ميسى وأمريكا..عودة البناء على طريقة رونالدو والسعودية
بشكل رسمي، انتهت حقبة الثنائي الأفضل تنافسية في أوروبا على مر التاريخ في كرة القدم ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو، أمس، بعدما انضم بشكل رسمي الأول لإنتر ميامي الأمريكي.
ميسي أنهى مسيرة طويلة في أوروبا ليبدأ تحد جديد في أمريكا بعقد لمدة عامين ويسير بعد عام على نهج غريمه التقليدي في أوروبا رونالدو الذي انتقل للسعودية عن طريق نادي النصر في يناير الماضي.
وأصبح ليونيل الصفقة الأضخم في تاريخ الدوري الأمريكي لتعيد الذاكرة لبداية عصر النهضة في الدوري الأمريكي لكرة القدم عندما ضم لوس أنجلوس ديفيد بيكهام رئيس إنتر ميامي الحالي في 2007 قادمًا من ريال مدريد الإسباني.
كان بيكهام حينها على مستوى كبير في كرة القدم، حيث كانت بداية عصر الصعود للدوري الأمريكي ورأينا بعدها انضمام العديد من النجوم للدوري الأمريكي أبرزهم بعدها بعامين النجم الفرنسي تييري هنري ثم البرازيلي كاكا، السويدي زلاتان إبراهيموفيتش.
ومن بعدها لم تكن الصفقات بالحجم ذاته في الدوري الأمريكي وبدأت الأنظار تختفي تدريجيًا في الدوري الذي بات مظلمًا بعد رحيل العديد من النجوم حتى جاء ميسي وزامله سيرجيو بوسكيتس.
دون جاربر رئيس رابطة الدوري الأمريكي قال بعد انضمام ميسي: "ما من شك لدينا بأن ميسي سيظهر للعالم أن الدوري الأمريكي يمكن أن يصبح بطولة لأفضل اللاعبين في العالم".
وقال خورخي ماس بعد تقديم ميسي أمس: "في عام 2018، قطعنا وعدًا ببناء نادٍ طموح من شأنه أن يجذب نخبة اللاعبين في العالم وهو نادٍ من شأنه أن يغير النظرة العالمية لكرة القدم في الولايات المتحدة، معًا سنواصل تحويل الأحلام إلى حقيقة".
ومنذ إعلان ميسي انتقاله لإنتر ميامي نرى أن هناك العديد من اللاعبين الكبار غيروا بالكامل وجهتهم من السعودية للدوري الأمريكي، على رأسهم سيرجيو بوسكيتس الذي أصبح رسميًا سيجوار ليو من جديد ويقترب من جوردي ألبا الظهير الإسباني.
كما رأينا أيضًا أن العديد من اللاعبين الحاليين يقترب من أمريكا في الموسم المقبل وعلى رأسهم توماس مولر مهاجم بايرن ميونخ الألماني والفرنسي أنطوان جريزمان لاعب أتلتيكو مدريد الإسباني.
تسويقيًا كان تأثير ميسي كبير للغاية، حيث منذ إعلان انضمام ليونيل ميسي لإنتر ميامي في 7 يونيو الماضي ارتفع عدد متابعي حساب النادي على إنستجرام من 900 ألف إلى 8.6 مليون متابع، ما جعل إنتر ميامي خامس أكثر فريق رياضي متابعةَ في أمريكا على إنستجرام والأول كرويا.
النادي الأمريكي الذي يسبقه العديد من الأندية تاريخيًا بات الأكثر متابعة وسيكون الأكبر خلال السنوات المقبلة ومن يعلم قد يتوج بالبطولة وينافس على جميع البطولات مستقبلًا.
كانت أمريكا محظوظة بميسي في أقل من عام مثلما كانت السعودية محظوظه بجلب رونالدو الذي غير الحياة بالكامل هناك.
في يناير النصر السعودي أعلن انضمام رونالدو للفريق في صفقة انتقال حر في حدث كروي هز العالم بأجمعه.
لا تقليل من حجم نادي النصر لكن لم يكن النادي السعودي هو الأقوى إعلاميًا ولا فنيًا قبل قدومه وغائب عن البطولات منذ سنوات لكن الآن نرى سيكون منافسا قويا للغاية، بل بالفعل كان كذلك حتى الأمتار الأخيرة في الدوري الموسم الماضي.
مسلى آل معمر، رئيس نادى النصر السعودي قال حينها: "هذه الصفقة أكبر من مجرد كتابة فصل تاريخي جديد.. هذا اللاعب مثل أعلى لجميع الرياضيين والشباب على مستوى العالم".
وتابع "وجود رونالدو في النصر سنمضي قدمًا لتحقيق المزيد من النجاحات للنادي والرياضة السعودية، والأجيال المقبلة".
المدرب السابق للنصر رودي جارسيا قال حين التعاقد مع رونالدو: "التوقيع مع لاعب مثل كريستيانو رونالدو أمر خارق للعادة ويسهم في تطوير الكرة السعودية".
كان لرونالدو تأثير السحر تسويقيًا على النادي السعودي، حيث في أقل من ساعات على إعلان توقعيه تحول حساب النادي على إنستجرام بأرقام أضعاف الأضعاف من 945 ألف متابع إلى 5.9 مليون متابع.
وبعدها بأيام واصل صيت رونالدو وتأثيره الإعلامي للدوري السعودي، حيث أعلن العديد من القنوات الأوروبية بالحصول على بث مباريات النصر لتوفير خدمة مشاهدة الجماهير رؤية نجمها المفضل البرتغالي.
ويجني رونالدو ثمار انتقاله للسعودية في الوقت الحالي، بعدما انضم كتيبة من النجوم العالميين هذا الصيف للعديد من الأندية.