يحيى شاهين.. «سى السيد»
هو «الشيخ حسونة» فى فيلم «الأرض»، الرجل الواقف فى صف الفلاحين أمام الإقطاعيين، و«السيد أحمد عبدالجواد»، رب الأسرة الصارم مع عائلته، بينما يعيش حياة انحلال، فى فيلم «بين القصرين»، والأب الحنون الذى امتنع عن الزواج بعد وفاة زوجته، وكرس حياته لابنته لتربيتها والعناية بها، فى فيلم «لا أنام».
إنه الفنان الراحل يحيى شاهين، الذى قدم هذه الشخصيات التى لا تزال محفورة فى ذاكرة الجمهورين المصرى والعربى، ونجح فى تجسيدها بعفويته الشديدة وكاريزمته وحضوره الطاغى، رغم ملامحه الهادئة.
غدا تحل الذكرى الـ١٠٦ لميلاده، فى ميت عقبة، وتحديدًا يوم ٢٨ يوليو ١٩١٧، ورغم أن الحظ لم يحالفه للدراسة فى معهد التمثيل، دفعه عشقه للفن إلى السير فى طريقه، لينضم إلى إحدى الفرق المسرحية، ثم يتنقل بين الفرق، ومنها استطاع الوصول إلى السينما، من خلال تقديمه دورًا أمام كوكب الشرق أم كلثوم، وبعدها أصبح باب النجومية مفتوحًا.
تعد شخصيته الأشهر «السيد عبدالجواد»، أو كما يطلق عليه «سى السيد»، التى قدمها فى فيلم «بين القصرين»، للكاتب الكبير الراحل نجيب محفوظ، ومثلت نقلة فى حياته الفنية.
«أحب الأدوار الصعبة والمعقدة وأجيد تمثيلها».. هكذا وصف يحيى شاهين حبه لتجسيد الشخصيات المركبة، وعلى رأسها دوره فى فيلم «بين القصرين»، الذى كان مزيجًا بين رجل يعيش حياتين خلال فترة الاحتلال الإنجليزى وقبيل اندلاع ثورة ١٩١٩، إحداهما فى النور أمام عائلته، والأخرى خفية، حيث حياة الرفاهية والانحلال.
توفى «شاهين» فى ١٨ مارس عام ١٩٩٤، بعدما قدم عشرات الأعمال التى شكّل بعضها أهم كلاسيكيات السينما المصرية.
