رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بيزنطيو مصر يحتفلون بذكرى القدّيس الشهيد إميليانوس

 الكنيسة البيزنطية
الكنيسة البيزنطية

تحتفل الكنيسة البيزنطية اليوم بذكرى القدّيس الشهيد إميليانوس، وكان عبداً مسيحيًّا لسيّد وثنيّ. ففي عهد الإمبراطور يوليانوس الجاحد (360-363)، الذي حاول إعادة الديانة الوثنية، دخل هيكل الأصنام وحطّمها أولاً وثانياً. فقبض عليه وضرب بقسوة وزجّ في النار فقضى شهيد المسيح.

وبهذه المناسبة القت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها إن "واجتَمَعَ في أثناءِ ذلكَ ألوفٌ من الناس، حتّى داسَ بعضُهم بَعضًا، فأخذَ يَقولُ لتلاميذِه أوّلاً: "إيّاكم وخَميرَ الفِرّيسيّين، أيّ الرِّياء". لقد أوصى ربُّنا تلاميذَه بأن يَحتَرسوا من الفرّيسيّين، لأنّهم كانوا خبثاء يسخرون من كلّ شيء. ويُعتَبر الخَمير مرّة من الناحية الإيجابيّة، أي أنّه ينتجُ الخبز الذي يغذّي الحياة، ومرّة أخرى من الناحية السلبيّة، أي أنّه رمز الشرّ الحادّ والمُتأصِّل. أطلقَ المُخلِّص اسم الخَمير على الرِّياء، لأنّه يُفسدُ نوايا الناس الذين يدخلُ قلوبَهم؛ فما من شيء يُفسدُ الأخلاق مثل الرِّياء. وكما أنّ قليلاً من الخَميرِ يُخمِّرُ العجينَ كلَّه  كذلك النفاقُ يسلبُ الروح كلّ صدق وكلّ حقيقة في ممارسة الفضائل.

لكي نَمتنعَ عن اقتفاء أثر السلوك الخائن لليهود الذين كانوا يتصرّفون بطريقة ويتكلّمون بطريقة مختلفة، أعطانا الربّ أمثولة رائعة في البساطة والإيمان، وذكّرَنا بأنّه في نهاية الأزمنة، ستتَّهمُنا أفكارنا المخفيّة أو ستدافعُ عنّا، كاشفةً بذلك عن سرّ روحنا: "فَما من مَستورٍ إلاّ سيُكشَف" إلخ. إذًا، أرادَ بذلك أن يتكلّمَ عن الوقت الذي يحكمُ فيه الله على الأعمال الأكثر خفيّة لدى البشر؛ أو أرادَ أن يقولَ أنّه مهما بذلْنا من جهود لإخفاء الخير الذي يقومُ به الآخرون تحت نير الظّلم، فإنّ الخير بطبيعته لا يمكن أن يظلّ مخفيًّا إلى الأبد.