟

* أتعامل حاليًا مع ناشرين اثنين فقط، وهما صديقان لي قبل أن يكونا ناشرين، ولذلك نتفق على تسوية أي مسائل خلافية بشكل يرضينا تمامًا.

ــ ما أصعب موقف تعرضت له؟

* ربما يتعلق الأمر هنا بمسألة تحديد سعر الترجمة، فلا توجد معايير محددة للاتفاق عليها، وتحديد سعر موحد أمر معقد، لذلك يحتاج المترجم إلى الكثير من الخبرة والدراية للتعامل مع هذا الموضوع، وعمومًا فإن المترجم المحترف يتميز بوضع أفضل من المترجم المبتدئ في هذه الناحية.

أمر آخر ذو بال هنا، وهو القوانين واللوائح المحلية، فعلى المترجم أن يحدد مع الناشر وفقًا لتلك القوانين: هل يفضل أجرًا مقطوعًا- أي مبلغًا محددًا من المال نظير ترجمته- أو أن تكون له نسبة معينة من الدخل الناتج عن بيع الكتاب وحقوقه، ومهما كان اختيار المترجم فينبغي أن تكون شروط العقد واضحة وصريحة، وهي شروط تخضع للأخذ والرد والتفاوض بينه وبين الناشر.

ــ هل سبق ووصلت خلافاتك مع ناشر ما إلى ساحات المحاكم؟

* لم يحدث، في نطاق تجربتي الشخصية.

ــ هل قمت يومًا بسداد كلفة نشر كتاب لك؟

* لم يسبق لي أن فعلت.

ــ ما الذي حلمت به لكتاب من كتبك ولم يتحقق وتأمل أن تتداركه مع مؤلف جديد؟

* دائمًا ما أتمنى لترجماتي أن تلقى النجاح الذي يعكس مدى الجهد الذي بذلته كمترجم، وكذلك بذله الناشر وبقية فريق العمل، في ظهور العمل إلى النور في نسخته العربية، وهو أمل كثيرًا ما يتحقق على النحو المنشود، وأحيانًا أجد أن ثقتي في نجاح عمل أدبي بعينه في غير محلها، المقصود هو أنه من الصعب للغاية توقع مدى تجاوب القارئ العربي.

ــ في رأيك صناعة النشر في تقدم أم تراجع؟

* الصناعة مزدهرة نسبيًا في مصر، ولكنها لم تعد مسألة كيف بل مسألة كم، هناك مشاكل حقيقية تواجه دور النشر المصرية باختلاف فئاتها وحجم إنتاجها؛ فعندما نقارن بعدد السكان نجد أن هناك عزوفًا من الأجيال الجديدة عن القراءة، بحيث فقدت سوق القراءة أرقامها الضخمة التي شهدتها من قبل؛ وقد تركت منصات التواصل الاجتماعي آثارًا سلبية في إقبال الناس على القراءة، ولا ننسى ارتفاع أسعار الكثير من الخامات في صناعة النشر، وخاصة الورق والأحبار والمعدات، وفي ظل تراجع معدلات القراءة وتكاليف الطباعة ارتفع سعر الكتاب وأصبح بعيدًا عن القدرة الشرائية للمواطنين.