رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

فاروق الفيشاوى.. الحاوى

فاروق الفيشاوى
فاروق الفيشاوى

فنان بدرجة محارب، لم يضعف أمام مرضه، ووقف متحديًا له، وحاول بقوته التغلب على ضعفه ووهنه، وأعلن عن أنه سيظل يحارب مرضه بالسرطان حتى يهزمه، أو حتى آخر نفس فى حياته، وهو ما كان.

 إنه الفنان الراحل فاروق الفيشاوى، الذى ظهر متماسكًا صلبًا أثناء تكريمه فى حفل افتتاح مهرجان الإسكندرية السينمائى، فى أكتوبر عام ٢٠١٨، معلنًا عن إصابته بالمرض اللعين، ومتوعدًا بمحاربته بقوة وصمود لا يملكهما كثيرون، قبل أن يرحل بعدها بعدة أشهر. 

وقال «الفيشاوى» الذى تحل ذكرى رحيله، غدا، فى تصريحات تليفزيونية، إنه أراد أن يكون مصدرًا للطاقة الإيجابية لكل مصاب بهذا المرض، بعيدًا عن الرسائل السلبية التى يصدرها الإعلام حوله، وأن يؤكد بإعلانه عن مرضه أنه مثل أى مرض آخر، يستطيع أى إنسان هزيمته إذا تمسك بالإرادة. 

وتمثلت إرادة «الفيشاوى» هذه فى مشواره الفنى وسعيه وراء حلم الشهرة والنجومية، الذى حمله على الالتحاق بمعهد الفنون المسرحية، عقب تخرجه فى كلية الآداب جامعة عين شمس، لتنمو لأحلامه البسطية أجنحة، وتكتب تاريخًا حقيقيًا لفنان أحبته الشاشة، ليراهن عليه الفنان عبدالرحيم الزرقانى، ويرشحه لبطولة مسرحية بعنوان «طائر البحر»، عرضت على خشبة المسرح القومى عام ١٩٧٩. 

وجاءته الفرصة على طبق من ذهب، عندما رشحه المخرج سمير سيف للوقوف أمام الزعيم عادل إمام فى فيلم «المشبوه»، من إنتاج عام ١٩٨١، ثم ابتسم له الحظ عندما تحمس له المخرج محمد فاضل ورشحه للوقوف أمام الفنان الكبير عبدالمنعم مدبولى فى مسلسل «أبنائى الأعزاء شكرًا»، وتوالت بعد ذلك التجارب الدرامية، التى أسهمت فى تدعيم روابط الود بينه وبين الجمهور. 

ونجح «الفيشاوى» طوال مسيرته فى تجسيد العديد من الأدوار المركبة، التى لا تزال عالقة فى الأذهان، ليمنحه الجمهور ألقابًا كثيرة بسبب أعماله الرائعة، منها «الحاوى»، الذى اكتسبه عن دوره المتميز فى مسلسل حمل نفس الاسم، فى تسعينيات القرن الماضى.