رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"حياة إيجون الأخرى" ترصد تمزق الفنان بين خصوصيات الروح والأطر الاجتماعية

غلاف رواية حياة إيجون
غلاف رواية حياة إيجون الأخرى

"حياة إيجون الأخرى"، عنوان أحدث ترجمات المترجمة ميسون شقير، والصادرة في نسختها العربية عن دار الرافدين للنشر، للكاتبة الإسبانية بيلار جوميث رودريجيث.

 

وتتناول الرواية سيرة الرسام النمساوي الشهير "إيجون شيلي" (1890 ــ 1918) أحد أهم الفنانين التشكيليين في القرن العشرين.

 

وتضيف المترجمة ميسون شقير، في مقدمتها لترجمة رواية "حياة إيجون الأخري": "إيجون شيلي، فنان مثير للجدل على الرغم من حياته القصيرة، والذي كان قد أسيء فهمه كثيرًا بسبب تصوراته عن الحياة والبشر بطريقة مغايرة للمجتمع والرؤية الفنية في وقته.

 

وفي خط مواز لحياة إيجور، نتقابل مع امرأة شابة مخترعة من فيينا، "إلجا جراوميستر"، التي ستكون حياتها وأفكارها انعكاسًا أو إعادة صياغة وتكرار حاد لمشاعر وأفكار الفنان نفسه: "من الآن فصاعدًا ستتغير كلماتي، أريد أن أشرح نفسي بدونها على الورق، وعلي القماش. هذا ما أريده. أن أتكلم بدون كلام. أن يفهمني الآخرون بنظرة، برسم، بمشهد، بدون تفسير. سأعطيهم كلماتي بطريقة أخري".

 

وتلفت شقير إلى أن رواية "حياة إيجون الأخري": تظهر بقوة ذلك التمزق العميق الذي ينشأ بين إرادة الفنان لتصوير خصوصيات الروح البشرية والأطر الاجتماعية، والفكرية التقليدية لها، وبين عدم كفاية الوسائل المادية الموجودة لتحقيق مثل هذا الهدف الجرىء.

 

يمكننا التأكيد بعد أكثر من مئة عام على رحيل "إيجون شيلي"، أن عمله، سيبقي على حاله، بفضل فرادته وجرأته، "من الممكن أن تكون رسوماتي مثيرة جدًا، لكن ما أستطيع أن أؤكده هو أنه ليس هناك أي لوحة فنية، بكل ما فيها من صفات فنية وقيم فنية، قادرة على أن تتحول إلى قذارة.

 

وتشدد "شقير" على:  أن رواية "حياة إيجون الأخرى" للروائية الإسبانية بيلار جوميث رودريجيث، والتي حصلت عنها على جائزة جامعة كومبلوتنسي في مدريد وهي تحاكي حياة الفنان النمساوي "إيجون شيلي"، والذي ترك أثرًا كبيرًا جدًا في الفن المعاصر رغم رحيله بعمر الثامنة والعشرين من عمره، بسبب الإنفلونزا الإسبانية بعد الحرب العالمية الأولى والذي أثار جدلًا كبيرًا في زمنه. وفيها تحليل سيكولوجي عميق للفنان ولحياته ولعقدنا نحن وإشكالياتنا التي نحاول دائمًا أن نخفيها أحيانًا حتى عن أنفسنا.