رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أمريكى سجنته روسيا وأصيب فى أوكرانيا!

جندى سابق فى قوات مشاة البحرية الأمريكية، اسمه تريفور ريد، قضى ثلاث سنوات تقريبًا مسجونًا فى روسيا، وبعد إطلاق سراحه، فى ٢٧ أبريل ٢٠٢٢، خلال صفقة تبادل سجناء، أصيب فى أوكرانيا، منذ أيام، خلال مشاركته فى قتال القوات الروسية، وتم نقله إلى ألمانيا لتلقى العلاج، طبقًا لما أعلنه فيدانت باتيل، المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، الذى زعم أن ريد توجّه إلى أوكرانيا للمشاركة فى القتال بقرار شخصى.

أيضًا، قالت كارين جان- بيار، المتحدثة باسم البيت الأبيض، إن تريفور ريد كان فى أوكرانيا بصفته الشخصية ولا يمثل مصالح الحكومة الأمريكية، التى كانت حذرت المواطنين «بمنتهى الصراحة والوضوح» من «السفر إلى أوكرانيا، ناهيك عن المشاركة فى القتال». وأشارت إلى أنها ليس لديها تقديرات لعدد الأمريكيين الذين قد يكونون منخرطين فى القتال إلى جانب القوات الأوكرانية. والإشارة هنا قد تكون مهمة إلى أن جريدة «واشنطن بوست» أكدت فى ٢٩ مايو الماضى أن عددًا من المرتزقة الأمريكيين لقوا حتفهم فى أوكرانيا، وذكرت أو زعمت، أيضًا، أنهم ذهبوا «بشكل فردى، متجاهلين التحذيرات الرسمية المتكررة للرئيس بايدن وأعضاء آخرين فى إدارته من الخطر الجسيم الذى ينتظر كل من يصل إلى ساحة المعركة»!.

كانت السلطات الروسية قد ألقت القبض على تريفور ريد، فى أغسطس ٢٠١٩، إثر اعتدائه على اثنين من رجال الشرطة، وفى ٣٠ يوليو ٢٠٢٠ عوقب بالسجن لمدة ٩ سنوات. وبعد مفاوضات «شاقة ومكثفة» جرت مبادلته بـ«كونستانتين ياروشنكو»، وهو طيار روسى تم إلقاء القبض عليه فى ليبيريا، وسلمته للولايات المتحدة سنة ٢٠١٠، ثم قضت محكمة أمريكية بسجنه ٢٠ سنة لإدانته بتهريب المخدرات.

الغريب، أو الطريف، أن أنتونى بلينكن، وزير الخارجية الأمريكى، أكد أنه ليس لديه معلومات عن حالة «ريد»، أو وضعه، واكتفى بتحذير الأمريكيين، مجددًا، من التوجه إلى أوكرانيا أو القتال فيها. وقال، فى مؤتمر صحفى، عقده خلال زيارته مملكة تونجا، إنه لا يتوقع أن يكون لهذه الحالة تأثير على جهود الولايات المتحدة لاستعادة اثنين من الأمريكيين المحتجزين فى روسيا، هما إيفان جيرشكوفيتش، مراسل جريدة «وول ستريت جورنال»، وبول ويلان، الجندى السابق فى قوات مشاة البحرية الأمريكية.

مع الجنسية الأمريكية يحمل «ويلان» الجنسيات البريطانية والأيرلندية والكندية، وهو مسجون فى روسيا منذ خمس سنوات تقريبًا، بتهمة التجسس. أما «جيرشكوفيتش» فتم إلقاء القبض عليه فى ٢٩ مارس الماضى، متلبسًا خلال قيامه بـ«جمع معلومات عن أنشطة شركة تابعة للمجمع الصناعى العسكرى»، وأكد دميترى بيسكوف، المتحدث باسم الرئاسة الروسية، أنه كان يقوم بأعمال تجسس «تحت غطاء الصحافة». وفى المقابل، أدان البيت الأبيض إلقاء القبض على المذكور «بأشد العبارات». والشىء نفسه فعله ميتش ماكونيل وتشاك شومر، زعيما الجمهوريين والديمقراطيين فى مجلس الشيوخ، فى بيان مشترك، طالبا فيه بـ«الإفراج الفورى عن هذا الصحفى المستقل». غير أن الخارجية الروسية أكدت أن «الضجيج حول هذه القضية من أجل الضغط على السلطات الروسية وعلى المحكمة، التى ستقرر مصير المتهم، لا فائدة منه ولا معنى له». 

.. وأخيرًا، ربما يكون تريفور ريد أحد المرتزقة، أو المتطرفين البيض، أو النازيين الجدد، الأمريكيين، الذين انضموا إلى المقاتلين الأجانب فى أوكرانيا، والذين يتزايد القلق داخل الولايات المتحدة بشأن عودتهم بعد تدريبهم واكتسابهم تكتيكات قتالية جديدة وعلاقات قوية مع شبكات دولية من المتطرفين، بحسب الصحفى الأمريكى ألكسندر روبنشتاين، الذى أشار فى مقال نشره موقع «The Grayzone»، أواخر مايو ٢٠٢٢، إلى أن وزارة الأمن الداخلى الأمريكى تحاول جمع معلومات عنهم، وأن كل سلطات إنفاذ القانون الفيدرالية ليس لديها إحصاءات عن عددهم، ولا تعرف شئيًا عمّا يفعلونه هناك!.