البحوث الزراعية: خطة طموحة لزيادة إنتاج مصر من فول الصويا

قال الدكتور علاء عزمي، رئيس قسم بحوث المحاصيل البقولية بمعهد بحوث المحاصيل الحقلية بمركز البحوث الزراعية، إن فول الصويا من المحاصيل الاستراتيجية الهامة التي تستخدم في إنتاج زيت الطعام وفي علائق الماشية، كما تدخل في العديد من الصناعات الغذائية. وخلال الفترة الماضية، تم استيراد كميات كبيرة من الصويا لاستيفاء احتياجات الاستهلاك، مما جعل الدولة تتبنى خطة لحل مشاكل المزارعين والاستفادة من هذا المحصول. 

وأشار في تصريحات لـ"الدستور"، إلى ملامح هذه الخطة والإجراءات العملية لزيادة المساحة المزروعة من فول الصويا، وأهم التوصيات الفنية لنجاح الزراعة هي أن فول الصويا من المحاصيل البقولية والعلفية الهامة، وقد اهتمت الدولة في الآونة الأخيرة به لدوره في توفير زيت الطعام واستخدامه كأعلاف للماشية، كما أنه مهم في الدورة الزراعية؛ لأنه يزيد من خصوبة التربة، خاصة في الأراضي الجديدة؛ لأنه يمدها بعناصر غذائية مهمة تفيد المحاصيل التي تتم زراعتها بعد فول الصويا. ويعتبر سبب عزوف المزارعين عن زراعة فول الصويا خلال الفترة الماضية نتيجة ضعف العائد المادي وعدم تسويقه بشكل جيد، وأيضًا عدم الإعلان عن سعر ضمان وسعر استرشادي للمحصول. وقد شهدت الفترة الحالية ارتفاعًا في سعر المحصول عالميًا، لذلك وجهت الحكومة بالاهتمام بزراعة هذا المحصول متعدد الاستخدامات.

وأوضح أن أهم الدول التي تزرع فول الصويا هي الولايات المتحدة الأمريكية، البرازيل، الأرجنتين، الصين، الهند، باراغواي، كندا، أوكرانيا، بوليفيا، وأوروغواي. وقد تم وضع خطة طموحة من خلال معهد بحوث المحاصيل الحقلية والتي تتبناها وزارة الزراعة بدعم كامل وتوجيهات من الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء، وتم وضع خطة للتوسع في زراعة فول الصويا، والهدف هو زراعة 250 ألف فدان هذا العام، حيث تمت زراعة حوالي 90 ألف فدان في الموسم الماضي، كما تم وضع سعر ضمان استرشادي لمحصول فول الصويا بـ 18000 جنيه للطن، ومحصول الذرة البيضاء بـ 9000 جنيه للطن، والذرة الصفراء بـ 9500 جنيه للطن، ودوار الشمس بـ 15000 جنيه للطن. وهذه الأسعار أسعار ضمان، بحيث إذا ارتفعت الأسعار في السوق عن ذلك يتم رفع تلك الأسعار، وإذا انخفضت لا تقل عن هذه الأسعار تشجيعًا للفلاح.

وفيما يتعلق بخطة الدولة لزراعة فول الصويا، أوضح "عزمي" أن فول الصويا ينتج من 1.5 إلى 1.7 طن للفدان، حيث إن خطة الدولة في استصلاح أراضٍ جديدة ستدعم فكرة التوسع في زراعة فول الصويا، وستوفر منتجًا مصريًا وتسد جزءًا من فجوة الزيت والعلف، مما يعود بالدعم على الاقتصاد، ويخفض الطلب نوعًا ما على الاستيراد. وتسير الدولة بخطى جيدة في التوسع الرأسي والأفقي للمحاصيل الاستراتيجية في الأراضي الزراعية، ومنها محصول فول الصويا.

وقال رئيس قسم البقوليات إن فول الصويا محصول بقولي صيفي يزرع في مصر خلال شهر مايو، وتحتوي بذوره على 40% بروتين و20% زيت، ومواد طبية هامة لصحة الإنسان وهي الأيزوفلافونات المضادة للأكسدة، التي تزيد المناعة ضد بعض أنواع السرطان مثل سرطان الثدي والمبيض والبروستاتا، وتعالج هشاشة العظام وأمراض الكلى المزمنة وتحسن الدورة الدموية. كما أن نسبة البروتين العالية في بذور فول الصويا يمكن أن تسهم في حل مشكلة أعلاف الماشية والدواجن بتصنيع كسب فول الصويا ومنتجات البروتين الصالحة للاستهلاك الإنساني، مضيفًا أن نسبة الزيت في بذوره يمكن أن تسهم في تضييق فجوة إنتاج الزيت في مصر.

وأوضح عزمي أن فول الصويا يعد من المحاصيل الهامة على المستوى الغذائي والصناعي، حيث يحتوي على العديد من العناصر الغذائية الهامة التي تساعد على تعزيز الصحة العامة للجسم، وتستخدم بشكل واسع في العديد من المنتجات الغذائية والصناعية المختلفة. فهي تحتوي على مجموعة متنوعة من العناصر الغذائية المهمة مثل البروتينات والأحماض الأمينية والدهون الصحية والألياف والفيتامينات والمعادن، وهي مصدر غني بالبروتينات النباتية، حيث تحتوي على جميع الأحماض الأمينية الأساسية التي يحتاجها الجسم للحفاظ على صحة العضلات والأنسجة.

كذلك فإن الصويا تستخدم في صناعة اللحوم النباتية والحلويات والأطعمة المجمدة والمخبوزات والحبوب المدعمة بالبروتينات النباتية، كما يتم استخدام الحبوب في صناعة الألبان النباتية والصلصات والزيوت.